8 سبتمبر، 2024 2:56 ص
Search
Close this search box.

(ألف ومئة) .. الاعتداء الجنسي على النساء في السجون !

(ألف ومئة) .. الاعتداء الجنسي على النساء في السجون !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

(ألف ومئة)؛ فيلم قصير للممثلة؛ “شبنم طلوعي”، يُناقش موضوع الاعتداء الجنسي بسجون “الجمهورية الإيرانية”، وهو موضوع طرحته بعض المعتقلات في فترات مختلفة من نظام “الجمهورية الإيرانية”، ونقلت روايات صادمة حول هذا الموضوع. بحسّب تقرير “عماد وكيلي”؛ المنشور بموقع (إيران إنترناشونال).

وكانت “شبنم”؛ تنشط في “إيران” باعتبارها فنانة مسرحية وسينمائية معروفة، لكنها تعرضت لمضايقات أمنية على خلفية اعتناقها البهائية. وفي التحقيقات بـ”وزارة الإرشاد والمخابرات”، طلب إليها تغييّر مذهبها، مع وعود بالسّماح لها في الاستمرار بنشاطها حال اعترافها بالتحول إلى الإسلام، لكنها اتخذت قرارًا بمغادرة “إيران” واستنئاف نشاطاتها بالخارج.

جرائم مرعبة (+18) !

وفي الخارج؛ بدأت في إنتاج الأفلام فضلًا عن التمثيل، من مثل وثائق حول “طاهره قرة العين”؛ باسم: (التراب، والبرعم، والنار).

وأحدث أعمالها هو الفيلم القصير (ألف ومئة)؛ والمعروض حاليًا على شبكة الإنترنت بشكلٍ مجاني. وفي بداية الفيلم توصّية بعدم مناسبة أحداث الفيلم للأطقال تحت ستة عشر عامًا أو العاطفيين؛ حيث يرفع الفيلم بشكلٍ واضح ودون محباة الستار عن جرائم مرعبة لـ”الجمهورية الإيرانية” ضد النساء، حيث يستخدم المحققون سلاح الاغتصاب بخلاف التهديدات الجنسية لسّحق السجينات.

أحداث مروعة..

ورمز هذا العنف الجنسي في الفيلم، محُّقق يحمل اسم: “مرتضى”. وكلما أراد المُّحقق الرئيس؛ ويُدعى: “حاجي”، سّحق السجينة وإجبارها على الاعتراف بجرائم لم ترتكبها، يُنادي على “مرتضى”، وهو شخص نفهم من خلال كلامه أنه سّادي جنسي، يستخدم كل الأدوات في سّحق السجينة.

وتدريجيًا يتحول “حاجي” في كلامه وتصرفاته إلى شبّيه “مرتضى”؛ علمًا أن “حاجي” متزوج ولديه بنت ويتحدث معها على الهاتف بحنية، لكنه يستخدم في نهاية الفيلم السخرية الجنسية، ويربت بيده على السّجنية مقدمًا تعريف عن جسد المرأة.

قصة “غرفة استجواب”..

الفيلم يحكي قصة غرفة استجواب وبها امرأة اعتقلت من مقبرة “جنة الزهراء”؛ حيث كانت تُحيّي أربعين “حديث نجفي”؛ ضحية المظاهرات التي انطلقت عشية مقتل “مهسا أميني”، للاعتراف بأعمال لم ترتكبها بأي ثمن.

وفي معظم الفيلم تظهر الممثلة؛ “شبنم طلوعي”، معصّوبة العينين، ولا يُرى غيرها في الفيلم، اللهم إلا أيادي “حاجي” القذرة، حيث يرتدي خواتم تقليدية، ويمضي الفيلم بأصوته واثنين من المحققين.

من ثم يُقدم الفيلم في أجواء مغلقة تمامًا، وينتهي دون خروج أحد من غرفة التحقيق، وكلما أراد صانع الفيلم الخروج من الغرفة يختار زاوية أخرى: تعرض دوائر تليفزيونية مغلقة داخل الغرفة، وهي غرفة فارغة مرعبة فيها طاولة ومقعد.

يعكس الأجواء المغلقة للمرأة داخل مجتمع مرعب..

وتبرز صور الكاميرات لقطات مرعبة، وتخدم الزوايا المغلقة لوجه المرأة، والأيادي القذرة التي تدخل الكادر أحيانًا، وحالة العدوانية، الأجواء التي من المقرر أن توجد في محيط مغلق أسود وصغير، وتصحب المشاهد مع الشخصية الرئيسة، لكن الأهم من الصوت الذي نسمع، هو أن الصوت في الفيلم لا يقل أهمية عن الصورة، وكل جملة مقترنة بالإهانة والإيحاءات الجنسية؛ (كالإشارة إلى زجاجة المشروب باعتبارها أداة الاعتداء)، يجعل المشاهد يرافق المرأة المحطمة داخليًا، تلك المرأة التي تعمل مصورة إنترنت بسّيطة للملابس والأكسسوارات، وتنفق بهذه الطريقة على نفسها وابنها البالغ من العمر أربعة عشر عامًا، وعليها الآن الاعتراف بالتواطؤ مع المتمردين ضد الحكومة، وتعتزم التقاط الصور وإرسالها إلى وسائل إعلام معارضة لاستخدامها ضد الحكومة.

والفيلم عبارة عن أجزاء يقع كل منها بعد أداء الصلوات الخمس على مدار الأربع وعشرين ساعة، حيث يستمر تناوب المحققين على المرأة حتى تُسحق تدريجيًا وتقبل في كل مرة بأحد الاتهامات.

وعنوان (ألف ومئة)؛ هو إشارة عدد مرات تكرار الجمل التي يريد المحقق من المرأة أن تكررها ولا يأبى عدها وصولًا إلى المرة الأخيرة؛ أي (ألف ومئة)، وقد أكد الفيلم منذ بداية أن المحتوى مأخوذ عن حوار مع شخصيات حقيقية.

لكن صناع الفيلم ينهون مرارته بالأمل؛ حيث تنتهي قصة هذا السّحق التدريجي الذي يتم باستخدام أساليب غير إنسانية بنهاية أخرى تبعث على الأمل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة