كتب محمد عبد الله : لم يخسر قياديو حزب الدعوة لقلة منتخبيهم بل إن قرار هزيمتهم متخذ مسبقا، لكي يحتل مكانهم مؤيدون جدد سيسعون بكل ما اوتوا من قوة لتقديم الولاء و الطاعة لمن عمل على تصعيدهم او التوصية بإضافة الأصوات إليهم في خارج بغداد، وليمارسوا سياسة الدفاع المستميت نفسها التي مارسها أؤلئك الذين خسروا للدفاع عمن ساهم بتصعيدهم لكرسي النيابة .
كلنا يعلم بان الذين خسروا لم يصعدوا بأصواتهم، بل أعطاهم أحدهم أصواته الكثيرة، وكان لزاما عليهم الدفاع عنه بشكل مستميت وهو ما حدث فعلا وبمرور الزمن شعر الذي عمل على منحهم أصواته الزائدة بأن هؤلاء يقولون في مجالسهم الخاصة بأن صاحبهم بحاجة اليهم؛ سواء في الحزب أو البرلمان أو الصحافة، وبالتالي فالمصالح مشتركة فقرر نوري المالكي أن يحيط نفسه بمجموعة لا يمكن أن تتململ يوماً أو تشعر بأنها بموازاته؛ فقرر الايعاز لأصهاره وأبناء إخوانه وأخواته بالترشيح لعضوية البرلمان؛ ليكونوا كتلة مساندة له في القائمة والبرلمان، وهو ما تم فعلا من أجل تاديب تلك المجموعة، وهو ما تم فعلا حيث خسر السابقون وفاز اللاحقون .
بنظرة سريعة ومتأنية، ولكن بحذاقة، يجد المرؤ بأن التاريخ يعيد نفسه ثانية رغم عدم انقضاء مدة طويلة عليه؛ فحزب البعث عندما استلم السلطة كانت رجالاته هي المتصدرة للمشهد السياسي؛ وبمرور الزمن شعر صدام حسين بأن عائلته وأقاربه هم من يجب أن يحيطوا به، ويكونوا من حوله ويتسلموا مناصب ولامكان لأعضاء الحزب، بل لامكان للحزب، لأن الحاجة قد انتفت إلى وجوده، كون الهدف قد تحقق باستلام السلطة، وهو ما حدث فعلا، وكلنا يتذكر حسين كامل وصدام كامل وغيرهم، اليوم لم يعد لحزب الدعوة حضور ولم يعد لرجالاته حضور رسمي وحكومي فأفراد عائلة المالكي هي المحيطة به، ويعتمد عليها على الرغم من أنهم ليسوا معروفين على المستوى الشعبي و الرسمي .
كانت خسارة بعض قادة الدعوة في الانتخابات وانتخاب وفوز ستة أو سبعة من أقارب المالكي محددة ومدروسة بعناية تامة؛ لتكون جرة إذن للقادة وتحذير للجدد من أن لا مكان إلا للموالي بالروح و الدم .
من المحزن أن ينتهي الحزب العريق بهذا الشكل ويتلاشى وأتمنى أن لا تكون نهاية المشهد كسابقتها .
وبمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم أقول هل يتذكر الدعاة مقولة السيد محمد باقر الصدر بأنه هل فكرنا لو عرضت علينا دنيا هارون الرشيد فهل سنسجن الإمام الكاظم أم لا؟!