خاص : ترجمة – محمد بناية :

عايش العراق، بعد الاحتلال الأميركي وسقوط “صدام حسين”، أوضاعاً صعبة خلال القرن الماضي، لا سيما بعد ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي، مع هذا ورغم الدعم الذي تلقته الجماعات الإرهابية من “حزب البعث” وصدور الفتوى التاريخية من المرجعية الدينية، لآية الله “علي السيستاني”، برز نوع من التلاحم الكبير بين الشعب والقوات المسلحة العراقية؛ برز في الحضور المكثف للنساء والرجال على السواء وبخاصة الشباب على جبهات “الجهاد الشعبي”.

وأنتظمت “حركة النجباء” إلى جانب العشرات من فصائل المقاومة في حبل واحد، هو “الحشد الشعبي”، لمكافحة الإرهاب.

و”حركة النجباء”؛ هي حركة إسلامية جهادية عراقية تؤمن بالمباديء والقيم الإسلامية وحاكمية الإسلام المطلقة. تشكلت “حركة النجباء” دفاعاً عن وحدة الأراضي العراقية والدفاع عن مراقد “آل البيت” والشعب العراقي؛ ثم الشعب السوري بعد اندلاع الأزمة الداخلية في هذا البلد.

اسم “النجباء” مأخوذ من خطبة للسيدة “زينب”، (رضي الله عنها)، في مجلس “يزيد”، وفيها: “ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء”.

تأسست “حركة النجباء”، عام 2004، بواسطة بعض أفراد النخبة الثورية؛ قبل أن تتمكن من تطوير نفسها، بحيث تضم اليوم حوالي 10 آلاف مقاتل من مختلف المناطق العراقية.

والسيد “أكرم الكعبي”، هو الأمين العام لـ”حركة النجباء”، ساهم في تأسيس الحركة بعدد من المسؤوليات الجهادية كإستقطاب المقاتلين قبل وبعد سقوط “صدام حسين”.

وقد التقت صحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية، المحسوبة على التيار الإصلاحي، مع “أكرم الكعبي”، أمين عام “حركة النجباء”، في حوار هام حول الشأن العراقي ومستقبل العملية السياسية داخله..

تأثير آية الله “الخميني” كان موجودًا بقوة في إسقاط نظام “صدام حسين”..

“السياسة اليوم” : ما هو تقييمكم لتأثير “الثورة الإيرانية” على تشكيل حركات المقاومة في العراق ؟

“أكرم الكعبي” : كان لـ”الثورة الإيرانية” تأثير إيجابي على العالم أجمع وليس العراق فقط، وأول من أدرك أهمية الثورة في العراق كان الشهيد، “محمد باقر الصدر”، بقوله: “حقق آية الله الخميني حلم الأنبياء والأولياء”. ودعا إلى الذوبان في آية الله “الخميني”.

وعليه كان منهج آية الله “الخميني” هو منهج الثورة والمقاومة ضد نظام “صدام حسين”، ثم الاحتلال، وأخيراً التكفيريين.

بعض سياسي الكرد يبتغون نهب العراق بالتقسيم..

“السياسة اليوم” : ما هو تقييمكم لمستقبل العراق في ضوء الأوضاع الحساسة التي يمر بها “إقليم كردستان العراق” ؟

“أكرم الكعبي” : شعبنا الكردي يرفض التقسيم، لكن هناك بعض القوى السياسية بالإقليم التي تسعى إلى سرقة خيرات العراق باسم التقسيم، لكنهم فشلوا وسيأتي اليوم الذي يتلقون فيه الجزاء.

“النجباء” عملت على التوفيق بين الطوائف العراقية..

“السياسة اليوم” : ما هي خطة “حركة النجباء” لتوحيد الشيعة والسُنة والأكراد ومختلف القوميات العراقية في مرحلة ما بعد (داعش) ؟

“أكرم الكعبي” : أنشأنا في حركتنا قسم خاص باسم “تعاون شؤون الأديان والتقريب”؛ ووظيفتها الأساسية خلق نقاط تفاهم والإلتقاء بين الطوائف العراقية المختلفة وتوحيد الجهود ودعم مساعي توحيد الأمة.

وقد حققنا إنجازات كبيرة في هذا المسار، إذا ساعدنا في عودة آئمة المساجد ممن حاربوا الخطاب التكفيري وكذلك أهل السُنة المهجرين، وطورنا عدداً من البرامج الثقافية لتعزيز روح الوحدة بين مختلف الطوائف.

“الرايات البيضاء” فلول “داعش” التي يحاول “البارزاني” استغلالها ضد العراق..

“السياسة اليوم” : ثمة أخبار عن ظهور تنظيم إرهابي جديد بالعراق يُدعى “الرايات البيضاء”.. فما هو تنظيم “الرايات البيضاء” ؟.. وما هو موقف “حركة النجباء” من مثل هذه التنظيمات ؟

“أكرم الكعبي” : “الرايات البيضاء” هي بقايا تنظيم (داعش) التي هربت واستقبلها “حزب البارزاني”؛ وأعاد تنظيمها بغية استخدامها في استهداف القوات الأمنية بـ”كركوك”، لا سيما بعد فشل مؤمرات “البارزاني”، لكن مساعي “الرايات البيضاء” باءت بالفشل.

أما بالنسبة لموقف “حركة النجباء” من مثل هذه التنظيمات، فقد كان للحركة دور أساس وفعال في النضال ضد تنظيم (داعش) الإرهابي والمشاركة في عمليات التحرير من حزام “بغداد” مروراً بـ”سامراء” و”تكريت” و”بيجي” و”الموصل” وصولاً إلى فشل المشروع الأميركي.

واشنطن تراهن على (داعش).. 

“السياسة اليوم” : لماذا تتحمل الولايات المتحدة عبء تدعيم التنظيمات الإرهابية ؟

“أكرم الكعبي” : واشنطن تراهن على تنظيم (داعش)، باعتباره أفضل تنظيم يساعدهم في تنفيذ مشاريعهم الاستعمارية وتدمير دولنا باسم مكافحة الإرهاب.

لذلك يتعين على دول المنطقة وحركات المقاومة تبني إستراتيجية أمنية وعسكرية مستمرة حتى طرد أميركا وحلفاءها من المنطقة.