26 ديسمبر، 2024 4:04 ص

أفعال “نتانياهو” القديمة تضعه في مأزق مع واشنطن .. لماذا تجاهل “بايدن” إسرائيل في خطاب سياسته الخارجية ؟

أفعال “نتانياهو” القديمة تضعه في مأزق مع واشنطن .. لماذا تجاهل “بايدن” إسرائيل في خطاب سياسته الخارجية ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

لم تظهر حتى الآن ملامح السياسة الأميركية الجديدة تجاه “إسرائيل”، حيث أصبح التجاهل سيد الموقف من الرئيس الأميركي الجديد، “جوزيف بايدن”، تجاه “نتانياهو”، فلا اتصال تم بينهم ولا ذكره خلال خطابه، الذي ألقاه منذ يومين، ورسم فيه ملامح السياسة الخارجية لـ”واشنطن”.

وتسبب هذا الأمر في ذعر، “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء الحالي، الذي يسير نحو إجراء انتخابات رابعة وسط مخاوف من محاكمته بتهم الفساد، والذي كان يسانده الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، حليفه الموثوق به، وما أن سقط “ترامب”؛ إلا وبات “نتانياهو” عاريًا لا يعرف ماذا يفعل في مرحلته المقبلة ؟.

لم ينسوا خطاب “نتانياهو”..

وسائل الإعلام العبرية اهتمت بالتجاهل الأميركي، لـ”نتانياهو”، فقالت (القناة 13) الإسرائيلية؛ إن: “عدم إتصال الرئيس الأميركي، جو بايدن، برئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ليس صدفة وغير مفاجيء، والأشخاص في محيط، بايدن، لم ينسوا أبدًا خطاب، نتانياهو، في الكونغرس ضد الرئيس، أوباما، وضد الاتفاق النووي، وحينها كان بايدن نائبًا للرئيس”.

وأوضح مراسل “واشنطن”، في (القناة 13)، أن: “الأشخاص في محيط، بايدن، لم ينسوا كذلك ما جرى معه حين زار إسرائيل كنائب للرئيس، وأحرج عبر إعلان بناء في المستوطنات، وهناك أيضًا الغضب على، نتانياهو، والحلف مع، ترامب، وما فسر على أنه تدخل لنتانياهو في السياسة الأميركية”.

مشيرًا المراسل؛ إلى أنه: “ليس هناك مسارعة للحديث مع، نتانياهو، حتى أن المتحدثة باسم البيت الأبيض وضعته في خانة الزعماء الأجانب الذين لم يتحدث معهم بايدن بعد، وليس على أنه من الزعماء المقربين”.

غياب إسرائيل عن خطابه..

هذا؛ وعلّق موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلي؛ على خطاب “بايدن”، وقال إنه فصّل لأول مرة سياسته الخارجية، وأوضح أن طريقة التعامل مع “روسيا والسعودية” ستتغير، لكن ما غاب عن خطابه هما: “إسرائيل” و”البرنامج النووي الإيراني”.

وأضاف الموقع الإسرائيلي؛ أن “بايدن” لم يذكر ولو لمرة واحدة، “إسرائيل”، أو “البرنامج النووي الإيراني” أو “حزب الله”، مشيرًا إلى أنه تحدث في الأسابيع الأخيرة مع: “قادة كُثر من أقرب أصدقائنا”، وأنه ذكر “كندا والمكسيك وألمانيا وفرنسا و(الناتو) واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا”.

وأشار الموقع أيضًا إلى غياب رئيس حكومة “إسرائيل”، عن “بايدن”، الذي لم يتحدث معه أبدًا منذ تولّيه منصبه، في 20 كانون ثان/يناير الماضي.

مخاوف من تأثير مسؤولين سابقين..

إلى هذا، كشف موقع (والاه) الإسرائيلي؛ عن مخاوف لدى عددٍ من كبار مستشاري “نتانياهو”؛ بشأن تأثير مسؤولين سابقين في إدارة “أوباما”، وتحديدًا وزير الخارجية الأميركي السابق، “جون كيري”، ومستشارة الأمن القومي السابقة، “سوزان رايس”، على سياسة الرئيس الأميركي الجديد بشأن “إيران”.

مجافاة بشكل غير مألوف..

ورأى الدكتور “روعى كيبريك”، مدير قسم الأبحاث في المعهد “الإسرائيلى للسياسة الخارجية والإقليمية”، في مقال له بموقع (زْمان) العبرى، أن الرئيس “بايدن” يجافي “نتانياهو” بشكل غير مألوف، وأن العلاقة بين “بايدن” و”نتانياهو” ينتابها بعض الفتور بسبب أخطاء ارتبكها الأخير بحق “الحزب الديمقراطي”، منذ ولاية “باراك أوباما”، وحتى فترة الأربع سنوات التي تولى فيه “ترامب” رئاسة “أميركا”.

وأشار الكاتب الإسرائيلي؛ إلى أن الرؤساء الأميركيين السابقين، من “جورج بوش” الأب حتى “دونالد ترامب”، أجروا اتصالات مع رؤساء حكومات إسرائيليين خلال فترة تتراوح بين يومين إلى ستة أيام بعد تنصيبهم.

ولفت “كيبريك”؛ إلى أن: “أهمية هذه المحادثات بمجرد إجرائها. تعتبر تلميحًا ورسالة حول العلاقات المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، والمواضيع المركزية التي ستتعامل معها الإدارة. ولذلك، فإن تجفيف نتانياهو، حتى لو تم الاتصال الهاتفي في نهاية الأمر، علينا أن نفهمه كتلميح هام إلى أن بايدن لا يرى بنتانياهو أنه حليف هام على الأقل”.

إذا استمر في استفزازته سيدفع الثمن..

وأرجع “كيبريك” تعامل “بايدن” مع “نتانياهو”؛ إلى أن الأخير راهن على الجمهوريين و”ترامب” بشكل غير مسبوق من جانب رئيس حكومة إسرائيلي، كما أن “نتانياهو” تدخل في السياسة الأميركية الداخلية بشكل غير مسبوق. مردفًا: “لقد راهن، وحظى بأربع سنوات من التنسيق المطلق مع إدارة ترامب، لكن هذا الرهان أضر بأحد أكبر كنوز دولة إسرائيل، وهو دعم الحزبين الأميركيين لإسرائيل”.

مضيفًا أنه: “بسبب نتانياهو، وبدلاً من تنافس الحزبين على من يحب إسرائيل أكثر، تحولت إسرائيل إلى داعمة للحزب الجمهوري. واستمر نتانياهو في الرهان على الجمهوريين حتى اللحظة الأخيرة، وحتى عندما أتضح أننا أمام إدارة ديمقراطية. وقد تأخر نتانياهو، بشكل غير مألوف، بالاتصال مع بايدن وتهنئته بفوزه في الانتخابات”.

وأشار “كيبريك” إلى أن: “بايدن وإدارته ملتزمون تجاه إسرائيل. فوزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان الجديدان هاتف نظيريهما الإسرائيليين. وكذلك فعل مستشار بايدن للأمن القومي. لكن إذا استمر نتانياهو في استفزاز بايدن لاعتبارات سياسية شخصية، فمن الجائز ألا يدفع نتانياهو فقط الثمن، وإنما دولة إسرائيل كلها”.

المناورة بذكاء للحفاظ على طبيعة العلاقة..

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، “رون أدلست”، في مقال له بصحيفة (معاريف)، أن يعيش “نتانياهو” و”إسرائيل” حياة صعبة مع، “بايدن” والديمقراطيين، مشيرًا أنه سيُطلب من “نتانياهو” أن يكون لديه القدرة على المناورة بذكاء من أجل الحفاظ على علاقات طبيعية مع “الولايات المتحدة”، دون التضحية بمصالح “إسرائيل”.

وقال “أدلست”، أن “نتانياهو” ارتكب العديد من المضايقات بحق “الحزب الديمقراطي” في عهد الرئيس الأسبق، “باراك أوباما”، ونائبه حينها، “جو بايدن”، مشيرًا إلى أنه في زيارة “بايدن” الأخيرة لـ”إسرائيل” كنائب لـ”أوباما”، تمت الموافقة على بناء استيطاني ضخم في “الضفة الغربية” على عكس التفاهمات مع “أوباما”.

وأضاف “أدلست”: “وعلى عكس كل رئيس وزراء إسرائيلي سابق، قام نتانياهو بمقاطعة، بايدن، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أثناء الانتخابات التمهيدية الأميركية. حيث كان كل رئيس وزراء إسرائيلي يلتقي بالمرشحين، ونتانياهو، “نسيه”، أي أنه تجاهل ذلك حتى لا يغضب ترامب”.

وأوضح أن “نتانياهو”، “مرعوب”، وفي حالة ذعر من طريقة تعامل “بايدن” معه، خاصة وأن الانتخابات الإسرائيلية قريبة و”نتانياهو” يحتاج اتصال “بايدن” بأي شكل من الأشكال، لذلك بدأ مكتبه في نشر مجموعة كاملة من التقارير حول صداقته الرائعة مع “بايدن”، وموقفه من “إسرائيل”.

ليست على رأس جدول أعماله !

فيما انتقد المحلل في صحيفة (غروزاليم بوست)، “هيرب كينون”، حالة القلق في الشارع الإسرائيلي، وقال إن: “عدم اتصال، بايدن، لا يعني أنه لا يحبنا، أو أنه غاضب من نتانياهو، أو أنه سيعود غدًا إلى الاتفاق النووي الإيراني أو سيجبر إسرائيل على العودة إلى خطوط 1967، هذا يعني أن إسرائيل، والشرق الأوسط، ببساطة ليسا على رأس جدول أعماله”.

مضيفًا الكاتب الإسرائيلي؛ أن: “بايدن سوف يجري الاتصال عاجلاً أم آجلًا في غضون ذلك، يجب على الشعب اليهودي أن يتوقف عن الهوس بمكانة إسرائيل على قائمة الاتصال الخاصة به أو إلى أي مدي يحبنا أو لا يحبنا، أو نتانياهو”.

وتابع “كينون”: “يعتمد مصير إسرائيل على القرارات التي تتخذها، وكيف تتصرف، وليس، بعد الآن، على أهواء زعيم عالمي أو آخر، كأمة من الأفضل أن نستوعب هذا التغيير”.

يحصد ثمار خلافاته مع الديمقراطيين..

وقال رئيس حزب “ميرتس” الإسرائيلي اليساري المعارض، “نيتسان هوروفيتس”، في مدونة على حسابه في موقع (فيس بوك): “بايدن يرفض مكالمات نتانياهو، الآن نتانياهو يحصد الثمار المتعفنة للشقاق الذي خلقه مع الديمقراطيين”.

أما “عاموس يادلين”، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، (أمان)، قال في تصريحات صحافية؛ أن “الحزب الديمقراطي” غاضبًا للغاية من رئيس الوزراء، منذ خطاب “الكونغرس” ضد “الاتفاق النووي” مع “إيران”.

وأضاف “يادلين”؛ أن: “خطاب نتانياهو، كان غير عادي، حيث يأتي رئيس دولة أجنبية ويتحدث ضد رئيس الولايات المتحدة في الكونغرس”.

لعدم منحه ميزة انتخابية..

وقال دبلوماسي إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه في حديث لموقع (المونيتور)، إنّ عدم اتصال “بايدن”، بـ”نتانياهو”: “قد لا يكون متعمّدًا. الأميركيّون لا يركّزون حقًّا حاليًا على نتانياهو وعمله؛ لديهم أمور أخرى للتعامل معها. ربّما لا يرغب بايدن في منح نتانياهو ميزة انتخابيّة عشية الانتخابات الإسرائيليّة. بعد كلّ شيء، بايدن مدرك تمامًا مع من يتعامل وهو يعرف كيف سيروّج مكتب نتانياهو لأوّل اتصال هاتفي بينهما”.

نتانياهو” يستعد لأسوأ الاحتمالات !

ولم يستبعد أحد مساعدي “نتانياهو”؛ تخليّه عن “صبره” في التعامل مع إدارة “بايدن”، إذا ما “حوصر سياسيًا”، خلال الحملة الانتخابيّة، قائلاً: “سيفعل نتانياهو كل ما يعتقد أنه سيساعده”، على الفوز، وهاجم الإدارة الأميركيّة، قائلاً إنها: “قلقلة بشكل متزايد الآن من التهديد الصهيوني، وليس من التهديد الإيراني”.

وذكر محلل الشؤون الإسرائيليّة في الموقع، “بن كسبيت”، أن: “الثقة، أو بالأحرى عدم وجودها، هي العقبة الأساس أمام إنشاء قناة اتصال موثوقة، بين مكتب نتانياهو والبيت الأبيض… لا يصدق نتانياهو كلمة واحدة يقولها الأميركيون الآن، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالديمقراطيين”.

كما يعتقد “نتانياهو”، وفق “بن كسبيت”، أنّ: “معظم التعيينات الرئيسيّة في السياسة الخارجية، لبايدن، لا تبشّر بالخير لإسرائيل. خدم العديد منهم في إدارة، أوباما، وشارك في ما يعتبرها، نتانياهو، اتفاقيّة كارثيّة مع إيران. يستعدّ نتانياهو لأسوأ الاحتمالات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة