8 مارس، 2024 12:27 ص
Search
Close this search box.

ألادارة الاميركية تدرس جديا عودة الجعفري لرئاسة الحكومة العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

يدرس مسؤولون اميركيون كبار جديا امكانية عودة رئيس كتلة التحالف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري رئيسا للحكومة في العراق خلفا لنوري المالكي، الذي يبدو انه يعاني من نقص في ويشعر المسؤولون في الادراة الاميركية بشكل عام بالحرج من تصرفات حليفهم المالكي، خصوصا بعد انقضاضه السياسي على نائب الرئيس طارق الهاشمي، فور عودته من زيارته الى واشنطن، فبدا وكأن الادارة الاميركية اعطته الضوء الاخضر للقيام بذلك، وهذا “غير صحيح” حسب المسؤولين المتابعين للملف العراقي.
ويوقل المسؤولون الاميركيون ان تصرفات المالكي دفعت بهم الى عقد لقاءات استعرضوا فيها الوسائل المتاحة لواشنطن للتعاطي مع الوضع العراقي المستجد، على اثر صدور مذكرة توقيف بحق الهاشمي. ويقول متابعون للوضع العراقي ان الولايات المتحدة كانت على علم بنوايا المالكي ضد الهاشمي منذ فترة، وانها حذرته من العواقب وابدت معارضتها الشديدة لخطوة من هذا النوع.
ونقل مشاركون في حفل تكريم قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن، الثلاثاء الماضي، الذي حضره الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن، ان احد مساعدي نائب الرئيس، وهو المكلف الملف العراقي، اقترب منه وهمس في اذنه حول التطورات في العراق، فما كان من بايدن الا ان رد بانفعال: “فعلها المالكي، الله في عون العراق”.
وقال مسؤول رفيع في الادراة الاميركية “المشكلة ان تصرف المالكي برمته يحرجنا، لانه حليف وصديق لواشنطن”. وتابع: “هناك مشكلة في ان ترى المالكي يطل في مؤتمر صحافي داعيا الى عدم تسييس قضية الهاشمي، ثم يطالب حكومة كردستان بتسليم الهاشمي”.
وقال المسؤول الاميركي ان رفض التسييس يعني ان “تقوم المحاكم المستقلة الفيديرالية بالطلب من القضاء في اقليم كردستان بتسليم الهاشمي. ولكن عندما يقوم السياسي المالكي بتوجيه الطلب بتسليم الهاشمي، يكون هو من يسيس القضية لانه رئيس السلطة التنفيذية ويجب ان يبقى بعيدا عن عمل السلطة القضائية”.
وعن ايفاد الرئيس الاميركي مدير “وكالة الاستخبارات المركزية” (سي آي ايه) الجنرال دايفيد بترايوس الى العراق للقاء المالكي، اشار المسؤولون الى ان اوباما اوفد بترايوس لمعرفته الدقيقة بتفاصيل العراق ولعلاقته الجيدة بالاطراف كافة. كما افادت المعلومات نفسها ان بترايوس والفريق المكلف متابعة العراق قدما الى اوباما ثلاثة خيارات للخروج من الازمة العراقية.
الاول هو الطلب الى الكتلة الكردية، وهي من ابرز حلفاء واشنطن داخل العراق، القيام بوساطة وعقد لقاء يشارك فيه الاقطاب في العراق، على غرار اللقاء الذي انعقد قبيل التوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المالكي، والتوصل الى حل “يعيد المياه الى مجاريها”.
مشكلة هذا الخيار انه تكرار للحلول الماضية التي غالبا ما تكون قصيرة الامد وتعيد انتاج الازمات نفسها، كما ان الكرد قد يدخلون في مفاوضات ويخرجون بتنازلات من المالكي لمصلحتهم “ويتركون الطرف السني وحيدا خارج العملية السياسية”، حسب الرؤية الاميركية.
والخيار الثاني هو التلويح بحل حكومة المالكي لحمله على التراجع عن سلسلة الاتهامات التي ما فتئ يوجهها الى خصومه السياسيين.

وهنا تقول المصادر الاميركية انها “لا تصدق اتهامات المالكي للهاشمي”، وان “القضاء العراقي يلاحق الهاشمي ويسمح لمقتدى الصدر، المطلوب بقضايا امام القضاء، بالتجول حرا تحت عنوان المصالحة الوطنية التي دخل فيها مع المالكي”. وتعتقد واشنطن ان بامكان كتلتي العراقية والتحالف الكردستاني فرط الائتلاف الحاكم، ولكن المشكلة تكمن في “العودة الى المربع الاول، مرحلة الفراغ الحكومي ما قبل تشكيل المالكي حكومته”.
هكذا، يصبح الخيار الثالث فرط الحكومة، بالاشتراك مع الكتلة التي يرأسها الجعفري، وتشكيل حكومة برئاسة الجعفري ومن دون مشاركة كتلة “دولة القانون”، التي يرأسها المالكي، والتي بامكانها التحول الى المعارضة. ويعتقد اغلبية متابعي الملف العراقي في العاصمة الاميركية ان الجعفري يحوز حاليا على اجماع بين الاطراف السياسية العراقية وداخل مجلس النواب اكثر بكثير من المالكي.
وتضيف المصادر الاميركية، “ناقش مسؤول كردي كبير اخيراً هذه الخيارات مع احد النواب في كتلة التحالف الوطني العراقي، فاجابه هذا النائب ان خيار عودة الجعفري جيد، ولكن الافضل من ذلك هو المجيء برئيس حكومة جديد من كتلة التحالف الوطني العراقي، طارحا نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة”. وختمت المصادر بالقول انها لا تتوقع ان “تخرج الازمة في العراق من اطار المناكفات السياسية”، ولكنها تعتقد ايضا ان “هذه المرة، اخطأ المالكي، وهو ما قد ينعكس على وضعه السياسي”.

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب