11 أبريل، 2024 11:41 ص
Search
Close this search box.

أميركا واليابان نحو شراكات أعمق .. فكيف ستواجهها الصين ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2015؛ لرئيس وزراء ياباني، وفي مؤتمر صحافي مشترك، أعلن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، الأربعاء، أن “الولايات المتحدة واليابان وأستراليا” ستُقيم شبكة دفاع جوي مشتركة، في خطوة مهمة في تعّزيز العلاقات الدفاعية مع “طوكيو”؛ منذ الحرب الباردة.

وقال “بايدن”؛ في مؤتمر صحافي مشترك، مع رئيس الوزراء الياباني؛ “فوميو كيشيدا”: “يتّخذ بلدانا معًا خطوات مهمة لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني”، في مواجهة “الصين”.

وأضاف: “هذا أهم تطوّر في تحالفاتنا منذ نهاية الحرب الباردة، يُسّعدني أيضًا أن أعلن أنه للمرة الأولى، ستنُّشيء اليابان والولايات المتحدة وأستراليا شبكة صواريخ جوية وبُنية دفاعية”، مؤكّدًا أن تعّزيز التحالف العسكري مع “اليابان” هو لأسباب: “دفاعية”.

من جهته؛ دعا رئيس الوزراء الياباني إلى: “السلام والاستقرار”، على خلفية التوترات بين “الصين وتايوان”.

شراكة ثابتة..

وفي إشارة إلى التقارب بين “واشنطن” و”طوكيو”، أشار “بايدن” إلى أن يابانيًا سيكون أول رائد فضاء غير أميركي يهبط على سطح القمر كجزء من مهمة فضائية أميركية.

أشاد الرئيس الأميركي خلال استقباله رئيس الوزراء الياباني في “البيت الأبيض”؛ الأربعاء، بـ”الشراكة الثابتة” بين البلدين.

واستقبل “بايدن”؛ “كيشيدا”، الذي يقوم بزيارة تتمّحور حول تعّزيز العلاقات في مجال الدفاع بين البلدين الواقعين في منطقة “المحيط الهاديء” في مواجهة طموحات “الصين”.

ووصف الرئيس الأميركي ضيفه بأنه: “صاحب رؤية وشجاع”، في مسّتهل زيارته التي ستتضمن كل مراسّم التكريم التي ينص عليها بروتوكول “البيت الأبيض” لهذا الحليف الرئيس في استراتيجية المنافسّة الأميركية مع “الصين”.

في العام 1912؛ أهدى رئيس بلدية “طوكيو” مدينة “واشنطن”؛ الآلاف من أشجار (الكرز)، التي تجذب كل ربيع السياح إلى العاصمة الأميركية.

وقال “جو بايدن”: “تمامًا كصداقتنا، هذه الأشجار خالدة وملهمة”.

وفي مجاملة لـ”بايدن”؛ أشار “كيشيدا” إلى أن بلاده ستُّهدي “واشنطن”: (250) شجرة إضافية لمناسبة الذكرى الـ (280) لتأسيس “الولايات المتحدة” في 2026.

وقال إن الشراكة بين البلدين على غرار شجرة (الكرز)؛ التي تُزهر: “ستستمر في التطور والترسّخ”.

وشاركت زوجتا الزعيمين: “جيل بايدن” و”يوكو كيشيدا”، في حفلة الاستقبال التي يليها اجتماع عمل ثم مأدبة عشاء.

ورئيس الوزراء البالغ: (66 عامًا)؛ هو أول مسؤول ياباني يحظى باستقبال رسّمي في زيارة دولة لـ”واشنطن”، منذ “شينزو آبي”، في 2015.

ويؤكد ذلك على الأهمية التي يوليّها الرئيس الأميركي لتعزيز التحالفات لمواجهة دول مثل: “الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران”، في عالم تتزايد فيه التوترات.

قمة استثنائية..

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافة؛ قبل الزيارة: “إنها قمة استثنائية وتاريخية”.

وقال سفير “الولايات المتحدة” لدى اليابان؛ “رام إيمانويل”، قبل بدء زيارة الدولة، إن “اليابان” التي ظلت دولة مسّالمة لعقود، أجرت تغيّيرات في سياستها الدفاعية في السنوات الأخيرة: “تُعد الأكثر أهمية” منذ الحرب العالمية الثانية.

قمة ثلاثية..

وسيُّلقي “كيشيدا”؛ اليوم الخميس، كلمة في مجلسي (الكونغرس) الأميركي؛ قبل أن يستقبله “بايدن” مرة أخرى، إلى جانب الرئيس الفيليبيني؛ “فرديناند ماركوس”.

والخميس؛ سيُّنظم الرئيس الأميركي أول قمة ثلاثية بين “اليابان والفيليبين والولايات المتحدة”.

وعلى الأرجح سيكون الملف الوحيد الشائك لزيارة رئيس الوزراء الياباني هو الجدل الدائر حول الاستحواذ المعلن لشركة الصلب شركة (نيبون ستيل) اليابانية على الشركة الأميركية العملاقة (يو. إس ستيل).

ويُعارض الرئيس الديموقراطي عملية الاستحواذ التي قد تلعب دورًا في حملة إعادة انتخابه أمام سّلفه الحمائي؛ “دونالد ترامب”.

مخاوف صينية..

وحول ما تراه “الصين” بخصوص هذه الزيارة؛ قال “د. شاهر الشاهر”، أستاذ الدراسات الدولية، إن “بكين” لديها هواجس ومخاوف مما يجري، فهي تعتقد أن التوترات التي تجري في منطقة “بحر الصين الجنوبي”؛ هي تعود لعامل خارجي، وهذا العامل الخارجي هو “الولايات المتحدة الأميركية”.

وأضاف أستاذ الدراسات الدولية، أمس، خلال مداخلة ببرنامج (مطروح للنقاش)، المُذاع عبر قناة (القاهرة الإخبارية)، أن “الولايات المتحدة” في الآونة الأخيرة كانت “بكين” داخليًا وخارجيًا، مشيرًا إلى أنه قبل سنوات كان العمل على الموضوع الداخلي، موضوع “الإيغور” وموضوع الديمقراطية وما إلى ذلك ثم بدأ العمل على إحاطة “بكين” بطوق من التحالفات.

وأوضح أن هذه التحالفات لطالما انتقدتها “بكين”؛ وكانت ترى أنها تُشكل ربما نواة لما سُّمي (ناتو آسيوي)، مشيرًا إلى أن بعض الدول في منطقة “بحر الصين الجنوبي” المعضلة الأساسية أن أكثر دول منطقة “بحر الصين الجنوبي” لديها مخاوف من “بكين” ولديها خلافات تاريخية حول موضوع المياه في هذه المنطقة.

ونوّه بأن وجهة نظر “بكين” أنها تعود إلى حقيتها في هذه المياه إلى خط (9)؛ وأن هذه المنطقة متغيّرة وما إلى ذلك، وتدعو إلى حل المشكلة عن طريق “الأسيان”، موضحًا أن “الولايات المتحدة” لها حضور قوي إن كان في “كوريا الجنوبية” أو في “اليابان”.

وتابع: “في الآونة الأخيرة بدأت ربما تبحث عن من يكون الدولة الأولى لمواجهة بكين، واليابان لديها هذا الحماس لأنها تعتقد أن الصين ربما هي العدو الأول وهناك شبه عقيدة يابانية ترى أنه خلال عشر سنوات القادمة الصين حتمًا ستغزو اليابان”.

فيما يلي عرض للعلاقة بين “واشنطن وطوكيو”؛ اللتين انتقلتا من العداء خلال الحرب العالمية الثانية إلى التحالف الوثيق.

هزيمة “اليابان” واحتلالها..

أجبرت “الولايات المتحدة اليابان” على الخروج من عزلتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. في وقتٍ لاحق، تنافس البلدان على السيّادة في “المحيط الهاديء” وتواجها عسكريًا؛ في كانون أول/ديسمبر 1941، بعد الهجوم الياباني المباغت على “بيرل هاربور” (هاواي).

استسلمت “اليابان” في 1945؛ بعد أن دمرتها عمليات القصف الأميركية، بما في ذلك إلقاء قنبلتين ذريتين على “هيروشيما وناغازاكي” أسّفرتا عن سقوط (214) ألف قتيل.

احتل الأميركيون الأرخبيل حتى 1952؛ (لم تتم إعادة أوكيناوا حتى 1972). وينص الدستور الياباني السّلمي الذي كتبه الأميركيون في 1947 على تخلي “طوكيو” عن الحرب: “إلى الأبد”.

في 2016؛ قام “باراك أوباما” بأول زيارة لرئيس أميركي إلى “هيروشيما”. في السنة نفسها زار “أوباما”؛ و”شينزو آبي”، رئيس الوزراء الياباني حينذاك، معًا “بيرل هاربور”.

معاهدة أمنية..

لضمان دفاعها في فترة ما بعد الحرب؛ تعتمد “اليابان” بشكلٍ وثيق على “الولايات المتحدة”؛ التي تمتلك قواعد عسكرية على أراضيها.

هذا الوضع تُعزز خلال معاهدة للتعاون المتبادل والأمن بين البلدين تمت المصادقة عليها في 1960؛ على الرُغم من احتجاجات شعبية شديدة في “اليابان” في ذلك الوقت. ولا تزال هذه المعاهدة سّارية المفعول.

ويتمركز حاليًا نحو: (54) ألف جندي أميركي في “اليابان”؛ معظمهم في “أوكيناوا”، في الطرف الجنوبي للأرخبيل.

ومسّاهمة “اليابان” المالية في القواعد الأميركية على أراضيها كبيرة إذ تتجاوز مليار دولار سنويًا.

وفي مواجهة الضغوط المتزايدة التي تُمارسّها “الصين” في منطقة “آسيا” و”المحيط الهاديء” بشكلٍ خاص، قامت “اليابان” بمراجعة عميقة لمبادئها للأمن القومي نهاية 2022، وقررت التزود بقدرات خاصة بها: “لهجوم مضاد”.

وتنوي “اليابان”؛ التي تمتلك قوات للدفاع عن النفس، أيضًا مضاعفة ميزانيتها الدفاعية لتبلغ: (2) بالمئة من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2027.

ويتخذ التحالف “الأميركي-الياباني” أكثر فأكثر أشكالاً موسّعة في منطقة “آسيا والمحيط الهاديء”، مثل “اتفاقية كواد”؛ (التعاون الأمني غير الرسّمي الذي يجمع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند).

ويمكن أن تتعاون “اليابان” أيضًا في المستقبل مع تحالف (أوكوس) الدفاعي؛ الذي يضم: “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا”، وتتفاوض حاليًا على اتفاقية عسكرية ثنائية مع “الفلبين”.

علاقات اقتصادية قوية..

في 2022؛ شّكلت كل من “الولايات المتحدة واليابان” المصدر الرئيس للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ويُشكل عدد كبير من الشركات اليابانية جزءًا من المشهد الصناعي في “الولايات المتحدة”؛ منذ ثمانينيات القرن العشرين، ولا سيما في قطاع صناعة السيارات (تويوتا وهوندا ونيسان).

مع ذلك؛ تُعاني “الولايات المتحدة” من عجز تجاري كبير مع “اليابان”؛ (-71.2 مليار دولار في 2023)، وهذا ما شكل مسألة خلافية في عهد الرئيس؛ “دونالد ترامب”، (2017-2021).

ويعمل البلدان أيضًا على تعزيز تعاونهما في المجالات التكنولوجية الحسّاسة مثل الطاقة النووية المدنية والفضاء وأشباه الموصلات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب