أفلام العام الفارسي الجديد .. تعكس احتضار مجتمع الدولة الإيرانية الإسلامية !

أفلام العام الفارسي الجديد .. تعكس احتضار مجتمع الدولة الإيرانية الإسلامية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أجرى “مركز الدراسات الإستراتيجية برئاسة الجمهورية” الإيراني؛ دراسة على عدد 22 فيلم سينمائي شارك في مسابقات “مهرجان فيلم فجر” بدورته السادسة والثلاثين، وخلص الخبراء، بعد فحص المحتوى وأجواء التصوير، إلى نتيجة مفادها أن الأفلام خلال هذه الدورة هي من نوع “سينما المجتمع المأزوم”.

وأشتمل العرض العام للدراسة على مفاهيم: “المجتمع” و”الأسرة” و”النساء” و”التكنولوجيا” و”المستقبل/الأمل/الرؤيا” و”صراع الأجيال” و”القانون” و”التقدم” و”الأخلاق/الدين/الأمن والحرية” وغيرها.

سينما المجتمع المأزوم..

ينم أول تصور في الدارسة عن أن الأفلام المجتمعية الإيرانية الحالية تقدم مجتمعاً لا يملك أي مؤشر على “الفخر بالماضي”، وأنه دخل، “حالياً”، في حالة ركود ناهيك أن إنعدام “المستقبل الواضح”.

وإستناداً إلى الدراسة؛ فإن صورة المجتمع الإيراني في أفلام “مهرجان فجر”، خلال العام 1396هـ. ش، تعكس إستحالة حل أزمة المجتمع والأسرة بالشكل الذي يعيد إصطفاف أعضاء الأسرة والمجتمع إلى جوار بعضهم البعض.

وينقل الموقع الإيراني المعارض (إيران واير)؛ عن “مركز الدراسات الإستراتيجية”، إقراره بأن؛ تعطي هذه الأفلام إنطباعاً سيئاً عن الأسرة وتقدمها في شكل “ناقص” و”بصدد الإضمحلال” و”غير طبيعية”.

كذلك قدمت معظم الأفلام؛ النساء والبنات، في قالب الشخصيات “العدوانية والعصبية”. كذلك تصور تلك الأفلام الفتيات، في إطار المجتمع الذكوري، كضحية الغرور والتعصب والفشل وتعويض فشل الرجال.

كما تؤكد نتائج الدراسة أنه قلما تجد إنسان “راضي” و”سعيداً”، وأن عموم الشخصيات في الأفلام، التي دخلت المنافسات، “عاجزة عن فهم الوضع القائم” و”عاجزة عن إيجاد حلول معقولة” و”عاجزة عن إقامة إرتباط صحيح مع النفس والمجتمع”.

غلبة روح اليأس والإفتقار إلى الحلول..

في المقابل كان الإتجاه السائد في الأفلام؛ لا سيما المتعلقة “بالحرب العراقية – الإيرانية”، هو الاستفادة من التكنولوجيا، والأفلام عموماً تعكس زيادة سيطرة “الأداة” على السينما الإيرانية.

كذا إفتقرت الأفلام في الغالب إلى “الرؤية والفانتازيا”، حيث ضخمت من مشاكل وقضايا المجتمع وقدمتها بأسلوب عاري وفي قالب “الواقعية المؤلمة”. كما إفتقرت الأفلام إلى “الأفق” وغلب عليها “اليأس” و”إنعدام المستقبل”، في حين أشتملت، (بخلاف المعتاد)، على تمثيل ضئيل للمناسك والرموز الدينية.

وفشلت هذه الأفلام في إبراز الفرق بين “التفكك الجيلي” و”الاختلاف الجيلي”. ومن عيوب أفلام، العام 1396هـ. ش، تهميش دور القانون، إذ لم يسهم القانون في “حل مشاكل” الشخصيات. كما خلت الأفلام “بشكل أساس من السؤال عن التنمية والتقدم”.

والمجتمع في هذه الأفلام “خامل” و”بلا تقدم” و”يعدم النماذج العقلانية الضرورية في الحصول على مستقبل مشرق”. أضف إلى ذلك أن مفهوم “الحرية” إقتصر في هذه الأفلام على “الحريات الاجتماعية”؛ ولم يعالج أي منها موضوع “الحرية السياسية”. ولم تقدم هذه الأفلام للمتلقي أصلاً الموقف الذي من خلاله قد يتضح مفهوم الحرية.

وبشكل عام خلت هذه الأفلام من النموذج الذي يصمد في مواجهة المشكلات. ووصف تقرير “مركز الدراسات الإستراتيجية” سينما العام 1396هـ. ش؛ بـ”أفلام المجتمع المأزوم”.

وأخيراً يصارع المجتمع الإيراني، بحسب (إيران واير)، الكثير من المشكلات الفردية والجمعية، ويمكن تقييم الكثير من هذه الظواهر كنتيجة تغيير جلد المجتمع الإيراني في العبور من المجتمع التقليدي إلى آخر حديث. واليأس والإحباط والخمول والكثير من الأوضاع السلبية للإيرانيين؛ هي نتاج أداء 40 عاماً للجمهورية الإسلامية في إيران. ويعتقد الكثير من الخبراء أن الوضع الراهن بالمجتمع الإيراني ليس منفصلاً عن أداء وسياسات الحاكم المذهبي، وقد عُرضت نتائجه فقط في بعض الأفلام التي شاركت في مسابقات “مهرجان فجر” للعام 1396هـ. ش.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة