أعرفها جيداً .. نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بـ”التوحد”

أعرفها جيداً .. نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بـ”التوحد”

كتبت – آية حسين علي :

من بين الاضطرابات التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين الاطفال، “طيف التوحد”، وهو عبارة عن اضطراب النمو العصبي وضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي.

ويتطلب التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد وعياً بطبيعة الشخصية وإداراكاً لما تعانيه، إذ أنهم يعانون من مشكلات اجتماعية، وغالباً ما ينقصهم الحدس الذي يعتبره كثيرون أمراً مفروغاً منه.

لكن حتى الآن لا توجد أي دراسة موثّقة لنسبة المصابين باضطراب “التوحد” في الدول العربية ويقتصر الأمر على تقديرات جزئية.

وروت الصحافية الإسبانية “ميليسا تويا”، في مقال لها، تجربتها مع المرض، إذ أنه تم تشخيص ابنها بالتوحد، عندما كان يبلغ من العمر عامين ونصف العام.

وقالت “تويا” إنها بكت كثيراً عند معرفتها بالأمر لكنها وجدت نقطة ضوء في الطريق المظلم، وتعلمت من التجربة أن الزمن لا ينتظر أحداً ولا يتراجع إلى الخلف بسبب شخص، وأن التعلم عبارة عن عملية معقدة يمكننا استيعابها فقط إذا مررنا بالتجربة.

وأشارت إلى أنه كان من الصعب عليها “استيعاب ما يعانيه ابنها وقتها”.

وأعطت الصحافية الإسبانية عدة توصيات لكل أم أب لديهم أبناء يعانون من التوحد، كان من أهمها..

لا تضيع الوقت..

إذا لاحظت أن ابنك يفقد مهارات، بعد اكتسابها، أو أن مستوى تطوره بطيئ أو لغته تتدهور أو أن علاقاته بمن في سنه ضعيفة أو غير موجودة أو أنه غريب عمن حوله، عليك اللجوء إلى متخصص جيد ولا تتأخر.

مهمة صعبة..

بعد المرور بالفحوصات اللازمة ستتأكد من إصابة ابنك بـ”التوحد”، لكن هذا لا يعني أن صحته ليست جيدة، وعندها عليك البحث عن متخصص جيد يساعدك، لكن اعلم أن هذه المهمة لن تكون سهلة.

لن يكون سهلاً العثور على مدرسة تقبله..

العثور على مدرسة مهيئة لاستقبال الأطفال الذين يعانون من “التوحد” خيار سهل في المدينة الفاضلة فقط.. لكن مراكز التعليم الخاص المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة من الممكن أن تعتبر بداية التدخل العلاجي، لأن بها متخصصين للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد.

لا تكتفي بالتشخيص..

يعتبر تشخيص المرض آداة لبدء التعامل معه واستخدام الطرق التي يمكن أن تساعد طفلك، لكن عليك أن تسلك طريق العلاج، لأن بعض الأطفال يتم تشخيص إصابتهم بالتوحد ذي الآداء الوظيفي العالي لكن مع الوقت قد تصبح حالاتهم أكثر سوءاً، إذا لم يخضعوا للعلاج.

بينما هناك آخرون رُسُم لهم مستقبل مظلم، لكن مع العلاج قد يتغير التشخيص من “التوحد” إلى “تأخر في النمو اللغوي”.

استفت قلبك..

سيكون عليك اتخاذ الكثير من القرارات المهمة التي تخالف ما يقوله حس الأمومة، اتركي نفسك واستفتي قلبك، لا أحد يعرف ابنك مثلكِ.

واعلمي أنه مهماً للغاية تحكيم العقل عند الاختيار، لكن أيضاً يجب استشارة العاطفة.

لا تبحث عن معجزات..

أحياناً يحدث خطأ في تشخيص ابنك بالتوحد، وفي أحيان أخرى يكون تطور الطفل مدهشاً، لكن لا تصدق من يعدك بأن يشفي ابنك نهائياً، لأن “التوحد” ليس مرضاً.

حافظ على قوتك..

سيكون عليك عبور طريق طويل وشاق، لذا حاول الحفاظ على قوتك وتماسكك وحافظ على ابنك، واعلم أن من حظك السعيد أن يكون معك، بجانبك، يبذل جهداً مثلك أو أكثر منك من أجل الوصول إلى نفس الهدف.

لا تعتمد على الاحتمالات..

لا تضع نفسك أسيراً لكلمات مثل “ربما” و”يا ليت” و”ماذا لو”.. لأنها تساوي الدخول في حارة مؤصدة، في وقت أنت في حاجة إلى البحث عن مخرج يصل بك إلى بر الأمان.

لا تجعل الخوف يسيطر عليك..

تعلم تجاهل النظرات لابنك باعتباره إنساناً غريباً، حاول فعل ذلك.. كثير من العائلات اللاتي لديها طفل يعاني من “التوحد” تلجأ إلى حبسه داخل المنزل ولا تحاول علاجه، لكن عليك تذكر أن الوقت لا ينتظر أحداً ولا يعود إلى الوراء.

ثق في ابنك..

افعل كل ما يمكنك فعله كي يصل ابنك إلى أفضل مستوى ممكن.. وعليك معرفة أن كل طفل متوحد يمكنه التطور بدرجة مختلفة، ولا يمكنك اختيار النتيجة.

السعادة لا تزال أمراً ممكناً..

السعادة لا تعني حالة دائمة من البهجة.. وإنما هي لحظات صغيرة نعتز بها وتتحول إلى محرك للحياة، لكن إذا لم نستطع التوقف لتأمل هذه اللحظات لن نشعر بقيمتها، إذ أن وجود طفل متوحد في المنزل لا يمنع السعادة من الدخول.

عليك التحلي بالصبر..

عليك محاولة مواجهة صعاب الحياة بطريقة إيجابية.. في البداية سيكون صعباً العثور على أصدقاء أو أقارب لا يسألونك على وضع ابنك أو تطوره.

وإذا كنت تعلم أن هذه الأسئلة لا تحمل وراءها نوايا سيئة تعلم تجاوزها.

لا تكره التوحد..

شعورك بالكره تجاه متلازمة التوحد لأنه يجعل من ابنك شخص غير قادر على الاعتماد على نفسه أمراً معقولاً، لكن عليك الحذر من أن كره التوحد يجب ألا يعني كرهك لابنك.

احذر..

“التوحد” لا يعني أن ليس لابنك شخصيته المستقلة أو لديه أشياء يحبها وأخرى يكرهها.

جميعنا مختلفون..

كل منا حالة منفردة عن غيرها.. ولا يوجد أثنان متساويان، وهي أعجوبة ستظل مصدراً للدهشة، كذلك ابنك شخص مختلف مثلنا جميعاً.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة