24 أبريل، 2024 5:25 ص
Search
Close this search box.

“أكاديمية بارينبويم – سعيد”.. تحاول النجاح فيما أخفقت فيه معاهدات السلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

“هل فريق أوركسترا قادر على جلب السلام للشرق الأوسط؟”.. سؤالاً إعتبره قائد الأوركسترا السيمفوني دانيل بارينبويم “خاطىء تماماً.. ولم يكن في نيتي على الإطلاق”، عندما قرر تأسيس أوركسترا تجمع بين مذاق الشرق والغرب لتعليم طلاب الشرق الأوسط.

أكاديمية بارينبويم – سعيد
أسس “دانيل بارينبويم” فرقته الموسقية، الأكثر إثارة للجدل، منذ 18 عاماً بالتعاون مع المفكر الفلسطيني الراحل “إدوارد سعيد”، بهدف جمع الشباب المهتم بالموسيقى من إسرائيل وفلسطين والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ورغم ما أثارته الفكرة من جدل وضجة، إلا أنها نالت الإعجاب في “برلين” وإلتزمت الحكومة الألمانية بتقدم 20 مليون يورو لصالح تأسيس “أكاديمية بارينبويم – سعيد” من أجل تعليم الموسيقى، والتي حصلت فيما بعد على دعم من المتبرعين وصل إلى 17 مليون يورو.

يقول بارينبويم، في تصريحاته عند إفتتاح الأكاديمية، خلال شهر كانون أول/ديسمبر الماضي: “لم أكن أستهدف تحقيق السلام من وراء تلك المبادرة.. الوضع في فلسطين أسوأ من ذي قبل.. وإذا كنت أقوم بمشروعي هذا من أجل التغيير، لكنت أحبطت تماماً لتردي الأوضاع”.

مبادرة خيانة.. في نظر الطرفين
جاءت ردود أفعال الجانب الفلسطيني حول مبادرة إنشاء “أكاديمية بارينبويم – سعيد” لتعليم الموسيقى غير مرحبة، حيث أنها إعتبرت فكرة بارينبويم، الذي ينحدر من أصول أرجنتينية – إسرائيلية، محاولة لإرساء تطبيع العلاقات، بينما يرى اخرين من المؤيدين للجانب الإسرائيلي أن المبادرة “خيانة لمبادئ إسرائيل”.

مسؤول العلوم الإنسانية ومحاضر الفلسفة بالأكاديمية الجديدة “روني مان”، صرحت لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، بأنها ترى المشروع “فرصة فريدة لجمع الطلاب من ثقافات مختلفة حول هدف تعلم ما هو أكثر من الموسيقى بشكل لن تستطيع المؤسسات التقليدية تنفيذه، وبفضل التمويل لن يكون الطلبة مضطرين لدفع مصروفات الأكاديمية، ولذلك لن يضطروا للعمل إلى جانب الدراسة ويعيش معظمهم في مساكن مشتركة، مما سيمكنهم من التعارف بشكل أفضل وهي في النهاية خبرة مكثفة لصالحهم”.

وتشرف “مان” على المناهج الدراسية التي تتضمن أسس فلسفية، وإلتقاءات الأدب من مختلف الثقافات وعلوم السياسة والتاريخ العالمي والأخلاق. وترى أن “المنهج الدراسي سيسمح للطلاب بخلق حوارات لا تنتهي بالنهايات المعروفة التي تعتمد على إنصاف الهوية”، وتعتقد أن وجودها بالأكاديمية سيكون إضافة لأنها تحمل أصول إسرائيلية.

تواصل “روني مان”، ضمن حديثها للصحيفة البريطانية، بأن من ضمن مهمتها إفهام القضايا الصعبة ومساعدة الطلاب على تكوين وجهات نظرهم الخاصة. مضيفة: “اعتقد انه من المهم حقاً أن نرى ما بين طرفي نقيض الأطياف، لما يسمى بالتطبيع أو المقاطعة، يوجد مكاناً يحتمل النقد الهادف والنقاش حول القضايا الأخلاقية العميقة”.

يتم اختيار الطلاب من خلال تجارب الآداء والمقابلات، وأي شخص يمكن أن تنطبق عليه شروط القبول، ولكن تعطى الأولوية للموسيقيين الشباب الموهوبين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتقدم الأكاديمية الدروس في اللغة الإنجليزية وتمنح برنامجاً خاص للاجئين السوريين، يقدم دروس موسيقى ولغة إضافية.

يقول عازف الكلارينيت من أصل سوري “كنان عزمي”، والذي سيشارك في الحفلات الإفتتاحية للأكاديمية، التي من المنتظر عقدها خلال الايام القادمة، أن “الأكاديمية ستفتح الباب أمام أعمال موسيقية لم تكن ممثلة بشكل جيد منذ زمن طويل.. الفكرة ستغير مفهوم العالم حول الموسيقى وستمنح الموسيقيين العرب الفرصة لتقديم الموسيقى المعاصرة، إلا أن المسألة برمتها تعتبر نقطة في حلقة نقاط يجب وصلها. كي تكون فكرة الأكاديمية معدية لتصبح الأمر السائد وليس الإستثناء”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب