2 مايو، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

أكاديمي إيراني يرصد .. “الشرق الأوسط” في نار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

قبل ثلاث سنوات حين بدأ؛ “جو بايدن”، عمله في “البيت الأبيض”، تغيرت سياسات الإدارة الأميركية تجاه “إيران” من الصراع إلى التفاوض، وانعقدت الآمال على وصول البلدين إلى اتفاق. بحسّب ما استهل “هاشم أورعي”؛ الأستاذ بجامعة “صنعتي شريف”، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.

وفي هذا المسّار، خفضت “الولايات المتحدة” من ضغوطاتها فيما يخض فرض عقوبات على “النفط الإيراني” بالأسواق الدولية بهدف لفت انتباه “الجمهورية الإيرانية”؛ بحيث ازدادت صادرات “النفط الإيراني”؛ خلال العام الماضي، بأكثر من: (1.8) مليون يوميًا، وهو أعلى معدل منذ العام 2019م. وبدا أن البلدان قد وصلا إلى اتفاق غير مكتوب.

هجوم “حماس” وتوريط إيران..

لكن الأجواء تغيّرت بعد عمليات (حماس)؛ في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م، ورُغم تكرار الإعلان الإيراني بعدم العلم المسّبق بهجوم (حماس) المباغت، فقد سّعى الكثيرون إلى توريط “إيران”.

وتجّددت الاتهامات بتورط “إيران” مع بداية قصف (الحوثيين) الصاروخي للسفن التجارية في “البحر الأحمر”، واتخذ “بايدن” قرارًا بمضاعفة الضغط على “إيران” في إطار سياسة الترفع عن تصعيد مستوى التوتر، وبالتالي انحسّرت صادرات النفط الإيرانية بداية العام الجاري.

والخلاصة أن الحرب اشتعلت في المنطقة بعد هجوم (حماس)، واستهدفت الجماعات الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية” مواقع أميركية بالصواريخ والمُسيّرات أكثر من: (160) مرة، أغلبها فشل في إصابة الهدف.

لكن مؤخرًا أحدها أصاب الهدف وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين. الهجوم وقع على الأراضي الأردنية وعلى مسافة: (20) كيلومتر من حدود هذا البلد مع “سورية”. وهو أول هجوم جوي مميت على القوات البرية الأميركية منذ بداية الحرب الكورية، الأمر الذي دفع “بايدن” إلى تغييّر سياساته في التعامل مع “إيران”.

“بايدن” يستعد للانتقام من “إيران”..

ومع تصاعد وتير التوترات في المنطقة علم الجميع، أن هذا الأمر كان سيحدث عاجلًا أم آجلًا. وعليه ازدادت ضغوط الرئيس الأميركي على التدابير الانتقامية.

وأعلن “ليندسي جراهام”؛ السيناتور الأميركي الراديكالي، أن كلمات “بايدن” لا تجد صدى بين الإيرانيين، وأن الحل الوحيد هو توجيه ضربات شديدة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

ووفق “جان رين”؛ الدبلوماسي البريطاني السابق في الشرق الأوسط، الرئيس الأميركي مضطر للقبول بهجمات فصائل المقاومة الإسلامية المدعومة من “الجمهورية الإيرانية”، ولذلك هو يُصارع أوضاعًا صعبة.

وبلغت شعبيته أدنى مستوياتها منذ بداية عمله كرئيس لـ”الولايات المتحدة”، ولو لم يضغط على “إيران” بالتوازي مع الانتخابات المقبلة، فسوف يُسّيء الجمهوريون وفي المقدمة؛ “دونالد ترامب”، استغلال هذه المسألة في إثبات فشل “بايدن” في حماية أرواح الجنود الأميركيين.

المواجهة المباشرة مستبعدة..

من ثم كان عليه التخلي عن سياسات الاسترضاء مع “إيران”، ولذلك أعلن في أحدث تصريحاته عن قراره بخصوص اتخاذ تدابير انتقامية. لكن من المسّتبعد جدًا أن تنُفذ “الولايات المتحدة” هجوم مباشر على “إيران”.

وكانت بعض وكالات الأنباء قد أعلنت أن الرئيس الأميركي قد أخطر “إيران”؛ عبر الطرق الدبلوماسية، عدم رغبته في توسيّع نطاق الصراع، لكنه مضطر إلى القيام بإجراءات انتقامية.

والخلاصة أن اليوم الموعود قد اقترب، وانتقال “إيران” و”أميركا” إلى حالة الاشتباك بعد سنوات من التهديد. وفي ظل هذه الأوضاع الحسّاسة، فإن “إيران” أمام أحد طريقين، الأول: الاستمرار في سياساتها العدائية تجاه “الولايات المتحدة” ودعم قواتها بالوكالة في المنطقة، واستهداف المواقع الأميركية في المنطقة ردًا على الإجراءات الانتقامية المرتقبة، وهذا المسّار سينتهي بالمواجهة الكاملة.

وهذا السيناريو يحظى بقبول “إسرائيل” والكثير من دول المنطقة التي تُرحب بإضعاف “إيران”. كذلك “روسيا” تريد هكذا وضع؛ والتضحية بأحد جنود الجبهة الجديدة في لعبة الشطرنج الدولي.

الطريق الثاني: منح الأولية للدبلوماسية على الميدان. وهذا الطريق يسّتند إلى مقولة؛ “ونستون تشرشل”، وفيه لا صداقة أو عداء دائم في عالم السياسة، وإنما يجب مراعاة المصالح الوطنية في كل القرارات.

كابوس “ترامب” القادم..

ختامًا يجب على جهاز الدبلوماسية الإيرانية فهم حقيقة أن أحدث استطلاعات الرأي أثبتت أن فرص “ترامب” للفوز في الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين ثان/نوفمبر المقبل؛ بلغت: (55%) مقارنة بنسّبة: (35%)؛ لصالح “بايدن”.

لكن صانع السياسات الخارجية الإيراني لا يستطيع تحويل الأوضاع الراهنة إلى فرصة والتقدم على مسّار المصالحة، فإن عليه تخيل كابوس رئاسة “ترامب” و”نتانياهو”، لأنه في حال تحولت إلى واقع فلن تكون هناك فرصة أخرى للتفاوض وسوف نفقد الفرصة الذهبية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب