أمام “ترامب” والعالم .. “روحاني” يستعرض قدرة إيران !

أمام “ترامب” والعالم .. “روحاني” يستعرض قدرة إيران !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تحول اجتماع “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، الأخير، إلى ساحة نزاع دبلوماسية بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”. ولا يجب أن يقتصر النزاع على موقف رئيسا البلدين الرسمي أو وزيرا خارجية “إيران” و”أميركا”.

في حين ركزت أغلب الأطراف العالمية المهمة، خلال الجلسة، على إحتواء الصراع (الإيراني-الأميركي) وإيجاد حلول من شأنها إنقاذ “الاتفاق النووي”. بحسب “غاويد قربان أغلو”، خبير الشأن الدولي، في مقاله التحليلي بصحيفة (إيران) الحكومية.

جهود أطراف الاتفاق..

ويمكن استخلاص تحليل لقاءات رؤساء الدول، طرف “الاتفاق النووي”، وتحديدًا رؤساء “فرنسا وبريطانيا وألمانيا”؛ مع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، في محل إقامته بمدينة “نيويورك” الأميركية.

بدأ نهج الحد من التوتر بين “طهران” و”واشنطن” قبل فترة؛ عبر مبادرة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، وبذل جهودًا مضنية، رغم الصعوبات والتعقيدات. وحاليًا يقوم “ماكرون” بإجراء مفاوضات مكثفة مع الدكتور “حسن روحاني”؛ خلال تواجده بـ”نيويورك”، وقد أنضم له مؤخرًا رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس غانسون”، وتستهدف هذه المساعي الكبيرة للحد من الفجوة في وجهات النظر الأميركية والإيرانية للخروج من أزمة “الاتفاق النووي”.

الإطاحة بالصقور..

والملاحظة الأخرى، التي يجب الإلتفات إليها فيما يتعلق بتلكم المسألة، هي مجموعة الأحداث التي سبقت دخول الرئيس، “حسن روحاني”، إلى “نيويورك”، والتي لا يجب الإستهانة بها.

أولها: تنحية دعاة الحرب في إدارة، “دونالد ترامب”، نزولاً على رغبة وإرادة الرئيس الأميركي، أو إجبارهم على التراجع والتماهي مع مواقف، “دونالد ترامب”.

ويمكن بشكل واضح الإشارة إلى عملية الإطاحة المهينة بـ”جون بولتون”، أحد الوجوه الرئيسة في الجهاز الأميركي للتخطيط السياسي. وكذلك “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، والذي قام بتعديل عملي على سياساته العدائية والتماهي مع رؤى، “دونالد ترامب”، والتراجع عن عدد 12 من الشروط التي كان قد أشترطها للتفاوض مع “إيران”، وبدأ في الحديث بجانب رئيس الجمهورية عن الحوار مع “إيران” دون شروط مسبقة.

ولا يجب الإستهانة بعملية الإطاحة بـ”جون بولتون”؛ فقد كان رمز المعارضة مع “إيران” والتضامن مع جماعات الإطاحة بالنظام الإيراني ورمز الضرب على طبول الحرب؛ تماهيًا مع “بنيامين نتانياهو” والنظام الصهيوني الغاصب.

رغبة “ترامب” في التفاوض..

الملاحظة الأخرى، تتعلق بإصرار “دونالد ترامب” على التفاوض مع المسؤولين الإيرانيين؛ ولو حتى على مستوى اللقاء مع وزير الخارجية.

ويمكن تفسير هذه المسألة بطريقتين، الأولى: حاجة “ترامب” للتفاوض مع “إيران” كأداة يمكن استغلالها في الانتخابات الأميركية المقبلة. الثانية: فهمه للقدرات الإيرانية في المنطقة؛ والتي لا مثيل لها.

وهذا الإستدلال الذي أُجبر حتى، “رونالد ريغان”، على الإعتراف به للشعب الأميركي في إطار محاولات تبرير إيفاد “ماك فارلين” للتفاوض مع “إيران”.

القضية الأخرى، تتعلق بعدد من الأحداث المهمة مثل إسقاط الطائرة الأميركية المُسيرة. وطريقة رد الفعل الأميركي تجاه هذه الأحداث؛ حملت رسالة واضحة للعالم تفيد بوقوف “الولايات المتحدة الأميركية” على مكانة وقوة “إيران” الإقليمية.

وقد بدا أن طريقة تعاطي، “دونالد ترامب”، مع هذه الأحداث أثار استياء “إسرائيل” و”السعودية” وبعض دول المنطقة. فلقد كرر الرئيس الأميركي، حتى بعد تقرير وزيره للدفاع بشأن موضوع “أرامكو”، إعتقاده الصريح في الحلول الدبلوماسية والمفاوضات مع “إيران”. في حين توقع الجميع أن يستمر في تهديد “إيران” والضرب على طبول الحرب.

إرادة إيران..

ثمة ملاحظة تتعلق بالأجواء الدولية للعلاقات مع “إيران” وأحداث منطقة الشرق الأوسط؛ يلهب الأجواء بشدة. وقد استعرض الرئيس، “حسن روحاني”، في خطابه بـ”الأمم المتحدة”، عن قوة “إيران” ولم يغلق باب المفاوضات. ومطالبة “إيران” بإلغاء جميع “العقوبات الأميركية” والعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس “الاتفاق النووي”.

أما توجيه الدعوة إلى “إيران” للقاء ثنائي بغرض الخروج من الأزمة؛ فإنها مسألة تحتاج إلى محلل. وإذا كان “ترامب” قد شدد مرارًا على عدم الحجة لوجود طرف ثالث كوسيط، لأن الإيرانيون يعرفون أين وكيف يتحدثون إلينا، إلا أن هذا من قبيل الشعارات الفارغة لأنه يعلم جيدًا أن “إيران” لن تجلس، (في ظل هذه الأجواء)، إلى طاولة المفاوضات، وأنه لا إمكانية للتفاوض.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة