9 أبريل، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

أمن “إسرائيل” كلمة السر .. تراجع “ترامب” عن ضرب إيران يكشف أكاذيبه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة مثيرة تطرح الكثير من التساؤلات حول أسبابها ودوافعها الخفية، حيث كان العالم ينتظر الرد الأميركي على إسقاط “إيران” للطائرة الأميركية المُسيرة، إلا أن ما حدث خرج عن دائرة التوقعات، حيث أنه بعد أن وافق الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أمس الأول، على توجيه ضربات عسكرية لـ”إيران”؛  لكنه تراجع عن ذلك قبل العملية في الدقائق الأخيرة، بعد المشاورات المكثفة التي أجراها مع كبار مُستشاريه وأعضاء بارزين في “الكونغرس” وفي “البيت الأبيض”.

جاء هذا القرار؛ بعد أسابيع من تصاعد التوترات بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، والتي بلغت ذروتها أول من أمس، بعد إسقاط طائرة أميركية مُسيرة بصاروخ فوق المياه الدولية، حيث تُعد الواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها المنطقة، بما في ذلك هجمات استهدفت 6 ناقلات نفط، وسط مخاوف من إندلاع صراع أوسع بالشرق الأوسط.

وكانت العملية تسير بشكل جيد؛ حيث أقلعت الطائرات وإتخذت البوارج الحربية مواقعها عندما قرر “ترامب” إلغاءها قبل إطلاق أي قذيفة.

مسؤول عسكري بريطاني أبلغ صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، أنه تم إطلاع قادة الجيش البريطاني على خطط لضربة أميركية ضد أهداف إيرانية خلال الليل، إلا أنه تم الإبلاغ عن قرار إيقاف الضربة في تمام الساعة 03:00؛ بتوقيت “المملكة المُتّحدة”.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ أول من أعلن أن “ترامب” وافق على شن هجمات على أهداف مثل الرادار الإيراني ومنشآت الصواريخ، وكانت الطائرات الأميركية في طريقها عندما تم التراجع عن القرار.

وعلل “ترامب” التراجع عن قراره بأنه قد يتسبب في موت 150 شخص، وتابع: “وقبل 10 دقائق من الغارة، أوقفتها، لأنها لا تتناسب مع إسقاط طائرة دون طيار. أنا لست في عجلة للرد”.

ومن المعروف أن “ترامب” قد حرص، خلال حملته، إلى عزل “طهران” بسبب برنامجها النووي وبرنامجها الخاص بالصواريخ (الباليستية)، ودورها التخريبي في المنطقة.

وعبر البعض عن قلقهم من أن يكون “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي المتشدد، هو الذي يحث “ترامب” على ضرب “إيران”، إلا أن الرئيس الأميركي قد نفى هذا الموضوع.

وفي هذا السياق؛ قال الجنرال، “غوزيف غاستيلا”، قائد سلاح الجو في الشرق الأوسط، إن: “الطائرة كانت تحلق على إرتفاع 34 كلم من أقرب نقطة على الساحل الإيراني”.

وأصدر (البنتاغون)، يوم الخميس الماضي، صورة قال إنها لمسار رحلة الطائرة المُسيرة التي أسقطتها “إيران”؛ دون أن تقدم شرحًا مفصلًا للصورة، في محاولة لإثبات أنها لم تدخل المجال الجوي الإيراني.

ووصف “ترامب”، حادثة إسقاط الطائرة، بـ”الخطأ الفادح”، مشيرًا إلى أن لدى “واشنطن” براهين عدة تثبت أن الطائرة كانت تحلق فوق المياه الدولية.

كما رجح أن يكون جنرالًا أو شخصًا ما إرتكب خطأ بإسقاطه الطائرة. لحسن الحظ لم تكن الطائرة المُسيرة مسلحة ولم تكن مأهولة؛ وكانت تحلق فوق المياه الدولية بوضوح، لكن الأمر كان سيختلف كثيرًا لو أن الطائرة كانت مأهولة.

وبمنظومة (ثاد)؛ التي تملكها “الولايات المتحدة”، يمكنها إعتراض الصواريخ (الباليستية) والمتوسطة، في مقابل ذلك، لدى “إيران” منظومة للدفاع الجوي، (باور 373)، وهي نظام مضاد للصواريخ مصنوعة في “إيران”.

يُذكر أن “الولايات المتحدة” تتربع في صدارة دول العالم في الإنفاق العسكري، بميزانية دفاع، 714 مليار دولار، أما “إيران” فتأتي في المرتبة 14 عالميًا بميزانية دفاع تتراوح بين ستة مليارات دولار.

تراجع لطلب “نتانياهو”..

ورغم حديث “ترامب” عن أن من راجعه أحد جنرالاته، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الجمعة، عن الأسباب التي منعت الرئيس  الأميركي من ضرب “إيران”؛ قبيل دقائق من تنفيذ العملية، حيث أكد موقع (بمزراح هتيخون) العبري على أن رئيس حكومة الاحتلال، “بنيامين نتانياهو”، طلب من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إلغاء الهجوم على “إيران”؛ في أعقاب إسقاط الأخيرة طائرة تجسس أميركية.

وقال (بمزراح هتيخون)؛ إن “نتانياهو” اتصل بـ”ترامب”، في أعقاب إسقاط الطائرة الأميركية، وطلب منه إلغاء الهجوم على “إيران” خوفًا من إطلاق صواريخ على “إسرائيل”.

يجب أخذ موافقة الكونغرس أولًا..

هذا؛ وقد رحبت رئيسة مجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، بتراجع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن توجيه الضربة العسكرية إلى “إيران”.

وقالت “بيلوسي”، للصحافيين، أمس الجمعة، إن: “ضربة بهذا الحجم؛ كان من شأنها أن تكون استفزازية جدًا، وأنا راضية عن عدم إقدام الرئيس على ذلك”.

وشددت رئيسة مجلس النواب أنه يجب على “ترامب” أن يحصل على موافقة “الكونغرس” على أي عمل عسكري ضد “إيران”.

واعتبرت أن هناك خيارات كثيرة قد تكون مفيدة أكثر.

لا يجوز الرهان على “ترامب”..

تعليقًا على تراجع “ترامب” عن ضرب “إيران”، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، أمس أول، تعقيب إسرائيلي على لسان المعلق الإسرائيلي، “رون بن يشاي”، معتبرًا أن التراجع الأميركي عن ضرب “إيران”، بعد إهانة “أميركا” بإسقاط طائرة التجسس؛ يعني أنه لا يجوز الرهان على “ترامب” في مواجهة “طهران”.

وأشار المعلق، “بن يشاي”، إلى أن “ترامب” قرر إستيعاب استفزازات “طهران” والتملص من المواجهة، مضيفًا: “أنه سيتفنن في تبرير استفزازات الإيرانيين بالكثير من الأعذار؛ تمامًا كما يفعل نتانياهو في مواجهة حماس”.

يكشف أخطر أكاذيبه..

من جانبها؛ ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ أن إعلان تراجع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن قراره بضرب “إيران”، يكشف عن واحدة من أخطر أكاذيبه والصراع الشديد داخل الإدارة الأميركية.

وأوضحت أن قرار “ترامب” بالتراجع في آخر دقائق قبيل الهجوم، يؤكد على أنه يحاول بكل الطرق منع نشوب حرب ضد “إيران”؛ والتي يحاول كبار المسؤولين بإدارته إشعال فتيلها.

وبينت أن مصير العديد من الدول التي تهددها “أميركا” باتت بيد رئيس متناقض، وإدارة متصارعة يسعى كل مسؤول فيها لفرض رأيه.

وذكرت أن القرار يؤكد أن “إيران” ليست منهارة كما إدعى “ترامب” أكثر من مرة في تغريداته، بقوله: “إن طهران كانت على وشك الإنهيار؛ قبل الاتفاق النووي وأميركا أنقذتها به”.

وأشارت إلى أن “ترامب” كذب في عدة تصريحات بشأن “إيران”، منها عدم الإلتزام بـ”الاتفاق النووي” رغم أنها لم تخرقه إلا بعد “العقوبات الأميركية” الأخيرة، التي فرضتها “واشنطن” عليها؛ وكذلك ضعف القوة العسكرية لـ”إيران”، وهو ما ظهر في خوفه من شن حرب ضدها وتأكيده أنه لا يريد حرب ضد “الجمهورية الإسلامية”.

يدخل ضمن الحرب النفسية والإعلامية..

كما قال الإعلامي السعودي، “عضوان الأحمري”، إن: “قرار ترمب للضربات ثم التراجع، يدخل ضمن الحرب النفسية والإعلامية”.

وأضاف، في تغريدة عبر (تويتر)، رصدها (المشهد العربي): “لا أحد يريد الحرب، والجميع مع السلام. دول الخليج تريد معاهدة تكون طرفًا فيها وتفرض شروطها”.

وأوضح: “أخطأت سلطنة عُمان حين استضافت المفاوضات السرية مع الغرب، قبل أعوام، بشأن نووي طهران، وأغفلت مصالح جيرانها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب