ألعراقيون تحدوا التفجيرات وأحيوا عاشوراء

ألعراقيون تحدوا التفجيرات وأحيوا عاشوراء

فيما عطل العراق من جنوبه الى شماله الخميس وسط اجراءات أمنية مشددة يشارك فيها 35 الف عسكرية بحماية طائرات الجيش فقد تحدى مليونا عراقي اليوم التفجيرات التي استهدفتهم خلال الساعات الاخيرة وأحيوا في مدينة كربلاء ذكرى استشهاد الامام الحسين يشاركهم عشرات الالاف من المسلمين القادين من مختلف الدول العربية والاسلامية .

عطلة رسمية و42 ألف اجنبي
وأعلنت الحكومات المحلية في عدد من المحافظات من بينها النجف وكربلاء المقدسة وبابل وذي قار يومي الاربعاء والخميس اللذين صادفا التاسع والعاشر من شهر محرم عطلة رسمية اما العاصمة بغداد وعموم العراق فقد حددت الامانة العامة لمجلس الوزراء العطلة باليوم الخميس وكذلك حكومة اقليم كردستان التي تقع ضمن ادارتها محافظات اربيل ودهوك والسليمانية.
وبلغت حشود الزائرين ذروتها فجر اليوم حيث قراءة ما يطلق عليه “المقتل الحسيني” في مختلف المساجد والحسينيات والاف مواكب العزاء . واحتشد الزوار المتشحون بالسواد في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حيث مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب وراحوا يضربون صدورهم ورؤوسهم ويجلدون انفسهم بالسياط خارج المرقد حزنا على مقتله عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلاديا.
واعلنت وزارة الداخلية عن دخول 42 الف زائر عربي وأجنبي الى البلاد للمشاركة في هذه المراسيم حيث اشار الى مدير المنافذ الحدودية في الوزارة عصام الحلو إن “منافذ سفوان والشلامجة والشيب وزرباطية ومطار النجف الأشرف سجلت دخول 42 ألف زائر عربي وأجنبي الى البلاد خلال الأيام القليلة الماضية لأداء مراسيم العاشر من محرم الحالي. واضاف أن هؤلاء الزائرين قدموا من الكويت والإمارات والبحرين وإيران وباكستان وبنغلادش اضافة الى ايطاليا وفرنسا والسويد وبريطانيا وهولندا وألمانيا .

 عنف برغم الاجراءات الامنية
وخلال الساعات الاخيرة شهدت مناطق مختلفة من العراق اعمال عنف جديدة اودت بحياة 54 شخصا وخصوصا من الزوار الشيعة الذي تدفقوا على كربلاء عشية احياء ذكرى عاشوراء واستهدفت الهجمات التي وقعت خصوصا في شمال العاصمة وغربها قوات الامن ايضا. 
وقد دأبت الجماعات المسلحة على استهداف الزائرين خلال المناسبات الدينية وتنوعت أساليبها بين الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة واللاصقة والعجلات المفخخة رغم تطبيق الأجهزة الأمنية خططاً لحماية الزوار تنشر خلالها الآلاف من عناصر الأمن غير أن هذه الإجراءات لم تمنع بشكل نهائي عمليات استهداف الزائرين.
ولقي اكثر من 5600 شخص مصرعهم منذ بداية العام الحالي منهم 964 خلال الشهر الماضي وحده، وهو الشهر الاكثر دموية منذ نيسان (ابريل) عام 2008 حيث تعد موجة العنف الدموي الحالية الاسوأ التي يشهدها العراق منذ ذلك العام .
وجرت مراسيم اليوم بحماية 35 الف عسكري حشدتها قوات عمليات الفرات الاوسط، بمساعدة وزارتي الداخلية والدفاع حيث أن عملياتها الاستباقية اسفرت عن اعتقال اكثر من 60 مطلوبا وتفكيك سيارات مفخخة كانت معدة لاستهداف زوار كربلاء.  وقال الفريق الركن عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط خلال مؤتمر صحافي بكربلاء ان جميع القطعات والتعزيزات التي طُلبت من وزارتي الدافع والداخلية أرسلت بالكامل بما فيها الأجهزة الساندة من عجلات دفاع مدني وعجلات سونار واجهزة كشف المتفجرات موضحا ان الخطة الأمنية تميزت ببقاء القطعات الماسكة للأرض في مواقعها وتوزيع قطعات التعزيز على محاور مركز مدينة كربلاء واطواقها .
واشار الى ان أكثر من 35 ألف عنصر أمني شارك بإدارة الملف الامني ضمن الحدود الادارية لمحافظة كربلاء فقط خلال أيام الزيارة فضلا عن تعزيز محافظتي بابل والنجف المجاورتين بفوجين من الداخلية والدفاع. واوضح ان قطعات من الجيش قامت بتأمين حدود النجف الخارجية وخاصة باديتها مع المملكة العربية السعودية بمساندة قوات الحدود وبدعم من طائرات القوة الجوية. واضاف ان الاجراءات شملت تأمين الطرق الرابطة بين بغداد والحلة جنوبها وصولا الى كربلاء من خلال طيران الجيش والقيام بعمليات استباقية لملاحقة المجاميع المسلحة.

اجراءات خدمية وصحية
وكانت ادارات البلدية والماء والمجاري في كربلاء اعلنت الجمعة الماضي وضع خطط موسعة لتقديم الخدمات للزائرين قسمت فيها مركز المدينة الى قواطع نشرت فيها فرقها وآلياتها لتقديم الخدمات على مدار الساعة، وطالبت الزائرين وأصحاب المواكب بالتعاون معها والحفاظ على نظافة المدينة والحفاظ على الممتلكات العامة . وقد تم لذلك نشر حوالي 35 مفرزة طبية و170 سيارة إسعاف في مناطق متفرقة من مركز مدينة كربلاء ومداخلها الثلاثة. وكان مجلس الوزراء العراقي وافق في الرابع من الشهر الحالي على تسليف محافظة كربلاء مئة مليار دينار (حوالي 84 مليون دولار) لتغطية نفقات زيارات محرم .
ويحيي المسلمين الشيعة في العراق والعالم ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام حيث تعد من أكبر المناسبات الدينية لديهم وهي مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية  للحدث. ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ الشيعة ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصلها مئات الالاف من الاشخاص سيرا على الاقدام من مختلف مناطق العراق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة