اعلن في بغداد فجأة اليوم وقبيل حضوره المفترض لحفل تأبين في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم عن أصابة رئيس الوزراء نوري المالكي بوعكة صحية الامر الذي لم يمكنه من حضور المناسبة.
وقد ربطت مصادر عراقية بين الاعلان عن توعك المالكي والخلافات التي تشهدها علاقات حزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي والمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم على خلفية الاتصالات الجارية بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات الاخيرة لتشكيل المجالس المحلية في المحافظات الجنوبية.
واشارت المصادر الى ان المالكي يضغط من اجل حصول اعضاء حزبه او على الاقل فائزين من ائتلاف دولة القانون على مناصب متقدمة في تشكيلة مجالس المحافظات تلك مثل رئاستها او تسنم مناصب محافظين فيها. فعلى العكس من هذه الرغبة يجري المجلس الاعلى والتيار الصدري الفائزين في هذه الانتخابات محادثات من اجل تشكيل هذه المجالس من فائزين منهما بالتعاون مع شخصيات مستقلة او تكنوقراط حصدت نتائج متقدمة فيها . فقد جاءت نتائج حزب الدعوة في الانتخابات متخلفة وراء المجلس الاعلى والتيار الصدري وحل ثالثا بعدهما.
واليوم اكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي القيادي في حزب الدعوة الاسلامية علي الأديب خلال كلمة القاها نيابة عن المالكي في الحفل التأبيني ليوم الشهيد العراقي بمكتب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ان “رئيس الوزراء تعذر عليه حضور الحفل لاصابته لوعكة صحية” من دون الادلاء بتوضيحات اخرى.
وقد اقر المالكي بأن الثورة الشعبية في العراق لا تكفي لوحدها لتغيير الحكم إنما تحتاج إلى مشاركة دول المنطقة” وشدد على أن المرحلة الحالية بحاجة إلى “قائد مثل محمد باقر الحكيم “مؤكدا أن العراق يحتاج إلى “قائد صبور ومثابر ومنفتح على الآخرين لا أن يجير القيادة لمصالح جماعته وفئته”.
وقال المالكي في كلمة نقلها عنه الأديب خلال الاحتفالية إن “النضال والعمل من اجل إسقاط نظام دكتاتوري منفرد يستدعي حشد كل الطاقات من اجل ذلك، وهذه الطاقات قد تكون في انتماءاتها وأصولها مختلفة لكنها تشترك في مساحة عمل واحدة..”. وأوضح المالكي أن “النظام السابق طغى على كل الأحلام وكل الآمال التي كان يطمح لها الشعب، لذا كان لزاما لذلك الطاغوت أن ينتهي وكانت رحلتنا معه طويلة تعرفنا فيها على رفاق الدرب منذ عام 1980 يوم قضى ذلك النظام على المرجع الكبير ومفجر الثورة ضد الطغيان في العراق محمد باقر الصدر، وكان محمد باقر الحكيم عضده المفدى وكان شريكا له في الثورة ولذلك أثر على الاستمرار في تلك الرحلة وصولا إلى نهايتها المضيئة”.