16 أبريل، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

أمام ترقب حذر من واشنطن .. تركيا تتسلم دفعتين من صواريخ “إس-400” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ما زالت ردود الأفعال تتوالى على استلام “تركيا” الدفعة الثانية من منظومة الصواريخ الروسية، والتي سبقتها مئات التحذيرات الأميركية المتتالية حتى تتراجع عن شرائها.

فقد تسلمت “أنقرة”، أمس، الدفعة الثانية من منظومة الدفاع الجوي الروسية، (إس-400)، التي تضمنت معدات متطورة؛ وصلت عبر شحنة جوية بعد الشحنة الأولى التي وصلت، أول من أمس.

وقالت “وزارة الدفاع التركية”، في بيان، إن رابع طائرة شحن روسية هبطت في قاعدة “مرتد” الجوية، قرب العاصمة، “أنقرة”، بعد يوم من تفريغ 3 طائرات شحن ضخمة، من طراز (إيه. إن 124)؛ تابعة لسلاح الجو الروسي، معدات في القاعدة.

فيما جاء رد فعل “واشنطن” محدودًا على إعلان “أنقرة” تسلم الدفعة الأولى من المنظومة الروسية، أول من أمس، بتصريح من القائم بأعمال وزير الدفاع، “مارك إسبر”، بأن الموقف الأميركي لم يتغير، وتحدث لاحقًا هاتفيًا مع نظيره التركي، “خلوصي أكار”. وقالت “وزارة الدفاع التركية”، في بيان: “قال الوزير أكار لنظيره الأميركي إن تركيا لا تزال تحت تهديد جوي وصاروخي خطير وإن شراء منظومة (إس-400) الدفاعية لم يكن خيارًا وإنما ضرورة”.

مضيفًا البيان؛ أن “أكار” أوضح أن التقييمات مستمرة حول عرض منظومة (باتريوت) الأميركية.

وتقدمت “واشنطن” بالعرض، في كانون أول/ديسمبر الماضي، بمبلغ 3.5 مليار دولار، كبديل عن المنظومة الروسية؛ إلا أن “أنقرة” أعلنت أن الشروط، بغض النظر عن السعر، غير مناسبة لها إذ ترغب في تحديد موعد التسليم ونقل التكنولوجيا إليها. وحصلت “تركيا” على المنظومة الروسية مقابل 2.5 مليار دولار، مشيرًا إلى أن “أكار”، شدد على ضرورة استمرار مشروع مقاتلات (إف-35)، الذي تشارك فيه “تركيا” مع “الولايات المتحدة” ودول أخرى، كما هو عليه حاليًا.

كما لفت إلى أن مقترح “تركيا” لا يزال قائمًا بشأن تشكيل مجموعة عمل يمكن إشراك “حلف شمال الأطلسي”، (ناتو)، فيها، للنظر في التأثير المحتمل بين مقاتلات (إف-35) ومنظومة (إس-400).

كما أبلغ “أكار”، الجانب الأميركي، في هذا الإطار؛ عدم تغير موقف “تركيا”، التي تفي بجميع مسؤولياتها فيما يتعلق بمقاتلات (إف-35).

وأكد على أن موقف “تركيا” الاستراتيجي لم يتغير إثر شراء (إس-400)، محذرًا من أن تضرر العلاقات بين البلدين لن يخدم مصالحهما ولا مصالح الـ (ناتو).

اتصال هاتفي لم تُذكر تفاصيله..

في المقابل، ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون)، أن “إسبر” أجرى، ليل الجمعة – السبت، اتصالاً هاتفيًا استمر لمدة نصف ساعة مع نظيره التركي، “خلوصي أكار”، لكنه أمتنع عن ذكر أي تفاصيل بشأن تلك المكالمة الهاتفية المطولة، التي جاءت بعد وقت قصير من إعلان “أنقرة” بدء تسلم أول أجزاء المنظومة الدفاعية الروسية الأكثر تطورًا في العالم.

وقال المتحدث: “لن تقدم أي إفادة كانت مقررة سابقًا للتعليق”.

يقوض دفاعات “الشبح”..

وحاولت “واشنطن”، على مدى شهور، منع الصفقة، قائلة إن نظام الدفاع الجوي الروسي، (إس-400)، لا يتوافق مع أنظمة حلف الـ (ناتو)، وتقول أيضًا إنه إذا تم نشر النظام الروسي بالقرب من مقاتلات (إف-35) الأميركية، التي تشتريها “تركيا” وتساعد في صنعها، فسوف يقوض دفاعات هذه المقاتلة المعروفة بـ (الشبح).

وهدد مسؤولون أميركيون باستبعاد “أنقرة” من برنامج، (إف-35)، إذا تسلمت نظام (إس-400)، وقالوا إنها ستواجه أيضًا عقوبات بموجب قانون أميركي يهدف لمنع الدول من شراء عتاد عسكري من “روسيا”، يعرف باسم “قانون مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات”، (كاتسا).

لم يتم تقديم البديل..

وتقول “تركيا” إن النظام الدفاعي الصاروخي ضرورة دفاعية استراتيجية، خاصة لتأمين حدودها الجنوبية مع “سوريا” و”العراق”، وإن “الولايات المتحدة” و”أوروبا” لم يقدموا لها بديلًا مناسبًا؛ عندما قبلت أن تبرم الصفقة مع “روسيا”.

وتبقى شحنة ثالثة وأخيرة، بعد الشحنتين اللتين تسلمتهما “تركيا” جوًا، تضم 120 صاروخًا موجّهًا، سيتم نقلها بحرًا من “روسيا” إلى “تركيا”، في نهاية الصيف.

والخلاف بين البلدين، اللذين يملكان أكبر جيشين في حلف الـ (ناتو)، يسبب انقسامًا عميقًا في الحلف العسكري الغربي، الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة قوة “موسكو” العسكرية.

عقوبات اقتصادية وحرمان من صفقة “إف-35”..

ودعا “مجلس الشيوخ” الأميركي، الرئيس “دونالد ترمب”، إلى توقيع عقوبات على الحكومة التركية، وإخراجها من برنامج إنتاج مقاتلات (إف-35)، مع بدء إعلانها تسلم المنظومة الروسية (إس-400).

وجاءت الدعوة عبر نشر البيان الخاص بـ”مجلس الشيوخ” الأميركي، من نائبين من “الحزب الجمهوري”، وآخرين من “الحزب الديمقراطي”، بالتساوي، كدلالة على اتفاق الحزبين على فرض العقوبات على “تركيا”.

مؤكدًا البيان على أن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، فضل الدخول في شراكة خطيرة مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، مضحّيًا بوحدة حلف الـ (ناتو)، والرفاهية الاقتصادية وأمن بلاده، بعد أن وافق على صفقة (إس-400)، وأن هذا التوجه من الرئيس التركي يعطي رسائل مقلقة وغير مطمئنة، كما أنه يهدد مقاتلات (إف-35) الأميركية، داعين “ترمب” إلى “توقيع العقوبات المنصوص عليها في قانون (كاتسا) لمكافحة الدول الأعداء للولايات المتحدة بالعقوبات”.

وطالب البيان بإنهاء مشاركة “تركيا” في برنامج إنتاج المقاتلة الأميركية، (إف-35).

موقف خاطيء ومضلل..

في الوقت ذاته؛ انتقد السفير التركي لدى واشنطن، “سردار كليغ”، تصريحات رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، الديمقراطي، “إليوت إنغل”، والعضو الجمهوري، “مايكل ماكفول”، حول شراء تركيا منظومة (إس-400) الروسية للدفاع الجوي، قائلًا في تغريدة عبر (تويتر)، ردًا على نشر حساب لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، على الموقع نفسه، تصريحات “إنغل” و”ماكفول”، التي انتقدا فيها شراء “تركيا” للمنظومة الروسية، إن “أنقرة” اتخذت قرارًا تقنيًا واقتصاديًا من أجل نظام الدفاع الجوي الذي تحتاجه على وجه السرعة.

وأضاف أن: “هذا الأمر ليس له علاقة بوجهة نظرنا الاستراتيجية أبدًا، وليس اختيارًا بين الولايات المتحدة أو الـ (ناتو) أو روسيا بأي شكل من الأشكال”.

ووصف تصور لجنة العلاقات الخارجية في “مجلس النواب” الأميركي، والموقف الذي يعكسه، بأنهما “خاطئان ومضللان”.

يعرض الاقتصاد التركي للخطر..

وتوالت تعليقات الصحف الأجنبية على استلام “تركيا” لدفعتها الأولى والثانية، فقالت صحيفة (ذا غارديان) البريطانية؛ في تقرير لها أمس: “إن تسليم روسيا منظومة الدفاع الصاروخي إلى تركيا يوتر علاقات الحلفاء مع الولايات المتحدة”.

مضيفة: “إن الدفعة الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي، (S-400)، وصلت إلى تركيا، وهو تطور من المحتمل أن يغضب الولايات المتحدة ويعرض الاقتصاد التركي المتعثر لخطر فرض عقوبات جديدة”.

وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أن “تركيا” قد اضطرت لإتخاذ خطوة غير مسبوقة وهي شراء المعدات الروسية المتطورة، في عام 2017، بعد أن رفضت “الولايات المتحدة” تزويد نظام الدفاع الصاروخي، (باتريوت)، البديل، وحذرت “الولايات المتحدة”، منذ ذلك الحين، من أن “أنقرة” لا يمكنها امتلاك كل من مقاتلات (S-400) و(F-35) الأميركية، وهددت بعقوبات اقتصادية، لكن “تركيا”، التي تقيم علاقات أوثق مع “روسيا”، رفضت الرضوخ لضغوط “واشنطن”، واصفة إياها بأنها مسألة سيادة وطنية.

وبحسب الصحيفة البريطانية؛ تخشى “الولايات المتحدة” من أنه إذا قامت “تركيا” بدمج (S-400) في دفاعاتها، فيمكن الوصول إلى البيانات الحساسة حول (F-35) الأميركية بسهولة.

وكانت “أنقرة” قد أشترت 100 طائرة من طراز (F-35)، لكن “واشنطن” توقفت بالفعل عن تدريب الطيارين الأتراك، ومنحت “تركيا”، حتى نهاية تموز/يوليو 2019، إخراج موظفيها من “الولايات المتحدة”.

أزمة جديدة مع الولايات المتحدة..

من جهتها؛ قالت صحيفة (ذا واشنطن بوست) الأميركية: “إن استلام تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسي (S-400)، ربما يؤدي إلى نشوب أزمة جديد مع الولايات المتحدة، وأكدت عملية الشراء تلك، رغبة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، المتزايدة في التنسيق مع روسيا والمخاطرة بحدوث أزمة جديدة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة”.

وأضافت: “كما أعطت إدارة ترامب إشارات متضاربة حول مدى ردة فعلها بالضبط، إذا مضت تركيا في الصفقة، وجاء تسليم النظام الروسي بعد يومين من وصول السفير، ديفيد إم ساترفيلد، مبعوث واشنطن الجديد إلى تركيا، لتولي منصبه في أنقرة”.

تعليق العقوبات 180 يوم بعد تفعيلها..

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه بموجب التشريعات الأميركية، يمكن للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أيضًا تعليق العقوبات لمدة تصل إلى 180 يومًا بعد تفعيلها.

ويخشى مسؤولون أميركيون من أن امتلاك “تركيا”، لـ (S-400)، يمكن أن يتيح لـ”روسيا” الوصول إلى أسرار تقنية طائرات (الشبح)، طراز (F-35)، الأميركية.

وأشاد البعض في الحكومة الروسية بقرار “أنقرة” الحصول على أنظمة (S-400)، على الرغم من ضغوط “الولايات المتحدة” وحلف الـ (ناتو)، وقال أحدهم: “لقد تعرضوا لضغط لم يسبق له مثيل، لكنهم مع ذلك أعطوا الأولوية لأمنهم القومي”.

واشنطن تلتزم الصمت..

وقالت مجلة (ديفينس نيوز) الأميركية المتخصصة في شؤون الدفاع: “على الرغم من مرور شهور من التهديدات الأميركية بإتخاذ إجراءات سريعة وشديدة ضد تركيا، إذا قبلت أنقرة نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع من طراز (S-400)، فإن إدارة ترامب تلتزم الصمت حتى الآن، ولم ترد بعد على تسلم تركيا نظام الأسلحة الروسي”.

وأضافت: “دعا (البنتاغون) في البداية إلى مؤتمر صحافي في الـ 11:15 صباحًا لمناقشة إجراءات الرد على تسلم تركيا (S-400)، ثم تأجل المؤتمر إلى 1:45، ثم جرى تأجيله إلى أجل غير مسمى، وقال مسؤول دفاعي للصحافيين إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبير، تحدث مع نظيره التركي لمدة نصف ساعة خلال فترة ما بعد الظهر، ولم يصدر أي بيان من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية”.

مشروع قانون السياسة الدفاعية..

وبحسب المجلة الأميركية؛ تخطط “تركيا”، الشريكة في برنامج (F-35) الأميركي، لشراء 100 طائرة أميركية أخرى من طراز (F-35)، ولكن على الرغم من أن “تركيا” تمتلك طائراتها رسميًا، إلا أن “الولايات المتحدة” لديها القدرة على منع الطائرات الأميركية من الانتقال إلى الأراضي التركية، ومنع جميع الطائرات التركية الأربع الموجودة من مغادرة “الولايات المتحدة”، حيث توقفت “الولايات المتحدة” بالفعل عن تدريب الطيارين الأتراك على الطائرة (F-35)، ومنحت “واشنطن”، “أنقرة”، مهلة حتى نهاية تموز/يوليو 2019، لإخراج موظفيها من “الولايات المتحدة”، وأقر مجلسا النواب والشيوخ صيغتي مشروع قانون السياسة الدفاعية، لعام 2020، الذي يحتوي على قوانين تهدف إلى منع “تركيا” من الحصول على طراز (F-35) إذا قبلت تسليم نظام (S-400) الروسي.

وتُعد الإجراءات الأميركية ضد “تركيا” من طراز (F-35)، قضية ثنائية، ولكن هناك أسئلة تثور حول كيفية تأثير تسليم (S-400) على العلاقة بين “أنقرة” وحلف الـ (ناتو).

يضعف القدرة العسكرية لـ”الناتو”..

وأشار “غيم تاونسيند”، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لأوروبا، ويعمل الآن لدى مركز الأمن الأميركي الجديد، إلى أنه غالبًا ما توجد خلافات سياسية داخل حلف الـ (ناتو)، لكن إمكانات قتال (S-400) هو مستوى مختلف يُضعف فعليًا القدرة العسكرية للتحالف، على حد قوله.

وقال “تاونسيند”، في تصريحه للمجلة الأميركية: “هذا شيء لا يمكنك التفاوض حوله، فهذه مشكلة كبيرة، حيث يجب اتخاذ إجراءات، وسيواجه الـ (ناتو) مشكلة سياسية فريدة من نوعها”.

يصعب التراجع عن العقوبات..

ومن جانبه؛ قال موقع (المونيتور) الأميركي، في تقرير له أمس: “إن تسلم تركيا لمنظومة الدفاع الروسية (S-400)، سيجبر الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات صارمة وعقوبات رادعة ضدها”.

وقال الموقع الأميركي، في تقريره: “إن قادة مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي قد حثوا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على تطبيق عقوبات قاسية، قائلين إن إردوغان رفض محاولات متعددة من قِبل الولايات المتحدة للحفاظ على علاقتنا الاستراتيجية معه، قبل اختياره النظام الروسي، ومع ذلك، وحتى لو سعى البيت الأبيض إلى التراجع عن العقوبات المحتملة، فإن الطريقة التي يتم بها كتابة قانون العقوبات ستجعل من الصعب على الإدارة الأميركية إيجاد حل لها، كما يقول الخبراء”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب