خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
أجرى أمير قطر، الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، أمس الأحد، زيارة إلى “طهران”، وسط تصاعد التوتر في المنطقة؛ منذ اغتالت “الولايات المتحدة” قائد (فيلق القدس) الإيراني، الجنرال “قاسم سليماني”، في الثالث من كانون ثان/يناير الجاري.
واستقبل الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، أمير “قطر”، في قصر “سعد آباد”، بـ”طهران”، وناقش الجانبان التطورات الخطيرة وسُبل تخفيف التوتر بين “واشنطن” و”طهران”.
يُذكر أن وزير الخارجية القطري، “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، قد زار “طهران”، في الرابع من الشهر الحالي، وأجرى محادثات مع نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”، والرئيس الإيراني.
تعزيز العلاقات بين طهران والدوحة..
وتُعتبر زيارة الأمير “تميم”، لـ”طهران”، هي الأولى له منذ توليه الحكم، وهي تأتي عقب اغتيال “سليماني” في “بغداد”.
وكان أمير “قطر” قد أجرى، الأسبوع الماضي، اتصالًا هاتفيًا بالرئيس، “روحاني”، أكد فيه أن بلاده: “لن تنسى موقف إيران من العقوبات المفروضة على الدوحة”، وأن قطر “تُعارض أي توتر يستهدف إيران”.
من جانبه؛ أعلن الرئيس الإيراني، خلال مؤتمر صحافي مشترك عصر الأحد؛ مع أمير “قطر”: أن البلدين قررا تشكيل لجنة مشتركة تعقد اجتماعات سنوية منتظمة، كما قررا تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية من أجل توظيف جميع الطاقات لما يخدم شعبي البلدين. وأضاف الرئيس، “روحاني”، خلال المؤتمر؛ أنه بات جلي للجميع في أن العلاقات بين البلدين الشقيقين هي علاقات تاريخية تقوم دومًا على أساس الصداقة وحسن الجوار.
قطر تحتمي بإيران وتركيا !
كانت العلاقات قد تعززت بين “قطر” و”إيران”، خلال السنوات الأخيرة، وخاصة عقب الحصار والحظر الذي فرضته بعض البلدان على “قطر”. حيث أحسنت “طهران” استغلال الأزمة الخليجية.
وقال “روحاني”؛ إن بلاده نهضت بواجبات الجيرة والصداقة التاريخية، ووقفت إلى جانب “قطر” وهي ستبقى في المستقبل أيضًا إلى جانبها.
ورغم أن “قطر” ترتبط بعلاقات قوية مع “طهران”؛ إلا أنها تتمتع أيضًا بعلاقات وثيقة مع “الولايات المتحدة”، حيث تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.
وقطعت “السعودية والإمارات والبحرين ومصر”، في حزيران/يونيو 2017، علاقاتها الدبلوماسية مع “قطر”. وعلى الفور لجأت “قطر” للإحتماء بكل من “إيران وتركيا” لمواجهة دول الحصار.
قطر تقترب من إيران لمواجهة السعودية !
يرى بعض المحللين أن الدول العربية، التي قامت بمحاصرة “قطر”؛ هي التي دفعت أميرها للبحث عن تحالفات مع دول غير عربية، فسارع بتعزيز علاقاته بـ”إيران”؛ وسمح للرئيس، “رجب طيب إردوغان”، بإرسال قوات تركية إلى “الدوحة” لحمايتها من أي هجوم.
معنى ذلك أن العزلة التي تواجهها “قطر” من دول الخليج، هي التي دفعتها للتقارب والميل نحو “إيران”، لتصبح “الدوحة” منافسًا قويًا إلى جانب “طهران”، ضد “الرياض” في المنطقة، أما إذا استمر التصعيد ضد “قطر”؛ فربما سيدفعها ذلك إلى الخروج من منظومة “مجلس التعاون الخليجي”.
هل سيملأ الفراغ الذي خلّفه “قابوس” ؟
أعلن “البيت الأبيض”، الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر، الشيخ “تميم”، وبحثا تطورات الوضع بعد ضربات “إيران” على قاعدتي (عين الأسد) و(حرير) في “العراق”. ووجه “ترامب”، حسب “البيت الأبيض”، الشكر للأمير “تميم”؛ على مشاركة قطر “القوية” مع “الولايات المتحدة” في ظل التصعيد مع “إيران”.
ويعني هذا الإعلان الصادر عن “البيت الأبيض”، أن “الولايات المتحدة” معنية بتهدئة الأوضاع؛ وهي تمنح الضوء الأخضر لـ”قطر” للعب دور الوساطة والتهدئة باعتبارها الدولة الوحيدة، التي تربطها علاقات قوية مع “واشنطن” و”طهران”.
وهكذا أصبح أمير “قطر” مرشحًا بقوة للعب الدور، الذي كان يؤديه بإقتدار سلطان “عُمان” الراحل، “قابوس بن سعيد”، الذي كان قد استضاف مسؤولين أميركيين وإيرانيين في عهد الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، وكان سببًا رئيسًا في إبرام “الاتفاقية النووية”، بين “إيران” و”الولايات المتحدة” وباقي الدول العظمى.
وزير الخارجية القطري يزور العراق..
ما يؤكد الدور القطري الجديد؛ هو ما أعلنته مصادر عراقية، من أن رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، “محمد بن عبدالرحمن”، يعتزم زيارة “العراق”، الأربعاء المقبل، لبحث سُبل تخفيف حدة التوتر في المنطقة.
وقال المتحدث باسم “وزارة الخارجية” العراقية، أمس الأحد، إن المسؤول القطري سيزور “العراق” وسيلتقي رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، ورئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، بالإضافة إلى وزير الخارجية، “محمد علي الحكيم”.
وستدور المحادثات حول سُبل تخفيف حدة التوترات في المنطقة والعمل على إيجاد أفضل السُبل الكفيلة لتهدئة الوضع الحالي.
وتأتي زيارة المسؤول القطري والوفد المرافق له، بعد تصاعد التوتر بين “إيران” و”الولايات المتّحدة” على خلفية اغتيال قائد (فيلق القدس)، اللواء “سليماني”. وهذه أول زيارة لوفد قطري بعد التصعيد العسكري والسياسي بين “الولايات المتحدة” و”العراق” و”إيران”.
وتعقيبًا على تلك الأحداث؛ قال وزير الخارجية القطري؛ إن بلاده تتابع “عن كثب مستجدات الأحداث في العراق، وما تمر به المنطقة من مرحلة حاسمة تتطلب تكاتف الجهود لا تناحرها وتقديم الجماعة والتعددية لا الأحادية في إيجاد الحلول ومد جسور التواصل”.