7 أبريل، 2024 2:41 م
Search
Close this search box.

“أميركا ترامب” أصبحت عدو “إيران” .. والصدام بينهما حتمي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – عبدالرحمن محمد عبدالعظيم :

تبلورت رؤية الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خلال العام الماضي، حول تشديد العقوبات متعددة الجوانب على “إيران”..

وفي هذا الصدد أجرى (مركز دراسات السلام الدولي) الإيرتي، حوارًا موسعًا مع محلل الشؤون الدولية، الدكتور “مطهري نيا”، لمناقشة تداعيات العقوبات السياسية والاقتصادية ضد “إيران”..

نظرية “إنهيار إيران” الأميركية..

“مركز دراسات السلام الدولي” : ما هي رؤية “دونالد ترامب” من مسألة العقوبات السياسية والاقتصادية ضد “إيران” ؟

“مطهري نيا” : سعى “دونالد ترامب”، وحكومته، لخلق مناخ مناسب للحد من التعاون الدولي مع “إيران” وحصارها إقليميًا.

بعبارة أخرى؛ تطرح “الولايات المتحدة الأميركية”، في إطار مساعيها لخلق أجواء مناسبة لتشكيل منطقة تعاني من التداعيات والإنهيارات، نظرية بشأن كيفية تقييد التعاون الدولي مع “إيران” وحصار “طهران” إقليميًا؛ ومدى تأثير ذلك على إلتقاء المحركات الداخلية مع المحفزات الخارجية، ومن ثم تهيئة مجالات تداعيات وإنهيار “إيران” من الداخل.

وتعاني “إيران” عشرات المحركات والدوافع الداخلية، التي يمكن تسميتها بـ”الأزمات المتداخلة”. ويمكننا من المنظور الاجتماعي، والتكنولوجي، والإعلامي، والبيئي، والسياسي، وما يتعلق بالقوات الشرطية، وأمن القوى البشرية، وقضايا تحصين المجتمع ضد الشرور المتنوعة، ونقض المواد القانونية، البحث في المحركات المؤثرة على المعطيات والتحركات المستقبلية، والتي تنبيء بوجود مناخ غير مستقر داخل “إيران”.

والواقع أن مؤشرات هذه الأزمات تظهر بوضوح على الأصعدة الاجتماعية داخل “إيران”.

من جهة أخرى؛ فالضغوط الأميركية الخارجية وإضطلاع “السعودية” بالتنفيذ؛ إنما يهدف لحصار “طهران” إقليميًا. في ظل هذه الأجواء إنما ترفع “الولايات المتحدة الأميركية”، بشكل أساس، من العقوبات والإنضمام المحتمل للدول الأخرى من وتيرة هذه العملية وتهييء المزيد من المجالات بالبدء في التنفيذ.

السياسة الأميركية حيال النفط الإيراني..

“مركز دراسات السلام الدولي” : نفى “ترامب” أن يكون على عجلة من أمره بشأن مساعيه الرامية إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية.. كيف ترى رؤيته بهذا الشأن ؟

“مطهري نيا” : “ترامب” يعلم جيدًا أنه لو أراد تصفير الصادرات النفطية الإيرانية، فورًا، ونحن على مشارف فصل الشتاء، فإن ارتفاع أسعار النفط قد تخدم المكاسب والمصالح الإيرانية.

لأن صادرات “النفط الإيراني” لن تصل مطلقًا إلى “صفر”، ولكن سوف تتراجع إلى ما دون المليون برميل. وما إن تبيع “إيران” أقل من مليون برميل بأسعار مرتفعة فسوف تحصل مبالغ أكبر. بينما لا تريد “الولايات المتحدة الأميركية” حشد دول العالم في أسواق الطاقة ضدها، وهي إنما تهييء، برفع أسعار النفط على مشارف فصل الشتاء، أجواء الاختلاف بشأن تقليص مستويات التعاون الدولي مع “طهران”.

العامل الثالث يكمن في إعلان “الولايات المتحدة” الموافقة على الإستثناء المؤقت على مشتريات النفط من “إيران” مع إشتراط خفض الكميات.

وعليه سوف تسعى بشكل هاديء إلى تخفيض مبيعات “النفط الإيرانية” إلى أدنى مستوى ممكن خلال الأشهر المقبلة، حتى مطلع العام الجديد. ولذا فإن موافقة الإدارة الأميركية بسهولة على إستثناء ثمان دول إنما تسعى، كما سبق، لإدارة عملية خفض صادرات “النفط الإيراني” إلى أدنى مستوى.

“الحرب البادرة” بين طهران وواشنطن..

“مركز دراسات السلام الدولي” : في ضوء توجهات “دونالد ترامب”؛ ما هي آفاق العلاقات “الإيرانية-الأميركية” ؟

“مطهري نيا” : ثمة سيناريوهان لآفاق العلاقات “الإيرانية-الأميركية”، في ضوء توجهات الإدارة الأميركية، الأول: الصدام النهائي الذي سوف يتمخض عن خلق نوع من التعارض والصراع قد يصل إلى حد الصدام الإقليمي المسلح.

السيناريو الآخر: يربتط بـ”البطولة المرنة” بغرض خلق جوٍ من أجواء المدارة بـ”الحرب الباردة”.

إيران يجب أن تنفتح على جميع دول العالم مباشرة..

“مركز دراسات السلام الدولي” : كيف يجب أن تتعامل “إيران” مع تواجهات “دونالد ترامب” ؟

“مطهري نيا” : تستنتد السياسة الخارجية الإيرانية بالأساس إلى مبدأ المقاومة ضد “الولايات المتحدة الأميركية”. والحقيقة يُعهد إلى قائد النظام الإيراني بتقديم مقترحات جادة فيما يخص السياسة الخارجية الإيرانية.

والقيادة الإيرانية واضحة جدًا بشأن حظر أي مفاوضات مع “الولايات المتحدة”. وبحسب السياسات الإيرانية الواضحة، فهى سياسة تقابل أو إستراتيجية مقاومة في مواجهة “الولايات المتحدة الأميركية”.

لذا فإن ما يجب أن يحدث في السياسة الخارجية هو خلق مناخ مناسب لإبعاد العقوبات من خلال فتح قنوات اتصال مباشرة مع مختلف الدول، لاسيما دول “الاتحاد الأوروبي” و”الصين” و”روسيا”. لكن يبدو أن القوى الأوروبية والشرقية سوف تخدم بالنهاية المصالح الأميركية، لاسيما في أجواء الاختيار بين “إيران” و”أميركا”.

أميركا أصبحت عدو لإيران والصدام بينهما حتمي..

“مركز دراسات السلام الدولي” : هل من أبعاد أخرى للتطلعات الأميركية ضد “إيران” في ضوء توجهات “دونالد ترامب” ؟

“مطهري نيا” : لم تقتصر عقوبات “ترامب” ضد “إيران” على الشق التجاري والاقتصادي أو حتى المالي، وإنما شملت قطاعات النقل والملاحة وغيرها.

ويبدو من منظور السياسات المعلنة من جانب، “دونالد ترامب”، أنه بصدد تكبير حجم العقوبات في القريب العاجل.

بعبارة أخرى؛ ما يظهر من نبرة “ترامب” وحكومته السياسية، وكذلك من خلال إستراتيجيته للأمن القومي، فقد أصبحت “إيران” عدو لـ”أميركا” وليس مجرد تحدي.

وعليه لابد من ملاحظة وجود عزم حقيقي في “أميركا” للصدام مع “إيران”. وهذه العزيمة قد تُترجم إلى إجراء غير معلوم. فهل تستطيع “الولايات المتحدة الأميركية” تصفير الصادرات النفطية الإيرانية ؟.. وهل تنجح في حشد دول العالم ضد “إيران” ؟.. هل تنجح في تهيئة الأجواء التي تؤهلها إلى فرض عقوبات على “إيران” تصيبها بالشلل في جميع المجالات ؟..

وللإجابة؛ لابد من القول: لا يستطيع أحد في عالم السياسة القيام بكل ما يريد. صحيح أن “أميركا” هي الأقوى بالعالم، وعلينا الإعتراف بإمتلاكها الإمكانيات والقدرات الكبيرة لإنفاذ إرادتها. لذا وبالنظر إلى الأوضاع الراهنة تستطيع “أميركا” فرض التكاليف الباهظة على “إيران”، وسوف ترتفع هذه التكاليف حال استمرار الوضع الراهن..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب