أكاديمي إيراني يحاول استكشافه .. أميركا ومستقبل المواجهات مع إيران في الشرق الأوسط

أكاديمي إيراني يحاول استكشافه .. أميركا ومستقبل المواجهات مع إيران في الشرق الأوسط

كتب – محمد بناية :

تزايدت المؤشرات السلوكية والخطابية للحكومة الإميركية ضد إيران، منذ وصول “دونالد ترامب” إلى السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. هذا ما رصده “المركز الدولي لدراسات السلام” الإيراني في محاورته للدكتور “حامد آزاد”، مناقشاً الموقف الأميركي والاستفادة من قدرات الشركاء الإقليمين والمواجهات مع إيران.

تقليص نفوذ إيران هم دائم لأميركا والغرب..

رداً على تساؤل المركز الدولي حول “ما هو الموقف الأميركي المناهض لإيران في سوريا حالياً ؟”، رد “آزاد” قائلاً: “تسعى الولايات المتحدة عموماً إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وطرد إيران والفصائل المسلحة المحسوبة على إيران من الأراضي السورية. هذا ما قالوه بشكل صريح لإيران وحلفائها، وهم ينتهجون آليات مختلفة لهذا الغرض تحت مسميات مختلفة أحدها المنطقة الآمنة. مع هذا فقد أعلنوا مؤخراً التخلي عن فكرة المنطقة الآمنة. كذا يمكن ملاحظة تزايد وتيرة الصراع بعد الهجوم الكيميائي الأخير، وأخذت اللهجة تتغير منذ 5 نيسان/ابريل الماضي إلى أن هذه المنطقة سوف تكون منطلقاً لهجمات الجيش الحر ضد النظام السوري. في غضون ذلك عقد الجانب الأميركي بعد الهجوم على سوريا اجتماعاً مشتركاً مع الجانب الروسي، طُلب فيه إلى “لافروف” و”بوتين” الاتحاد مع الغرب والتخلي عن إيران وحزب الله والنظام السوري، لأن المستقبل ليس في الشراكة مع هذه الأطراف”.

ويتسائل المركز الإيراني: “مع الأخذ في الاعتبار لقضايا على شاكلة إقليم كردستان والإقليم السني وغيرها، ما هي المناهج والأدوات والأليات التي تستخدمها الولايات المتحدة ضد إيران في العراق ؟”، ليؤكد حامد آزاد على انه: “لم تدعم الولايات المتحدة مسبقاً فكرة إنشاء أقاليم في العراق. بمعنى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يضغطان باستمرار على وحدة الأراضي العراقية. وبالنسبة لإقليم كردستان فقد أعلنوا رسمياً ضرورة الحصول على موافقة الحكومة المركزية إذا كان الأكراد يريدون الوصول إلى شئ. والحقيقة ما من حافز يدفع أميركا لفصل السنة في العراق، لأنهم بالفعل منفصلون. والواقع أنه هناك رغبة لدى الأطراف الكردية والسنية للانفصال. فالأكراد يميلون إلى تقوية علاقاتهم مع أميركا. لأنهم بالحصول على الدعم الأميركي يحصلون أولاً على الأسلحة والمعدات بدعوى مكافحة داعش، وثانياً إضفاء الشرعية على أهدافهم الثانوية. بعابرة أخرى يمكنهم المضي قدماً في مسألة الاستقلال بتقوية العلاقات مع أميركا، والجماعات الكردية سواءً في سوريا أو في العراق (حزب العمال الكردستاني) تسعى إلى الاستقلال. في غضون ذلك لو كان من المقرر قيام الأميركيون بأي شئ يحد أو يقضي على النفوذ الإيراني، فهو تقوية الحكومة المركزية والتيارات التي تميل إلى الغرب، أو على الأقل إقرار توازن في العلاقات السياسية العراقية. بمعنى أن أميركا في سعيها للحد من النفوذ الإيراني ستعمل أساساً على تقوية الحكومة المركزية والجيش الرسمي للعراق”.

روسيا عنصر هام ومؤثر في ردع الإستراتيجية الأميركية..

يلفت المركز الدولي في حواره لضيفه إلى ان: “في كل أزمات الشرق الأوسط لاسيما اليمن.. ما هي الآليات التي ستعتمدها أميركا للحد من النفوذ الإيراني ؟”، ليجيب آزاد قائلاً: “الوضع لا يختلف بالنسبة لليمن. فالسياسة الأميركية في كل المنطقة تقوم على تقوية الشركاء، والأمر كذلك فيما يخص الحالة اليمنية. فاليمن لا يختلف كثيراً عن العراق إلا أن الوضع في اليمن فوضوي، والحكومة المركزية غير مستقرة. وربما تكون المنطقة الآمنة أكثر راحة لكنه لا يختلف عن المنطقة المركزية”.

ويتدخل المركز الدولي لدراسات السلام، مستفسراً عن: “ما هو الدور الروسي في مسألة المواجهات الأميركية – الإيرانية ؟”، موضحاً آزاد انه: “يمكن القول إن روسيا عنصر مهم ومؤثر على القرارت المستقبلية للولايات المتحدة. فلو اتخذت روسيا قراراً بعدم الاستسلام للاستراتيجيات الأميركية بشأن الحد من النفوذ الإيراني والمليشيات المسلحة في سوريا فسوف يتغير الوضع، لكن في حال أرادت روسيا استمرار الوضع الراهن فسوف تستمر الموازنات على النحو المشار إليه سابقاً. أي أن أميركا لا تستطيع تجنب الصراع مع روسيا في حالة التعارض. على سبيل المثال تم الإعلان عن منطقة في إدلب تشبه المنطقة الآمنة دون موافقة الجانب الروسي، أو إعلان إسرائيل عن إنشاء منطقة عازلة في المنطقة الجنوبية بعد إعلان “حركة النجباء” عن تشكيل فصيل الجولان، وهذا الموضوع يستلزم الموافقة الروسية.. في هذه المرحلة سيكون الروس عامل الردع الأميركي في سوريا”.  

سوريا ستكون مصدر مواجهة جادة بين أميركا وإيران..

يختتم المركز البحثي الإيراني حواره مع “حامد آزاد” بسؤاله: “ما هي المجالات التي ربما تأخذ فيها المواجهات مع إيران شكلاً اكثر جدية ؟”. ويرد آزاد قائلاً: “سوريا ستكون هي المنطقة الأكثر صلاحية لمثل هذه المواجهات، لأن دوافع الأطراف الداخلة في الصراع السوري لها مصالح وستكون حوافزها كبيرة لكبح إيران خاصة دول تركيا وإسرائيل. وبالتأكيد الوضع مختلف جداً بالنسبة لإسرائيل التي لا تدعم أي تدخل في سوريا وتتبنى استراتيجية من فقرتين: أولاً عدم تحول سوريا لقاعدة للهجوم على إسرائيل، وعدم تحويل أسلحة لحزب الله قد تغير شكل اللعبة. وهي لا توافق على إنشاء منطقة آمنة، لأنها تزيد من فرص التدخل. وإسرائيل تنأى بنفسها عن الدخول في مثل هذه الصراعات ما لم تتحول الحدود إلى مصدر تهديد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة