واشنطن (رويترز) : قال مسؤولون أمريكيون وأكراد إن اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي يلح على الحكومة الأمريكية من أجل الحصول على اسلحة متقدمة يقول إن القوات الكردية تحتاج إليها لدحر المقاتلين الإسلاميين الذين يهددون الاقليم.
وقال مسؤول كردي إن هذا الطلب نوقش اثناء زيارة وفد كردي إلى واشنطن قبل ايام فيما اوضح مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تدرس سبل تعزيز دفاعات الإقليم.
ويقول الأكراد إن المساندة الأمريكية حيوية لمساعدة قوات البشمركة في صد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي يستلهم نهج القاعدة واستولى على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية في هجوم خاطف خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتشمل الإمدادات العسكرية المطلوبة دبابات ومعدات قنص ومركبات أفراد مدرعة ومدافع وذخائر ودروعا وخوذات وشاحنات وقود وعربات اسعاف.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يدرسون سبل مساعدة الأكراد على الدفاع عن أنفسهم ولكن تقديم أسلحة لحكومة اقليم كردستان بنفس الطريقة التي تسلح بها واشنطن الحكومة المركزية في بغداد امر غير مرجح على ما يبدو.
ودخل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مرارا في خلافات مع قادة اقليم كردستان بشأن الميزانية والأراضي والنفط. وقد يكون تقديم اسلحة أمريكية لقوات اقليم سابقة مثيرة للقلق اذ ستأتي على حساب حكومة حليفة لواشنطن.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية اشترط عدم نشر اسمه “تقديم مساندة أمنية عبر برنامجي المبيعات العسكرية الخارجية والتمويل العسكري الخارجي يجب ان يكون بالتنسيق مع سلطات الحكومة المركزية في العراق واي مكان اخر.”
وقال المسؤول “قدمنا بعض الدعم المباشر في الماضي للقوات الكردية بالتنسيق مع الحكومة المركزية.”
وأضاف “بالنظر إلى الخطر الذي يواجهه العراق من تنظيم الدولة الإسلامية ستواصل الولايات المتحدة العمل مع بغداد واربيل (عاصمة اقليم كردستان) لتعزيز التعاون على المستوى الأمني وفي قضايا اخرى.”
ويعكس الحذر الأمريكي الوضع الدقيق الذي تواجهه واشنطن بينما تسعى لمساعدة العراق على تجنب خطر الانهيار بعد اقل من ثلاث سنوات على انهاء الحرب الأمريكية هناك.
وعلى مدار الاسابيع التي تلت هجوم المتشددين الإسلاميين الذي كشف ضعف الجيش العراقي وآثار سنوات من الخلافات الطائفية هرول المسؤولون الأمريكيون لتوحيد صف الشيعة والسنة والأكراد لمواجهة المتشددين.
وفي نفس الوقت تعزز الطموح الكردي الذي دام لفترة طويلة للاستقلال بالاداء القوي لقوات البشمركة ضد المتشددين الإسلاميين والمكاسب الإقليمية الكردية وحقيقة ان المالكي فقد التأييد في واشنطن.
وخلال زيارة الوفد الكردي إلى واشنطن طلب مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان من برلمان الاقليم الترتيب لإجراء استفتاء على استقلال الإقليم.
وقالت الحكومة الأمريكية التي ارسلت مئات الجنود إلى العراق الشهر الماضي لحماية دبلوماسييها وتحليل القدرات العسكرية العراقية إنها تدرس الإجراءات العسكرية التي ربما تتخذها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي إطار استجابتها انشأ جنود امريكيون مركزا مشتركا للعمليات في اربيل لتقييم قدرات قوات البشمركة.
ويقول مسؤولون أكراد إن طلبهم الحصول على اسلحة الذي ناقشوه ايضا مع اعضاء في الكونجرس الأمريكي ليس جديدا. واشاروا إلى تايوان التي تعتبرها الصين اقليما تابعا لها لكنها تشتري اسلحة من الولايات المتحدة.
وتقدم الولايات المتحدة احيانا مساندة عسكرية عبر قنوات غير عسكرية. وقدم برنامج تابع لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) تدريبا واسلحة لجماعات مختارة تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد.
وتبدو المبيعات العسكرية الرسمية إلى كردستان مستحيلة لكن يقول مسؤولون أمريكيون إنهم يبحثون عن سبل اخرى لتقوية الأكراد عسكريا بالتزامن مع بغداد.
لكن اذا سعت الولايات المتحدة لتقديم اسلحة للاكراد عبر بغداد فسوف يتعين عليها التغلب على التشكك الكردي العميق تجاه الحكومة المركزية. وتخوض بغداد وحكومة منطقة كردستان نزاعا حول السيطرة على مبيعات نفط كردستان.
وقال مسؤول كردي طلب ألا ينشر اسمه إن جرى إبلاغ الأكراد بأنهم سوف يتلقون بعض المعدات التي تركها الجيش الأمريكي عندما انسحب من العراق عام 2011 لكن المالكي لم يقدمها لهم.
ولم يرد الجيش العراقي على طلبات للتعقيب.
ومنذ عام 2003 انفقت الولايات المتحدة اكثر من 25 مليار دولار على تدريب ورفع كفاءة الجيش الوطني العراقي. ولم يذهب إلا القليل جدا من التدريب والمعدات وغالبيتها غير مميتة إلى قوات البشمركة.
وحصلت البشمركة على مدار سنوات على اسلحة روسية الصنع ومنها دبابات وعدد قليل من طائرات الهليكوبتر التي تستخدم في مهام الإنقاذ. وحصلوا أيضا على بعض الأسلحة الشهر الماضي عندما سيطروا على منشآت تخلى عنها جنود عراقيون في كركوك.