11 أبريل، 2024 12:30 ص
Search
Close this search box.

“أم القنابل” .. أطلقها صدام على إيران ومنح سرها للمصريين

Facebook
Twitter
LinkedIn

ضمن مناخ التوتر العسكري الذي يبدو أن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” قرر تثبيته طوال فترة حكمه ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم.. أطلقت أميركا للمرة الأولى في الثالث عشر من نيسان/ابريل 2017، ما يعرف بـ”أم القنابل” غير النووية التي تزن نحو 10 أطنان على شرق أفغانستان ولها تأثير يشابه تأثير القنبلة النووية، وقالت إنها استخدمتها لاستهداف كهوف مليئة بعناصر داعش.. فهل أميركا فقط من يمتلك مثل هذا النوع من القنابل ؟

مصر تمتلكها بدعم علماء العراق..

القنبلة الأميركية المعروفة باسم “جي. بي. يو 43” وهي قنبلة وقود غازي، تمتلك مصر منها عدة نسخ تم تصنيعها بالتعاون مع الخبرات العراقية في حقبة الثمانينيات في عهد الرئيس العراقي “صدام حسين” تحت اسم (نصر 9000)، أي قبل تصنيعها في أميركا رسمياً فيما بعد !

لقد قالت أميركا إن القنبلة استهدفت 36 عنصراً من داعش يختبئون في كهوف جبلية، في حين قال حاكم منطقة “أشين” بولاية ننغرهار بشرق أفغانستان إن أم القنابل دمرت 3 أنفاق وقتلت 92 داعشياً، ولم تذكر واشنطن أن هذا النوع من القنابل له قدرة تدميرية لإزالة نحو 2 كيلومتر مربع بالكامل وإبادة كل حياة في هذا النطاق، كما تصيب المتواجدين في نطاق أبعد بنحو 3 كيلو مترات بفقدان السمع !

رسائل مشابهة للعالم.. جربتها أميركا قبل غزو العراق..

بالتأكيد هي “أم القنابل”، لكن إسقاطها على أفغانستان يؤكد على أنها “أم الرسائل” بأن من يحكم أميركا في 2017 يفعل ما يقول وأنه انتهى وقت استعراض القوى عالمياً من جانب واحد والمقصود هنا “روسيا” بالتحديد ثم “إيران” التي تواصل سباق التسلح وأخيراً رسالة مباشرة لـ”كوريا الشمالية”.. فتنظيم داعش داخل الكهوف والأنفاق لم يكن في حاجة إلى استعراض القوى الأميركي بهذا الشكل الذي لم تستخدم هذه القنبلة في مواجهة تنظيم القاعدة أو طالبان في أشد المواجهات !

لقد جربت أميركا أم القنابل في صحراء “نيفادا” للمرة الأولى في عام 2003 قبل أسبوع واحد فقط من غزو العراق، وكانت وقتها رسالة لصدام حسين أو من يحاول دعمه بأن مصيره التدمير، لكن مع ترامب اليوم الأمر يختلف.. فالرجل يبدو أنه لن يكتفي بسياسة التهديد التي طالما انتهجتها الإدارات الأميركية، بل ربما يجهز أسلحة أخرى أقوى بمراحل من “التوما هوك” و”أم القنابل” !

كلمة السر في حرب الخليج الأولى..

طور خبراء عراقيون مع مصر هذه القنبلة في سرية تامة – قبل أن تعلن عنها أميركا بسنوات – بنسخة (نصر 9000) واستخدمها صدام في حربه ضد إيران، وكان لها أثر كبير في إيقاف المعارك، إذ عجلت ﺑﺘﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍلإﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ بوقف إﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ عام 1988 فيما عرفت بحرب الخليج الأولى، بعد أن استهدفت في إحدى المرات أﺣﺪ أﻛﺒﺮ ﻣﺠﻤﻌﺎﺕ ﺼﻮﺍﺭﻳﺦ “ﺳﻜﻮﺩ” الإيرانية ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ منطقة ﻭﻫﺪﺍﻥ، ما تسبب في “تبخر الموقع” ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻧﺼﻒ ﻗﻄﺮﻫﺎ ١:٥ ﻛﻢ ﻭخسائر بشرية قدرت بمقتل ٣٥٠٠ ﺟﻨﺪﻱ إﻳﺮﺍﻧﻲ، بحسب خبراء عسكريين.. ﻭإﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ فيما بعد ﺗﺸﻴﺮ إلى أن الخسائر أكبر بكثير من ذلك العدد !

قنبلة فراغية لها قدرات تدميرية هائلة..

تعرف هذه القنبلة بقنبلة الوقود الغازي “Fuel Air Bomb” وتعرف أيضاً بالقنبلة الفراغية Thermobaric Bomb أو قنبلة التفريغ الهوائي Air Burst Bomb ولها ذات القدرة التفجيرية المشابهة تماماً للقنبلة المصرية نصر-9000 التي تزن 9 طن وتصنع في مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن أمد صدام حسين مصر بالعلماء والخبراء المتخصصين في تصنيعها وتطويرها، وكشفت مصر عنها في مناورات بدر 1996 و2008.

ويحتوي هذا النوع من قنابل الوقود الغازي على مواد كيماوية شديدة التفاعل والاختلاط بالهواء (وقود) وعند اكتمال عملية الاختلاط تتولد شرارة تؤدي إلى الاشتعال بمساعدة الأكسجين في الهواء محدثة انفجاراً رهيباً مع موجة تضاغطية عنيفة تتحرك بسرعة 2 كلم/ثانية (7200 كلم/ساعة)، بالإضافة إلى قدرتها على سحب الأكسجين بالكامل في منطقة الانفجار.

مسح وتبخير للمناطق المستهدفة..

إن المختصين العسكريين يصفون هذا النوع من القنابل بأنه يؤدي – بدون مبالغة – إلى مسح أو تبخير منطقة كاملة من الأفراد أو الأشجار والمباني وتسويتها بالأرض مع عدم ترك أي أثر لحياة للموقع المستهدف.

وعلى عكس القنابل التقليدية التي تؤدي بسبب تعاظم الضغط الانفجاري الإيجابي في منطقة الهدف إلى تدمير المناطق المواجهة للقنبلة فقط من دون تأثير يذكر على الجزء الخلفي من الهدف، تعمل القنبلة الفراغية على تدمير الهدف من جميع الجهات وليس فقط من الجهة المقابلة للقنبلة.

خلخلة مدمرة في الضغط دون أثار لأي انفجار..

أما العناصر التي يتم مهاجتمها فإنها تموت جراء الخلخلة الرهيبة في الضغط والتي تؤدي لسحق الأجساد أو نتيجة الاستهلاك الشديد للأكسجين أو نتيجة الانهيار الذي يحدث للمنشآت والمباني بسبب الانفجار.

إن هذا النوع من القنابل لا يترك أية آثار للاحتراق أو التفحم لأنها لا تؤدي لإشعال الحرائق مثل مواد الـTNT و الـC4 بل تؤدي للتدمير التام نتيجة الخلخلة الشديدة في الضغط والهجوم العنيف للضغط الجوي لتعويض الضغط السلبي الناتج عن التفريغ للهواء في المنطقة مما يضاعف القوة التدميرية لهذا الانفجار.

مصر تمتلكها بقدرات متنوعة..

في مصر توجد من هذه القنبلة أوزان مختلفة لقنابل التفريغ الهوائي بدءاً من 500 كلغ و1000 كلغ (قنبلة نصر-1000) وتستخدم أيضاً في قذائف المدفعية او الرؤوس الحربية للصواريخ المضادة للدروع أو رؤوس الصواريخ الباليستية .

إن خلاصة هذه القنابل التي تستخدم الوقود الغازي في العالم هي القنبلة الأميركية MOAB أو Massive Ordnance Air Blast أم القنابل Mother of All Bombs ويبلغ وزنها 10.3 طن وتحتوي على متفجرات زنة 8.2 طن تؤدي إلى انفجار بقوة 11 طن من الـTNT في دائرة نصف قطرها 150 متر وهي التي أطلقت على أفغانستان كرسالة تهديد !

كما يوجد من هذه القنبلة النسخة الروسية FOAB أو “أبو القنابل” Father of All Bombs وتعرف ايضاً باسم ATBIP Aviation Thermobaric Bomb of Increased Power والتي يبلغ وزنها 7.8 طن وتحتوي على متفجرات زنة 7.1 طن لكنها تؤدي إلى انفجار بقوة 44 طن من الـTNT وفي دائرة نصف قطرها 300 متر، أي أنها تعادل القوة التدميرية للأميركية بأربعة أضعاف.

عملية الاستهداف بالإسقاط المظلي الحر..

تستطيع مصر استخدام هذه القنبلة عبر إلقائها من طائرات C-130 Hercules بسهولة تامة وكذلك قاذفات Tu-16 وXian H-6 المطورة والموجودة في المخازن المصرية بحالة جيدة منذ عام 2000، وتلقى هذه القنبلة من طائرات الشحن مثل C-130 من خلال إنزالها من باب الطائرة بواسطة مظلة ثم بعد ثوانٍ معدودة تتخلص القنبلة من المظلة وتسقط تحت تأثير الجاذبية الأرضية وتتجه إلى الهدف المحدد ولا يمكن إلقائها من مقاتلة مثل “الرافال” أو غيرها لأنها وببساطه قُنبلة إسقاط حُر !

السعودية جربتها في اليمن !

هذا النوع من القنابل كان له تواجد في عام 2015 ولكن في اليمن.. إذ قال الكاتب اليمني ورئيس تحرير برنامج “اليمن اليوم” على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، إن ما أسماه “العدوان السعودي – الاميركي على اليمن” نفذ في الـ20 من نيسان/ابريل قبل عامين من 2017 جريمة حرب بإلقائه قنبلة محرمة دولياً ذات تدمير هائل على حي “فج عطان” بالعاصمة صنعاء، التي عرفت فيما بعد بـ”هيروشيما عطان”، القنبلة الفراغية التي دمرت أكثر من 700 منزل وقتلت 84 مدنياً على الأقل وجرح 800 آخرين، على حد قوله.

لكن ما لا يعرفه اليمنيون أن السعودية تمتلك القنبلة المصرية العراقية “نصر 9000” وأنها ربما هي التي ألقيت على اليمن وتسببت في تدمير جبل نقم، وليس ما ذكره “كوردون دوف” الخبير العسكري الأميركي من استخدام قنبلة نيترونية ألقت بها إسرائيل على اليمن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب