خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
إن إعتراف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بالقدس عاصمة لإسرائيل والتهديد بقطع المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية, يؤكد للعالم بأن الإدارة الأميركية الحالية منحازة بشكل أعمى لصالح إسرائيل.
وفي ظل الإحتقان الفلسطيني بسبب المواقف الأميركية، فإن الرئيس “أبو مازن” يبحث عن مظلة أخرى بديلة عن واشنطن من أجل دفع عملية السلام وإحراز تسوية للقضية الفلسطينية. ويرى البعض أن موسكو ربما تكون مرشحة لتحل محل واشنطن.
مواقف “ترامب” تُثلج صدور الإسرائيليين..
يقول المحلل الإسرائيلي، “يورام دوري”، في مقال له نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية, إن أصوات الفرح والتهليل الصادرة عن قطاعات عريضة داخل المجتع الإسرائيلي بسبب تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ضد القيادة الفلسطينية تبدو سابقة لأوانها ومُبالغ فيها. صحيح أن عدو خصمك يُعد صديقاً لك وأن السياسة والدبلوماسية تُسفر غالباً عن مكسب طرف على حساب الآخر. وأن إتهام السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة للقيادة الفلسطينية بأنها لا ترغب في إحلال السلام، يُدخل السرور على كثير من الإسرائيليين.
كما أن التهديدات الأميركية بوقف إرسال المساعدات المالية لإدارة شؤون الحياة اليومية للفلسطينيين تجعل الكثيرين في إسرائيل يظنون أن العقوبات المالية ستؤثر على الفلسطينيين وستجعلهم يأتون مُزعنين إلى طاولة المفاوضات بموجب الشروط الإسرائيلية.
مواقف واشنطن قد لا تخدم تل أبيب..
يضيف “دوري” بأن هناك كثير من الإسرائيليين على يقين بأن ما يتعرض له الرئيس الفلسطيني “أبو مازن” من جانب زعيم أقوى أمة في العالم, سيجعله يتراجع فوراً عن مواقفه ويصبح من المحبين لإسرائيل. لكن التطورات السياسية التي حدثت خلال السنوات الأخيرة؛ هي تحديداً التي تشير إلى إمكانية حدوث سيناريو مختلف تماماً، وليس من المؤكد أن تكون نهايته سعيدة للإسرائيليين, بل ربما ستكون أكثر تعقيداً.
وجدير بالذكر أن التغيرات الكبرى في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل قد بدأت مع تحرر بعض الدول العربية, وعلى رأسها مصر, من وصاية الدب السوفياتي – الروسي. فكلما كانت هناك أي دولة عربية قريبة من الروس, كلما تسبب الصراع, بين الولايات المتحدة وروسيا للسيطرة على العالم, في عرقلة أي إمكانية لإحراز تسوية سياسية.
روسيا قد تدخل في غزة..
بحسب “دوري”, فإن الإصطفاف الروسي حالياً إلى جانب نظام “بشار الأسد” في دمشق لم يأت بالخير لدولة إسرائيل؛ بل إنه يحد من قدرتها على التحرك والمناورة. وحتى فيما يتعلق بالمصالح الأمنية الإسرائيلية في مواجهة إيران وأتباعها، فإن الموقف الروسي، (الذي يرى أن أي إجراء يأتي ضمن التنافس على بسط النفوذ والسيطرة في مواجهة الولايات المتحدة)، كان وما يزال وسيظل عقبة أمام تحقيق المصالح الإسرائيلية.
إن الصفعة المدوية التي وجهتها الإدارة الأميركية للقيادة الفلسطينية يمكن أن تصب في صالح روسيا وتدفع للتعاون بين موسكو والسلطة الفلسطينية من خلال تقديم الدعم السياسي والاقتصادي بل وربما العسكري. فربما يصبح إرسال قوات روسية “لحفظ السلام” في قطاع غزة إحتمالاً واقعياً. وكما أن قليلين فقط هم الذي تخيلوا إمكانية تدخل الجيش الروسي في سوريا لحماية نظام “الأسد” – وهو التدخل الذي يحد من قدرات المناورة الإسرائيلية لمنع إمداد قوات “حزب الله” ومنظمات إرهابية أخرى مثل “داعش” بالسلاح – فربما سيجد الإسرائيليون أيضاً أن هناك قوات روسية مشابهة في قطاع غزة.
ويرى “دوري” أن الدعم السياسي الروسي القوي للفلسطينيين سيجعل من الصعب على إسرائيل التصدي لأي إنتفاضة جديدة قد يلجأ الفلسطينيون إليها إذا شعروا بأنهم قد وصلوا إلى طريق مسدود. لذا يحذر “دوري” من النشوة الغامرة التي تنتاب الإسرائيليين حالياً بسبب الدعم الأميركي غير المحدود للإسرائيليين على حساب الفلسطينيين.