20 أبريل، 2024 9:07 ص
Search
Close this search box.

أميركا والسعودية في قفص الإتهام .. هل بدأت “الحرب النفسية” للحرس الثوري بهجوم طهران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

أسفر هجومين متزامنين نفذتهما مجموعتان إرهابيتان على “مجلس الشورى الاسلامي” و”حرم الامام الخميني”، عن استشهاد 12 شخصًا وإصابة أكثر من 42 آخرين ومصرع واعتقال الارهابيين جميعًا. وقد أعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن الحادث.

تضارب في معلومات عن جنسية الجناة و”الحرس الثوري” يتوعد بالثأر..

في أول تعليق له على هوية الجناة، قال “محمد حسین نجات”، نائب قطاع الاستخبارات بالحرس الثوري: “كان الإرهابيون يتحدثون العربية طبقاً للفيلم الذي بثته وكالة “أعماق” للعملية، لكن مازالت جنسياتهم مجهولة حتى الآن”.

في حين نقلت صحيفة “الشرق” الإيرانية، عن “رضا سيف الله” عضو مجلس الأمن القومي الإيراني قوله: “إن منفذي الهجومين اللذين أسفرا عن مقتل 12 شخصًا على الأقل.. مواطنون من إيران دون مزيد من التفاصيل”.

في المقابل نوه بيان “الحرس الثوري” إلى تورط “الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية” في الحادث، ووعد بالثأر والانتقام لضحايا الحادث، ومما جاء في البيان: “يعتقد الرأي العام العالمي لا سيما الشعب الايراني، أن تنفيذ هذه العملية الارهابية بعد أسبوع من الاجتماع المشترك للرئيس الاميركي مع رئيس إحدى الدول الرجعية في المنطقة، والتي تدعم بشكل متواصل الارهابيين التكفريين، إنما يحمل بين طياته الكثير من المعاني، وتبني “داعش” مسؤولية ذلك يدل على ضلوعهم في هذه العملية الوحشية”.

بدوره قطع “حجة الإسلام سید ناصر موسوي لارجاني”، عضو البرلمان، بتورط الولايات المتحدة والسعودية في الحادث الذي هز طهران وقال: “تعليق وزير الخارجية السعودي الأخير على “تويتر” ومعاناة أميركا والسعودية في سوريا والعراق يؤكد تورط البلدين في العملية”. وعلق “بهرام بیرانوند” النائب البرلماني السابق على الحادث بقوله: “هناك ضريبة للصمود في مواجهة الشيطان، لكن ضريبة التطبيع أكبر”.

هل تورط “الحرس الثوري” بالحادثين ؟

ثمة الكثير من النظريات حول أسباب العملية الإرهابية، فربما يستهدف تنظيم “داعش” هشاشة النظام الإيراني وسهولة إختراقه، خاصة أن التنظيم كان قد هدد مؤخراً في فيديو باللغة الفارسية بتنفيذ عملية نوعية في طهران. ولا يُستبعد تسلل عناصر تنظيم “داعش” إلى إيران عبر الأراضي العراقية المتاخمة للحدود الإيرانية.

ثمة سيناريو آخر يعكس تورط “الحرس الثوري” في العملية، حيث نشرت (قبل شهر تقريباً)، المعارضة الإيرانية في الخارج، تقريراً مفصلاً عن مراكز تدريب العناصر الإرهابية في قواعد “الحرس الثوري”، كما أكدت مصادر كردية – رفضت الإفصاح عن هويتها – نقل المصابين من “داعش” إلى طهران للعلاج.

أما الهدف فهو الضغط على الرئيس “حسن روحاني” للتراجع عن فكرة الانفتاح عن العالم الخارجي، خاصة بعد تصريحات سابقة للرئيس الإيراني بشأن توافق طهران مع “ترامب” على تأجيل فرض العقوبات خوفاً من صعود التيار المتشدد إلى السلطة.

لكن المؤكد أن “الحرس الثوري” سوف يستغل الحادث في التغول على السلطة التنفيذية وفرض المزيد من القيود على الحريات بدعوى مكافحة الإرهاب. وبالتالي يمكن تصنيف الهجوم في إطار “حرب تكسير العظام” بين التيارين الإصلاحي والأصولي بعد خسار الأخير في الفوز بالانتخابات الرئاسية.

التداعيات الاقتصادية مؤقتة..

أجمعت آراء خبراء الاقتصاد في إيران على التأثير السلبي المؤقت للحادث على سوق الأسهم والبورصة. وقال “حافظ عزيزي” خبير سوق الاستثمار: “لا داعي لوقف التعاملات في بورصة طهران، لكن هذا الموضوع سيؤثر سلباً على سوق الأسهم”.

وأضاف: “مثل هذه العمليات لا يمكن أن تؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي لإيران. على سبيل المثال تباينت ردود فعل الأسواق المالية على الحادث الإرهابي. وقد ارتفع الدولار في سوق طهران بمقدار خمسة طومان فقط، كذا ارتفعت قيمة العملة الذهبية بمقدار 2 طومان.. عموماً فقد أغلقت معاملات امس على تراجع طفيف بسبب الحادث الإرهابي، لكن من المتوقع أن ترتفع سريعاً”.

من جانبه أعرب خبير الاستثمار “فرزام أبو علي” عن اعتقاده في أن العملية الإرهابية التي شهدتها طهران امس لا تستهدف سوق الأسهم وإنما هي حرب نفسية قصيرة المدى.

وأصاف: “من غير المستبعد تراجع أسعار الأسهم بسبب هذه الأحداث، لكن هذا التأثير قصير المدى، ومن المتوقع عودة الأوضاع إلى حالها قريباً”.

بدوره نفى الخبير الاقتصادي “مهدي حیدر زاده” إقبال المساهمين على البيع بسب الحادث الإرهابي.

ردود الفعل الدولية..

أدانت الخارجية الأميركية هجومي طهران، وقالت “هيذر ناورت” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية في تصريح مقتضب: “نعبر عن تعازينا للضحايا وعائلاتهم ونبعث بصلواتنا إلى الشعب الايراني”.

من جهته انتقد “أنطونيو غوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة بشدة الهجوم، وقال “استيفان دوغريك” المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للصحافيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك: “إن غوتيريش يعرب عن خالص تعازيه للحكومة الإيرانية ولأسر الضحايا، وعن أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين”.

كما أدان كل من “الاتحاد الأوروبي ورسيا وتركيا وأفغانستان والعرق وحزب الله والإمارات العربية المتحدة وفرنسا” الحادث الإرهابي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب