26 أبريل، 2024 6:07 م
Search
Close this search box.

أمر مُقلق .. تنامي أعداد “البلطجية” في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية : 

لفت خبر إلقاء القبض على أحد البلطجية شرق “طهران” بتهمة القتل؛ وكذلك إعترافاته على شاشات التليفزيون، إنتباه الكثيرين.

فالمجتمع الإيراني يرفض هجوم هذا المتهم، (قوي البنية الذي يسمي نفسه “بلطجي المنطقة الذي لا يُهزم”)، على كل من ينظر إليه ويقتله في وضح النهار.

والحقيقة أن سابقة وجود البلطجية في المجتمع الإيراني ربما تعود إلى ما قبل قرن تقريبًا، ومازال المجتمع يشهد انتشار هؤلاء البلطجية في المجتمع رغم تغيير الوقت وأسلوب الحياة.

ولم يكن وجود البلطجية قديمًا يثر التعجب، لكن في مجتمعنا الراهن، ومع الأخذ في الاعتبار لطبيعة التفكير الحديث ثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا، يثير وجود هؤلاء بأساليبهم غير التقليدية علامة تعجب في أذهان المواطنين.

وربما من الجرأة القول: إن السبب الرئيس في وجود وكثافة أعداد البلطجية بالمجتمع الإيراني، خلال الـ 50 – 60 عامًا الماضية، هو تقبل أفراد المجتمع. والمؤكد لو لم يحظى هؤلاء الأفراد بالاهتمام وشعروا بالوحدة لأنقرض نسلهم قبل زمان بعيد.

يقول “كامران علمدهي”، مراسل صحيفة (إيران) الحكومية: “أذكر أن سوق الشر مازال قائمًا، حيث يعمل البلطجية ويتكسبون بلا عناء. وبحسب الخبراء تلعب مرونة الشرطة والنظام القضائي دورًا في كثافة أعداد البلطجية في مجتمعنا. ولدى هؤلاء استعداد أكبر لإرتكاب الجريمة بسبب قوتهم البدنية. ومن ثم يتعين على النظام القضائي والشرطي مراقبة هؤلاء البلطجية”.

ليس كل قوي بلطجي بالضرورة..

وتعليقًا على كيفية تطور شخصية “البلطجي”، يقول الدكتور “سيد حسن حسيني”، خبير علم الاجتماع: “نحن لا نجلب البلطجية إلى العالم؛ وإنما الأوضاع الاجتماعية لأي مجتمع تقودنا جميعًا إلى مساراتنا. وقبل سنوات انتشرت الكثير من الرؤى المختلفة بشأن الشخصية النفسية أو البيولوجية للأفراد. ولا يمكن القول بشكل مؤكد إن كل شخص قوي يجب أن يكون مجرمًا، لأنه لو نشأ أمثال هؤلاء في بيئة مناسبة لأمكن أن يكون رياض معروف أو مبارز أو غير ذلك”.

وعليه لا يلعب الوضع الجسماني أو النفسي دورًا محددًا في تشكيل شخصية الأفراد؛ وإنما المناخ الاجتماعي عمومًا.

وعن بلورة الشخصية البلطجية في “إيران”، يضيف: “لابد أن نرى طبيعة الصعوبات التي تواجه الشباب باعتباره أهم روافد زيادة عدد البلطجية. وأعتقد ألا أحد يهتم بتزكية أوقات فراغ الشباب. فالمجتمع الذي يهتم للقوة يدفع شبابه إلى امتلاك القوة وتحقيق أهدافهم المشروعة وغير المشروعة. تلك المسألة ساهمت في تحول نوادي بناء الأجسام باعتبارها مواقع رياضية إلى أماكن لامتلاك القوة التي تساعد صاحبها في الحصول على الأشياء المشروعة وغير المشروعة”.

العفو يزيد من جرأة المجرم..

وللحديث عن العلاقة بين الجريمة والعقوبة؛ وكذلك قانون العقوبات الإيراني، يقول “أمير صادقي زاده”، المحامي: “يعاقب كل من يرتكب جريمة بعقوبة مناسبة. وفي حال إرتكب نفس الشخص جريمة أخرى وأبدى استعدادًا للإجرام لا يتيح المُشرّع للقاضي بتوقيع عقوبة قاسية على جريمة صغيرة. حيث يشدد المُشرّع على أن كل شخص مواطن بعض النظر إذا كان مجرمًا أم لا”.

وعن قدرة البلطجية على العيش بحرية في المجتمع، أضاف: “ثمة فراغات في قانون العقوبات الإسلامي، لكن في العام 2013؛ طرأ تغيير مرضي على القانون. ونحن لا نعاني مشكلة في مناقشة القوانين، ولكن الأزمة في التطبيق، حيث لا تُطبق القوانين في بعض الحالات بشكل صحيح … والحقيقة أن بعض المجرمين يتخوف من دخول السجن للمرة الأولى، لكن يزول الخوف بمجرد دخول السجن. ثم أن مسألة العفو تجعل المتهم لا يقضي فترة العقوبة في السجن، بينما لو علم المجرم أنه سوف يتعين عليه قضاء العقوبة كاملة لإحترز من السجن مدد طويلة. أخيرًا تأكد لو علم المجرم أن الجميع سوف يتعامل معه بحسم، فسوف ينعكس تأثير ذلك في تراجع نسب الجريمة بشكل كبير جدًا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب