7 مارس، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

“أم كلثوم” .. فيلم وثائقي إسرائيلي جديد يُلقي الضوء على المزيد من أسرار حياة “كوكب الشرق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيل كوكب الشرق وأسطورة الغناء العربي، السيدة “أم كلثوم”، إلا أن العديد من أسرار حياتها لا تزال مجهولةً، ولا يزال الشغف يملأ قلوب محبيها لمعرفة المزيد عنها.

حققت ما لم يحققه الزعماء..

نشر موقع (كالكاليست) العبري تقريرًا للكاتبة الإسرائيلية، “دانا كسلر”، تقول فيه: لقد نجحت المطربة، “أم كلثوم”، في تحقيق ما لم يستطع أن يحققه أي زعيم عربي – حيث استطاعت أن توحد العالم العربي، فغنت قصائد المدح للنبي محمد، وقدمت الأغاني الوطنية في حب مصر والأغاني الرومانسية، وكل ذلك بنفس القدر من الإقناع والتأثير في وجدان المستمعين.

واستطاعت بشخصيتها وأسلوبها المتميز؛ أن تربط بين التقاليد العربية المقدسة والحداثة الغربية. وخلال الفترة التي كانت تبحث فيها “مصر” عن هويتها، أظهرت “أم كلثوم” أنه لا يمكن أن يكون هناك تعارض بين مصر القديمة وتلك الحديثة.

الهرم الرابع..

أضافت “كسلر” أن الفيلم الوثائقي، (أم كلثوم)، الذي تم إنتاجه في “فرنسا” وعرضته القناة الإسرائيلية  (HOT8)، مساء يوم الـ 15 من تشرين ثان/نوفمبر الجاري، يعود بالمشاهدين إلى الوراء لأكثر من 40 عامًا، كي يكشف لهم أسرارًا جديدة من حياة سيدة الغناء، وكيف استطاعت أن تعتلي عرش الغناء العربي.

إن فيلم (أم كلثوم) – الذي تبلغ مدته 52 دقيقة؛ ويبدأ وكأنه يقدم درسًا تاريخيًا ثم يدلف إلى الحياة الشخصية لكوكب الشرق – قد نجح في إظهار السمات الشخصية للمطربة، التي غزت قلوب جميع فئات الشعب المصري والعربي، والتي أصبحت تُقارن بأسطورة الغناء الأوبرالي اليونانية، “ماريا كالاس”، وبالمغنية الفرنسية، “إديت بياف”، ولكنها أصبحت أولاً وقبل كل شيء، بمثابة الصوت الذي يعبر عن “مصر”، فحازت بذلك على لقب “الهرم الرابع”.

من القرية إلى قمة الغناء العربي..

وُلدت السيدة “أم كلثوم”، عام 1898، في إحدى القرى الصغيرة بـ”مصر”، وكان اسمها “فاطمة إبراهيم البلتاجي”، وبدأت حياتها الفنية كإبنة لإمام مسجد القرية، وكان أبوها يجعلها تتنكر في زي صبي كي تنضم لفرقة الإنشاد الديني.

وفي عام 1923؛ وصلت “أم كلثوم” إلى “القاهرة”، التي كانت تُعد في ذلك الوقت مدينة عالمية، فأضحت جزءًا من عالم الترفيه المحلي، وأخذت ترتقي سُلم النجاح حتى أصبحت نجمة الغناء الأولى في الشرق الأوسط.

بين الفُصحى والعامية..

سارت المطربة، “أم كلثوم”، بحذر شديد بين النمط العربي التقليدي والحداثة الغربية، فكانت تتنوع أغانيها بين العربية الفُصحى الراقية ولغة الشارع السوقية، لكنها كانت تطمح في سد الهوة بين الأسلوبين، فطلبت من مُؤلفي أغانيها تقديم النصوص بلغة شعبية راقية.

وحتى عندما لعبت دور البطولة في بعض الأفلام السينمائية، في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، كانت تحرص على أن تبدو في صورة الفتاة المحتشمة التي تعود إلى أصول ريفية، حيث سمحت لشفاه الممثل الذي كان بجوارها على الفراش أن تقترب من شفتيها، لكنها طلبت أن يتم قطع المشهد قبل أن يتبادلا القبلات.

قريبة من الملك وممن أسقطوه !

كانت المطربة، “أم كلثوم”، قريبة من النظام الملكي المصري، لكنها استطاعت أن تحافظ على مكانتها المرموقة في المجتمع المصري حتى بعد “ثورة الضباط”، التي اندلعت عام 1952، والتي حولت البلاد إلى النظام الجمهوري. فتمكنت “كوكب الشرق” من حفظ مكانتها بفضل قربها من ثاني رئيس مصري بعد الثورة، وهو الزعيم العربي الملهم، “جمال عبدالناصر”، صاحب فكرة القومية العربية.

سيدة مصر الأولى..

كانت “أم كلثوم”؛ بمثابة “سيدة مصر الأولى”، متفوقة في ذلك على زوجة “عبدالناصر”، وفي خلال حقبته انتقلت من أغنيات الحب من طرف واحد – التي كانت سبب شهرتها – إلى أداء الأغاني الوطنية التي تماشت مع روح العصر.

وربما سيندهش المشاهدون الإسرائيليون من أسلوب تغطية الفيلم الوثائقي لمشاهد حرب الأيام الستة، (1967)، من وجهة نظر مؤيدة للعرب، لكن حتى هؤلاء المشاهدون الإسرائيليون سيتأثرون بحالة الإنكسار التي مرت بها المغنية المصرية بسبب مرارة الهزيمة التي ذاقها شعبها.

 لم تخضع لرجل !

ختامًا تؤكد، “كسلر”، أنه في الوقت الذي عاشت فيه فنانات آخريات حياة العُهر والفجور بمدينة “القاهرة”، فقد آثرت “أم كلثوم” الإعتكاف في منزلها، ولم تبُح بشيء عن عُشاقها، علمًا بأن الفيلم أثارالاعتقاد بوجود عاشقات أيضًا.

ومن المفارقات العجيبة أن الرجال الذين كانوا يهيمنون على المجتمع المصري، كانوا مُتيمين أيضًا في نفس الوقت بحب معبودة الجماهير، “أم كلثوم”، التي عاملتهم بكبرياء، رافضة على الإطلاق أن تكون تابعة لأحد منهم.

جدير بالذكر؛ أن الموقع العبري لم يقدم تفاصيل فنية عن الفيلم المذكور.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب