18 نوفمبر، 2024 12:48 ص
Search
Close this search box.

“الصحافة الجيدة” .. في حرب شرسة لمواجهة تيار “تجاوز الحقائق” في العالم

“الصحافة الجيدة” .. في حرب شرسة لمواجهة تيار “تجاوز الحقائق” في العالم

كتبت – آية حسين علي :

حذر رئيس تحرير صحيفة “البايس” الإسبانية، “أنطونيو كانيو”، من خطر اختفاء “الصحافة الجيدة” بسبب طغيان تيار آخر يتبع سياسة “تجاوز الحقائق” التي تعتمد على إنكار الأحداث وإعادة تكوين الوقائع.

وأوضح “كانيو” خلال محاضرة ألقاها بجامعة “إقليم الباسك”، أن “هذا التيار يعتبر تلاعب”، وشدد على أن فقدان “الصحافة الجيدة” يعني فقدان الديمقراطية.

المحاولات الجادة مهددة..

قال “كانيو” أن المشكلة الأساسية التي تواجه الصحافة هي: “محاولة الاعتماد على ما يسمى بالرواية”، كما أن المحاولة الجادة والمهنية لسرد الأحداث التي تميز النشاط الصحافي ذا الجودة العالية باتت مهددة.

ويرجع ذلك إلى فرض الرواية التي يتم تكوينها على مزاج القارئ، وهي ظاهرة جديدة لتيار تجاوز الحقائق، وهو ما يسميه مسؤولو الولايات المتحدة بـ”الأحداث البديلة”، وتتميز بأن كل شئ نسبي ويعتمد على الأيديولوجيات التي ينظر من خلالها للحدث والهدف من وراء نشره.

وشدد على أن هذا التهديد لحرية التعبير هدفه منع المواطنين من معرفة الحقيقة أو أن يصبحوا أحراراً، لذا فإن هدف هذا التيار الجديد هو نفس ما كان يرمي إليه الاتجاه إلى تزييف الحقائق.

وذكر “كانيو” أن المؤرخ “تيموثي سنايدر”، قال: إن “إغفال الأحداث يعني التخلي عن الحقيقة”، مشدداً على أن تجاوز الحقائق هو ما يسبق الفاشية.

إنكار الأحداث هو التهديد الأكبر..

شارك رئيس تحرير “البايس” بصفته صحافياً، واعترف بارتكاب الصحافة للكثير من الأخطاء والمبالغات، وركز على ما يعتقد أنه التهديد الأكبر خلال العصر الحالي ضد الديموقراطية، وهو التحكم في السلطة من خلال إنكار الاحداث والتدليس أو طرح روايات تتناسب مع الأحكام المسبقة وترضي القطاعات المختلفة.

وأشار إلى أن الصحافة تعاملت بهذه الطريقة مع قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكسيت”، ويستخدمها دائماً الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، كما تتبعها التيارات الشعبوية والقومية الأكثر تعصباً في إسبانيا.

الصحافة الجيدة باتت مهددة..

أوضح “كانيو” أن الصحافة ذات الجودة العالية مهددة لأن كثير من السياسيين اكتشفوا أنه ربما تصبح السياسات الجديدة أفضل وتحقق نجاحاً أكبر إذا غابت الصحافة المهنية، كما أن البعض الآخر يفضلون الصحافيين الذين يثنون على آراءهم أكثر ممن يخضعونهم للتحقيق والنقد.

وأكد على أن هذا هو الصراع الذي تعاني منه الصحافة منذ نشأتها، لافتاً إلى أن الخطر بات أكبر مع انتشار أفكار بين المواطنين ترى أن الصحافيين لم يعد لهم ضرورة وأن الحقيقة أصبحت نسبية.

وأضاف أن هناك حالة من عدم اليقين تعود إلى تغير نموذج الصحافة كنتيجة للتطورات التكنولوجية والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بعض الصحف وظهور أخرى لا تتبع قوانين الصحافة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة