28 مارس، 2024 11:59 م
Search
Close this search box.

أم القنابل .. تجسد ترامب في صورة “جورج دبليو بوش”

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

كأنه لم يكن من المقرر أن تنعم “أفغانستان” بالهدوء.. سواءً بسبب “طالبان” أو بسبب غيرها. لقد مر وقت طويل على خروج الجيش الأميركي من أفغانستان، لكن وكما هو واضح أن مجريات الأمور لم تستقر في أيدي القوات الأمنية الأفغانية، وأن الآمال مازالت معلقة على الضيف غير المدعو الذي أورثهم هذه الأزمة منذ فترة رئاسة “جورج دبليو بوش”. وطبقاً للحوار الذي أجرته صحيفة “القانون” الإيرانية الخاصة مع المتحدث باسم الرئيس الأفغاني “أشرف غني”، فقد تواترت الأخبار عن تحركات التنظيمات المحسوبة على تنظيم داعش الإرهابي في آسيا الوسطى بعد تراجع التنظيم في سوريا والعراق. ومؤخراً وبينما تستعد الجمهورية الإيرانية لإجراء الانتخابات الرئاسية، تصدرت أخبار استخدام أكبر قنبلة غير نووية في الجارة الشرقية لإيران عناوين الصحف.

أشرف غني

التعريف بـ”أم القنابل”..

تقول الصحيفة الإيرانية ان: “قنبلة MOAB المعروفة باسم “أم القنابل” ذات قدرة على حمل 11 طن من مادة “تي. إن. تي” شديدة الانفجار بخلاف 8 آلاف كيلو غرام من المواد المتفجرة، اسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على قواعد داعش في أفغانستان عبر طائرة من طراز “إم. سى-130”. وبحسب “البنتاغون”، فهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها “أم القنابل” منذ انتاجها في العام 2003. زنة القنبلة حوالي 10 طن ويتجاوز طولها الـ9 متر، وتبلغ تكلفة القنبلة الواحدة 16 مليون دولار. وقد صُممت القنبلة بغرض تدمير منشآت العدو في المناطق الواسعة وبالتالي ترك تأثير نفسي مخيف على الروح المعنوية للعدو. وقد بدأ التخطيط والتطوير للقنبلة “جي. بي. يو 43” منذ العام 2003 إبان الحرب العراقية، لكن لم يتم استخدامها حتى الآن.

كم داعشياً قتلت القنبلة ؟

استهدف الهجوم بـ”أم القنابل” قرى “مومنده دره” بولاية نانجارهار وبالتعاون بين القوات الأفغانية والناتو. وقد أكد الرئيس التنفيذي في أفغانستان “عبدالله عبدالله” عبر تدوينه شخصية، على التنسيق مع القوات الأفغانية في استهداف المنطقة بعد إخلائها من المدنيين. يقول المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية “حسين مرتضوي”، في حوار مع “مهدي دل روشن” مراسل صحيفة (القانون): “يتنقل عناصر تنظيم داعش الإرهابي بين المغارات والأنفاق والمخابئ الأرضية، ولذا كان من الضروري القيام بمثل الهجوم للقضاء عليهم”. مضيفاً: “كان التنظيم قد حفر أنفاق بطول 300 متر وأعماق متفاوتة في المناطق المفتوحة بالبلاد. وقد أثارت عناصر داعش الفارة من “باكستان” الفزع في قلوب الأفغانيين، ولذا تركوا لهم المكان. كان داعش يستخدم هذه الأنفاق كأقوى مركز عسكري. والحكومة تهدف بهذه العمليات إلى تطهير مناطق “نانجارهار” من عناصر داعش”. وعلل “مرتضوي” التعاون مع قوات حلف شمال الأطلسي، بالخوف على خسائر بلاده من القوات القتالية. وأردف: “نجح الهجوم في القضاء على النظام التكميلي للأنفاق، وحالياً يسهل على قواتنا الدخول إلى هذه المنطقة بسهولة”. لكن الطريف بحسب صحيفة “القانون” أن الرئيس الأفغاني السابق “حامد كرزاي” قد انتقد الهجوم، الأمر الذي أثار حفظية مرتضوي وقال: “من ينتقدون الهجوم على داعش، ما هي رؤيتكم للحل ؟”.

مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش..

من ناحية أخرى نشر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية بياناً أكد فيه على مقتل 36 إرهابي كحصيلة نهائية للهجوم الذي نفذته الولايات المتحدة بـ”أم القنابل”. وطبقاً لوسائل الإعلام الأفغانية فقد ورد اسم “صديق يار” أحد أبرز قيادات داعش في أفغانستان على قائمة القتلى. لكن المهم، من منظور صحيفة “القانون”، إعلان وزارة الدفاع الأفغانية – في سابقة نادرة الحدوث – عدم تضرر المدنيين جراء الهجوم.

تجدر الإشارة إلى عدد من النقاط المهمة فيما يخص قصف نانجارهار بـ”أم القنابل”، ومن ابرزها:

1-      أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن الهدف من استخدام “أم القنابل” هو الحد من خطر الهجمات الإرهابية ضد الجنود الأميركيين. وبالتالي يحل استهداف تنظيم داعش بالهجوم كهدف ثانوي، يأتي بعد حماية أرواح الأميركيين في أفغانستان خاصة وأن الهجوم جاء بعد استهداف جندي أميركي الأسبوع الماضي خلال معارك ضد التنظيم.

حامد كرزاي

2-      طبقاً لبيان وزارة الدفاع الأفغانية، لم يتضرر أي من المدنيين في الهجوم. بينما نقلت عدد من وكالات الآنباء عن الأهالي تعرض منازلهم إلى التدمير تماماً. كما أكد النائب البرلماني عن ولاية نانجارهار “عصمت الله شينواري” مقتل معلم مع ابنه في الهجوم. كما لا يعلم أحد الأثر التدميري للقنبلة على البيئة والتربة في الولاية.

3-      أسفر الهجوم عن مقتل 36 إرهابي طبقاً لبيان وزارة الدفاع الأفغانية. في حين أن هذه المنطقة تضم ما بين 600- 800 من عناصر داعش الإرهابية. كما تشهد الولاية صراعاً نفوذ بين داعش من جهة وطالبان من جهة أخرى. بعبارة أخرى عدد العناصر الإرهابية في الولاية كبير جداً ومقتل 36 إرهابي فقط يؤكد على فشل العملية.

4-      يقول خبير الشؤون الأفغانية “محمد ملازهي”: “يحمل هجوم نانجارهار عدد من الرسائل المهمة للعالم. أولها تحول سياسة “أميركا أولاً” التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اثناء المنافسات الانتخابية، إلى سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى والتي ابتدأها الرئيس الأسبق “جورج دبليو بوش”. المستهدف الثاني من الهجوم، بحسب “ملازهي”، هو روسيا والصين، لأن الهجوم يرفع من الروح القتالية للرئيس ترامب ورفاقه داخل البيت الأبيض. الرسالة الثالثة موجهة للداخل الأفغاني ومفادها لا يتصور أحد خروج الجيش الأميركي من أفغانستان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب