22 ديسمبر، 2024 4:32 ص

أمام مبادرات أميركية وأوروبية .. مبادرة إيرانية للحد من التوتر في الخليج !

أمام مبادرات أميركية وأوروبية .. مبادرة إيرانية للحد من التوتر في الخليج !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد فشل المشروع الأميركي للحشد ضد “إيران”، تعمل أيادي أجنبية على تهيئة أجواء المواجهة الإيرانية مع عدد من الدول الغربية والعربية من خلال نشر الفتن والاضطرابات في الخليج و”بحر عُمان”.

وأحتدمت هذه الجهود بعد توقيف “بريطانيا” لحاملة النفط الإيرانية، (گريس 1)، في “مضيق جبل طارق” نزولاً على رغبة “الولايات المتحدة الأميركية”، وأدعت أن السفينة إنتهكت عقوبات “الاتحاد الأوروبي” ضد “سوريا”.

في المقابل عملت “الجمهورية الإيرانية”، إبتداءً، على تجربة كل السبل القانونية والدبلوماسية للإفراج عن السفينة، قبل أن توقف ناقلة النفط البريطانية على خلفية إنتهاكات بحرية، وهو ما رفع مستويات التوتر في منطقة الخليج.

واقترح الأميركيون تشكيل تحالف بحري لتأمين المرور في الخليج؛ وسعى البعض إلى زيادة عدد العسكريين الأوروبيين في المنطقة. وأدعى “دمينيك راب”، وزير الخارجية البريطاني الجديد، مخالفة القوات العسكرية الإيرانية القانون بتوقيف ناقلة النفط، (استنا ايمپرو)، وحذر “إيران” من استمرار عمليات توقيف السفن الأجنبية بشكل غير قانوني، وقال: “لو يريد الإيرانيون الخروج من الظلمة، وقبول إيران من المجتمع الدولي كعضو مسؤول، فإن عليها الإلتزام بقانون المجتمع الدولي”.

ونفى “وزير الخارجية البريطاني” احتمالات تبادل السفينتين؛ واصفًا الإجراء البريطاني بالقانوني.

من جانبها؛ أكدت “إيران” أنها لن تقبل مقترح التبادل لأن توقيف “بريطانيا” للسفينة الإيرانية هو قرصنة بحرية. يقول “حميد بعيدي نجاد”، السفير الإيراني لدى بريطانيا: “من غير الممكن مبادلة السفن (الإيرانية-البريطانية)؛ كما تقترح وسائل الإعلام البريطانية. لقد أوقف البريطانيون حاملة الوقود الإيرانية بشكل غير قانوني، بينما تم توقيف السفينة البريطانية على خلفية خرقها عدد من المقررات المهمة للمحافظة على الأمان في مضيق هرمز”. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.

مبادرة إيران للحد من التوتر..

رغم توتر الأجواء، ومع الأخذ في الاعتبار لإنعقاد “مؤتمر البحرين” قريبًا، فإن المصالح الإيرانية تستدعي إتخاذ خطوات للحد من التوتر.

وفي هذا الصدد؛ أقترح وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، قبل أيام، اتفاقية “عدم التعرض” مع دول الخليج، وهو المقترح الذي لم يحظى بقبول أي دولة سوى “روسيا”، في حين تنتشر حاليًا الأخبار عن قبول هذه المقترح.

وللحديث عن هذا الموضوع؛ قال “محمد إيراني”، السفير الإيراني بدولة “الكويت”، في حوار إلى صحيفة (الرأي): “حصلنا حتى اللحظة على إشارات إيجابية من بعض الدول، وننتظر إجابة باقي الدول”.

مجموعة اتصال 13..

بدوره كتب “حسين موسويان”، الدبلوماسي الإيراني السابق، في مجلة (العلماء النوويين) الأميركية: “في إطار البند (8) من قرار مجلس الأمن رقم (598)؛ يتعين تشكيل (مجموعة اتصال 13) من دول الخليج الثمانية، بالإضافة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بغرض إحتواء التوتر القائم في الخليج وتوفير الأمن والحيلولة دون بروز حوادث عارضة تهييء للمواجهة العسكرية. والأمن في منطقة الخليج يستدعي التعامل والتعاون بين القوى الإقليمية والعالمية، وهو ما لن يحدث في ظل إنعدام الحوار والتعاون المباشر بين دول الخليج الثمانية، لاسيما إيران والمملكة العربية السعودية”.

عموماً ثمة يقين بأن مشروع الأمن البحري الأميركي، ودعوة “واشنطن” للاجتماع في “البحرين”، تشرين أول/أكتوبر المقبل، إنما يندرج تحت إطار ممارسة الحد الأقصى من الضغوط على “إيران”.

وقبلاً سعى الأميركيون إلى عقد اجتماع في ورشة مناهضة لـ”الجمهورية الإيرانية”، لكننا رأينا أن هذا الاجتماع لم يتمخض عن نتائج واضحة.

وعندما تهدأ عاصفة التطورات الأخيرة وتراجع معدلات التوتر في المنطقة بنفس الوتيرة؛ سوف يخرج هكذا مقترح عن دائرة اهتمام الخارج، ومن ثم يتعين على “إيران” بذل الجهد للحد من التوتر.

مع هذا يعتقد بعض الخبراء، أنه حتى لو نجحت “الولايات المتحدة” في تشكيل هكذا تحالف، وسارعت دول المنطقة وغيرها من دول الدنيا للإنضمام والمشاركة، فإن هذا لن يساعد من المنظور العسكري، “الولايات المتحدة”، لأنها لا تمتلك عمليًا القوة العسكرية التي تستطيع تغيير الهيكل العسكري للمنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة