أعتقال مدير شرطة راوة ومقتل 48 شخصا

أعتقال مدير شرطة راوة ومقتل 48 شخصا

اعتقلت قوة من قيادة عمليات الجزيرة والبادية مساء اليوم ، مدير شرطة قضاء راوة غربي الانبار . وقال مصدر امني لمراسل الوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / :” ان قوة من عمليات الجزيرة اقتحمت مبنى مديرية شرطة راوة واعتقلت مدير الشرطة العقيد اسعد الراوي “. واضاف :” ان القوة لم توضح سبب الاعتقال واكتفت بالقول ان العملية تمت بامر من قائد عمليات الجزيرة الفريق الركن حسن البيضاني “.

وكان مقر مديرية الشرطة والمجلس المحلي لقضاء راوة تعرضا لهجومين انتحاريين بحزامين ناسفين صباح الاحد الماضي ، اديا الى مقتل واصابة 22 من الشرطة والمدنيين ، من بينهم خمسة مسؤولين محليين. وقد اغلقت مداخل المدينة وفرض فيها حظر على سير المركبات استمر حتى صباح اليوم .
وعلى الصعيد الامني نفسه فقد شن مسلحون وانتحاريون يومي الثلاثاء والاربعاء سلسلة هجمات استهدفت خصوصا نقاط تفتيش للشرطة في محافظتي الانبار ونينوى في العراق، قتل فيها 48 شخصا واصيب العشرات بجروح.
في هذا الوقت، راى رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته الاسبوعية انه “اصبح واضحا للعراقيين وللعالم الذي يراقب مشهد تحركات الارهاب في المنطقة بان العراق يتعرض الى حرب ابادة تستهدف جميع مكوناته”.
واضاف ان تنظيم القاعدة عاد لممارسة دوره “في هدم بيوت المواطنين وقتلهم وتفجير دوائر الدولة”، معلنا عن “جبهة داخلية بدأت تتشكل في العراق من مختلف المكونات والشرائح، الاجهزة الامنية والعشائر وابناء العراق”.
وياتي ذلك في وقت يشهد العراق تصاعدا في اعمال العنف اليومية منذ نيسان/ابريل الماضي.
ومنذ بداية تشرين الاول/اكتوبر الحالي، قتل في العراق اكثر من 540 شخصا في اعمال العنف المتفرقة، واكثر من 5250 منذ بداية العام 2013، بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية.
وفي تفاصيل الهجمات الاخيرة، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس ان اربعة اشخاص قتلوا اليوم واصيب 11 اخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي في ناحية المدائن (25 كلم جنوب بغداد).
وفي هجوم اخر، قال مصدر في وزارة الداخلية ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 11 بجروح في انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي في منطقة الغزالية في غرب بغداد.
كما قتل عنصران من قوات الصحوة بعد اختطافهما من منزلهما من قبل مجهولين فجر اليوم في قضاء الحويجة غربي كركوك (240 كلم شمال بغداد).
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل ستة اشخاص في هجمات مسلحة، بينهم ثلاثة من الشرطة، وفقا لمصادر امنية وطبية، علما ان خمسة اشخاص قتلوا في هجمات في الموصل ايضا امس الثلاثاء.
وقد شهدت محافظة الانبار مساء امس موجة هجمات استهدف نقاط تفتيش للشرطة، قتل فيها 25 شرطيا واصيب ثلاثة مدنيين بجروح.
ووقعت الهجمات في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ومنطقة الرطبة (370 كلم غرب بغداد) القريبة من الحدود العراقية السورية.
وقال النقيب في الشرطة عمر الكبيسي ان “انتحاريا يقود صهريجا مفخخا استهدف نقطة تفتيش للشرطة الاتحادية على الطريق الرئيسي في الانبار قرب الرطبة، ثم هاجم انتحاري يقود سيارة مفخخة نقطة تفتيش ثانية”.
وتابع ان “مسلحين هاجموا في الوقت ذاته وباسلحة ثقيلة مركز الشرطة في الرطبة، بينما فجر انتحاري يقود صهريجا نفسه فوق جسر قريب من المنطقة في وقت كانت تمر فوقه ثلاث سيارات مدنية”.
وذكر النقيب ان هذه الهجمات التي وقعت بين الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي (19,00 تغ) ومنتصف الليل، قتلت 21 شخصا هم 18 شرطيا وثلاثة مدنيين واصابت 25 شرطيا بجروح.
واكد قائمقام الرطبة عقب نافع لفرانس برس هذه الهجمات، فيما اكد طبيب في مستشفى الرطبة حصيلة الضحايا.
في موازاة ذلك، هاجم مسلحون نقطة تفتيش للشرطة عند احد مداخل الرمادي فقتلوا ثلاثة من الشرطة واصابوا شرطيا واحدا بجروح، فيما هاجم مسلحون اخرون في وقت متزامن نقطة تفتيش اخرى قتل عندها اربعة من الشرطة.
ووقع هذان الهجومان عند نحو الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي (20,00 تغ)، بحسب ما افاد النقيب في الشرطة عامر محسن.
وانتشرت على مواقع جهادية بعد ساعات قليلة من هذه الهجمات المنسقة صور تظهر احد ابرز قادة تنظيم القاعدة في العراق، شاكر مهيب الفهداوي، وخلفه مواقع امنية محترقة، وصورا اخرى تظهره امام عشرات المقاتلين الذين ارتدوا ملابس تشبه تلك الخاصة بعناصر حركة طالبان الافغانية.
وترافقت الصور مع تعلقيات تفيد بان الفهداوي هو الذي قاد العملية التي حملت اسم “غزوة ثار الصحابة”.
وقد برز اسم الفهداوي مؤخرا في وسائل الاعلام العراقية بعد القائه قصيدة تشيد بتنظيم القاعدة وسط اعتصام مناهض للحكومة في الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، وقد رصدت الحكومة انذاك مبلغ خمسين الف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله.
والفهداوي من مواليد 1986 وكانت القوات الاميركية اعتقلته عام 2006 واودعته معتقل بوكا في البصرة الذي يعتبره مسؤولون عراقيون المكان الاكثر افرازا للمتشددين دينيا، وفقا لمصادر امنية.
ونقل في العام 2009 الى سجن تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، لكنه تمكن من الفرار بمساعدة عناصر من القاعدة العام الماضي ليتولى بعدها ادارة عمليات ضد قوات الامن كان ابرزها خطف وقتل 16 جنديا غرب الرمادي.
وخلال الايام الماضية شهدت محافظة الانبار التي تسكنها غالبية سنية وكانت تعتبر قبل سنوات معقلا رئيسيا لتنظيم القاعدة، سلسلة هجمات انتحارية ومسلحة استهدفت مباني حكومية وامنية.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة