السليمانية : اعلن مسؤول حزبي عراقي كردي رفيع الاربعاء ان قوات البشمركة الكردية تنسق مع مقاتلي الاكراد السوريين والاتراك من اجل مواجهة الجهاديين الذين سيطروا على مناطق سنجار وزمار التي تقطنها الاقلية الايزيدية. يأتي ذلك بينما يواصل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية زحفهم داخل أراضي الإقليم الكردي حيث تدور مواجهات الأربعاء بينهم وبين القوات الكردية في بلدة على بعد 40 كيلومترا فقط جنوب غربي أربيل، وذلك وفقا لما ذكره مصدر كردي.
وقال هلو بنجوني رئيس تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى ان “مقاتلي حزب العمال الكردستاني (التركي) وصلوا الى جبال سنجار ويدافعون عن السنجاريين من هجمات داعش”.
وأشار الى ان مقاتلي هذا الحزب و”غرب كردستان (بيدا في سوريا) لديهم منطقة لمواجهة داعش هي ربيعة ومنطقة سنجار”. واضاف “نحن لدينا، محور زمار وباقي المناطق الاخرى شرق وشمال الموصل”.
والأربعاء، قال مسؤول كردي كبير إن القوات الكردية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية اشتبكوا في بلدة على بعد 40 كيلومترا فقط جنوب غربي أربيل عاصمة إقليم كردستان.
واعلن تنظيم الدولة الاسلامية بداية الاسبوع الجاري، عن انه نجح في فتح الشريط الحدودي بين محافظتي نينوى التي يسيطر عليها ودهوك التابعة لاقليم كردستان، معربا عن امله “استكمال فتح المنطقة بالكامل”.
كما سيطروا على سد الموصل وهو رابع أكبر سد في الشرق الأوسط، ما يمكنهم من إغراق مدن عراقية رئيسية بينها بغداد أو منع المياه عن المزارع، مما يزيد المخاطر بشكل حاد في مسعى التنظيم للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة.
وتمتاز المناطق التي فرض تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطرته عليها مؤخرا، بثروتها النفطية بالاضافة الى موقعها الاستراتيجي القريب من المثلث الحدودي العراقي التركي السوري.
وقال مراقبون إن الهزيمة السريعة لقوات “البشمركة” الكردية وجهت صفعة قوية لواحدة من القوات المقاتلة القليلة في العراق التي صمدت حتى الآن في وجه المقاتلين الإسلاميين السنة الذين يسعون إلى إعادة رسم حدود الشرق الأوسط، وأصبحت تمثل تهديدا مباشرا للإقليم الكردي الذي ظل في منأى عن الأحداث الدموية التي تعصف بالعراق منذ أكثر من عشر سنوات.
وخسرت قوات البشمركة خلال الأيام القليلة الماضية أهم المدن الخاضعة لسيطرتها في محافظة نينوى والمحاذية للاقليم وهما زمار وسنجار التي تقطنها الاقلية الايزيدية.
وسيطرت سلطات الإقليم الكردي على هذه الاراضي التي تقع ضمن المناطق المتنازع عليها، بعد هزيمة جيش المالكي هناك، معلنة أنها ضمتها الى اقليمها ولن تتراجع عنها.
وأثارت هزائم الأكراد الشكوك حول مدى كفاءة قوات البشمركة التي ادعاها قادتها لوقت طويل. وقد يكون شعورهم بخوف حقيقي من التطورات الميدانية الاخيرة في المواجهة مع مقاتلي الدولة الاسلامية هو الذي استدعى لديهم فكرة الاستنجاد بمقاتلين اكراد من سوريا وتركيا وهي فكرة بقدر ما ستوفر لهم صلابة أكثر في المواجهة المصيرية الحالية فإنها قد تخدم مخطط دولة كردستان الكبرى في المدى المنظور.
وقال جبار ياور أمين عام وزارة البشمركة (القوات الكردية) إن التعاون العسكري مع بغداد استؤنف في محاولة لمواجهة المسلحين السنة الذين حققوا تقدما سريعا في الشمال في مطلع الأسبوع.
واضاف إن وزارة البشمركة بعثت رسالة إلى وزارة الدفاع العراقية تطالبها بعقد اجتماع عاجل بشأن التعاون العسكري. وأضاف أنه أعيد تفعيل اللجان المشتركة.
وأكد ياور أن 50 ألفا من أقلية اليزيدية العراقية الذين فروا من الهجوم يختبئون في جبل قرب بلدة سنجار. ويتعرضون لخطر الموت جوعا إذا لم يتم إنقاذهم خلال 24 ساعة.
وقال مراقبون إن اليزيديين وهم أكراد يتبعون ديانة قديمة مستمدة من الزرادشتية يتعرضون لخطر القتل إذ يرى تنظيم الدولة الإسلامية أنهم من عبدة الشيطان.
وأدى الجمود السياسي والتوترات الطائفية التي تغذي مستويات عنف لم تحدث منذ ذروة الاقتتال الطائفي في الفترة من 2006 إلى 2007 إلى تقويض الجهود الرامية إلى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول منتقدون إن المالكي زعيم شمولي همش برنامجه الطائفي السنة ودفعهم إلى إيجاد قضية مشتركة مع الدولة الإسلامية على الرغم من رفضهم لتفسير التنظيم المتشدد للإسلام.
ورفض المالكي دعوات من الأكراد والسنة وبعض الشيعة وحتى من إيران للتخلي عن السلطة وافساح المجال لشخصية أقل استقطابا.
وظل على تحديه الأربعاء في كلمته الأسبوعية على التلفزيون وحذر من أن أي محاولة غير دستورية لتشكيل حكومة جديدة ستفتح أبواب الجحيم في البلاد.
ورفض المالكي أي تدخل خارجي في الأمر في إشارة واضحة إلى طهران بعدما قال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتقدون أن المالكي لم يعد بإمكانه الحفاظ على وحدة العراق.
وقال المسؤولون الإيرانيون إن بلادهم تدعم الآن دعوات المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني للمالكي بالرحيل وتبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددين السنة.
ودعت الولايات المتحدة التي كانت تدعم المالكي منذ جاء إلى السلطة في 2006 الساسة العراقيين إلى تشكيل حكومة تضم كافة الأطياف يمكنها توحيد العراقيين ومواجهة الدولة الإسلامية.