19 أبريل، 2024 6:59 م
Search
Close this search box.

أعتراف “ترامب” بوضع يده على النفط السوري .. يكشف قناع واشنطن لفرض سياسة القرصنة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تصريحات أشبه بالبلطجة؛ ظهرت معها الأطماع علنًا، قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إن “الولايات المتحدة” وضعت “النفط السوري” تحت سيطرتها، وأنها ستفعل ما تريد بشأن آبار النفط، التي يحميها جنود أميركان في الوقت الحالي.

جاء ذلك، في تصريحات صحافية، خلال افتتاح أعمال قمة “حلف شمال الأطلسي” في العاصمة البريطانية، “لندن”، الثلاثاء الماضي، بحسب صحيفة (إكسبريس) البريطانية، التي أشارت إلى أن “ترامب” كشف عن طموحاته بشأن “النفط” في “سوريا”، وأنه زعم سيطرة القوات الأميركية عليه بصورة كاملة، وأنه أصبح بإمكانها التصرف كما تشاء.

وأضاف “ترامب”: “لقد كان النفط في خطر بسبب محاولة تنظيم (داعش) الإرهابي استعادة السيطرة عليه”، مضيفًا: “الآن أصبحنا نحن الذين نسيطر عليه بشكل كامل”.

واستطرد: “بكل صراحة، لدينا دعم كبيرة من أطراف مختلفة”، مضيفًا: “في الوقت الحالي لم يبق في سوريا من العسكريين الأميركيين سوى من يحمون النفط، الذي أصبح في أيدينا”.

أصدر قرار بالانسحاب وتراجع عنه !

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعلن، في تشرين أول/أكتوبر الماضي، قراره سحب القوات الأميركية من “سوريا”. ثم أعلن الرئيس الأميركي أن بعض العسكريين الأميركيين يبقون في “سوريا”، “لحماية النفط”، من تنظيم (داعش) الإرهابي.

وفي وقت لاحق؛ أعلن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، أنه يرى أن “الولايات المتحدة” تستخدم أموال “النفط السوري” لدعم مجموعات مسلحة موالية لها.

وكانت وسائل إعلام أميركية قد كشفت، في بداية تشرين ثان/نوفمبر الماضي، أن الرئيس، “دونالد ترامب”، وافق على توسيع المهمة العسكرية الأميركية لحماية حقول “النفط” بشمال شرقي “سوريا”.

وقالت وكالة (أسوشيتيد برس)؛ نقلا عن مصادر مطلعة، إن قرار “ترامب” أتى عقب اجتماع عقده مع مسؤولين في “وزارة الدفاع”، إذ تركزت المناقشات حول إبقاء جزء من القوات الأميركية في “سوريا” لحماية حقول “النفط”، شرق البلاد، من سيطرة (داعش).

وبموجب الخطة الجديدة؛ ستحمي القوات مساحة كبيرة من الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، والتي تمتد على طول حوالي 90 ميلًا، (145 كم)، من “دير الزور” إلى “الحسكة”، شمال شرقي “سوريا”، لكن عدد الجنود لهذه المهمة لا يزال غير محدد، في حين رجح مسؤولون آخرون أن يكون العدد الإجمالي 800 عسكري على الأقل، بمن فيهم حوالي 200 في “قاعدة التنف”، (قاعدة أميركية)، بجنوب “سوريا”.

تساؤلات قانونية صعبة.. ومهمة مضللة..

ولفتت الوكالة الأميركية إلى أن مثل هذه الخطوة، من جانب الرئيس، “ترامب”، تثير عددًا من “الأسئلة القانونية الصعبة”؛ حول ما إذا كان الجيش الأميركي سيكون بوسعه ضرب القوات السورية أو غيرها في حالة وجود تهديد من قِبلهم للسيطرة على حقول “النفط​”​​ في شرقي “سوريا”.

من جهته وصف السيناتور، “تيم كين”، الديمقراطي من ولاية “فرغينيا”، قرار “ترامب” حول إبقاء القوات العسكرية لحماية حقول “النفط” بشرق “سوريا”؛ بأنها “مهمة مضللة”.

وقال “كين” لوكالة (أسوشييتد برس): “إن المخاطرة بحياة قواتنا لحراسة حقول النفط في شرقي سوريا؛ ليس مجرد أمر متهور، بل إنه غير قانوني.. لقد خان الرئيس ترامب حلفاءنا الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب الجنود الأميركيين في المعركة لتأمين مستقبل بدون (داعش)، وبدلًا من ذلك، سينقل جنودنا لحماية منصات النفط”.

كما قال مسؤولون أميركيون إن الأمر الذي أقره “ترامب” لا يتضمن أي تفويض لـ”الولايات المتحدة” بالإستيلاء على “النفط السوري”.

ولفتت الوكالة إلى أن السلطات الأميركية سمحت قانونيًا ومنحت تراخيص لقواتها المتجهة إلى “سوريا” باستخدام القوة العسكرية لمحاربة الإرهاب و(داعش)، عام 2014، أما حاليًا؛ وبحسب خبراء، فيمكن أن تكون القوات الأميركية مخولة أيضًا لاستخدام القوة العسكرية من أجل حماية حقول “النفط” ومنع سقوطها بأيدي (داعش)، أما في حال سعي القوات الحكومية السورية أو الكيانات الأخرى للسيطرة على “النفط” فهذا يضع الإدارة الأميركية أمام تساؤل كبير حول هذا الموضوع.

سيولد مقاومة عسكرية..

وهذا الإعلان الأميركي المتجدد، والذي وازى هذه المرة بين “الولايات المتحدة” وبين (داعش)، في السعي المستميت للسيطرة على “نفط السوريين”، كانت “دمشق” قد أستبقته بإعلان موقفها الواضح منه، وكشف الرئيس، “بشار الأسد”، خلال مقابلة أجراها مع قناتي (روسيا 24) و(روسيا سيغودنيا)، بأن الاحتلال الأميركي سيولّد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خروج القوات الأميركية من الأراضي السورية، وأكد بأنه: “لا يمكن لأميركا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلّها”.

وأعادت آليات عسكرية وعربات وشاحنات تابعة لقوات الاحتلال الأميركي تموضعها، قبل أيام، في منطقة “رميلان”، قريبًا من حقول “النفط”، بعد سحبها من أغلبية مواقعها في الريف الشمالي لمحافظة “الرقة” والريف الغربي لمحافظة “الحسكة”.

كما مرّ عبر مدينة “الحسكة”، في الأيام القليلة الماضية، رتل مؤلف من نحو 20 آلية من عربات عسكرية وحاملات سيارات رباعية الدفع وشاحنات وقود، تابع للقوات الأميركية، وإتجه جنوبًا على “طريق الشدادي”، “دير الزور”.

تكشف قناع فرض سياسة القرصنة وإنتهاك القانون الدولي..

تعليقًا على تصريحات “ترامب”؛ رأى “محمد نادر العمري”، الباحث السوري في الشؤون الدولية: “إن هذا الإعلان يكشف عن القناع الحقيقي للولايات المتحدة وسعيها إلى محاولة فرض الزعامة على النظام الدولي، من خلال فرض سياسة القرصنة وإنتهاك القانون الدولي. كذلك يسعى ترامب، من خلال ذلك، إلى تحسين صورته قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية وتسريع نمو الاقتصاد الأميركي على حساب دول أخرى، من خلال الاستبداد واستغلال الأزمات التي يشهدها العالم”.

وعن الذي يمكن إتخاذه من إجراءات لحماية “النفط السوري”، قال “العمري”: “إن خيارات سوريا متعددة. فقد استهدف الطيران السوري ناقلات نفط لميليشيات (قسد)، التي مازالت تراهن على الدعم الأميركي لها، فضلًا عن التوجه لدعم المقاومة الشعبية في تلك المنطقة. كذلك هناك أساليب سياسية ودبلوماسية أمام دمشق لحماية نفطها؛ كتقديم سوريا شكوى إلى المحاكم المختصة”.

موقفه لا يختلف عن موقف “أدولف هتلر”..

وكان النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس “الدوما” الروسي، “ألكسندر شيرين”، قد شبه سعي “الولايات المتحدة” للسيطرة على حقول “نفط” شرقي “سوريا”، بـ”أعمال أدولف هتلر”.

وقال “شيرين”، في حديث لوكالة (نوفوستي) الروسية، الشهر الماضى؛ أن: “موقف الولايات المتحدة اليوم لا يختلف عن موقف أدولف هتلر، الذي قام بالإستيلاء على أراضي الآخرين واحتلالها من أجل الوصول إلى مواردها الخام لتحسين اقتصاد دولته”.

وأضاف: “لذلك أصبحت هذه السياسة معروفة اليوم للتدخل العسكري في الدول الأخرى من أجل الحصول على إمكانية الوصول إلى مواردها الخام، من الصحيح أن يقوم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإخراج عسكرييه من أراضي سوريا وشراء هذا النفط من الشعب السوري والسلطات الرسمية في سوريا، والتي تنفذ بالطبع هذه العقود حال دفعت الدولة الأخرى ثمن هذه الموارد”.

ولفت “شيرين” إلى أن “ترامب” يواصل السياسة الأميركية التي ظلت قائمة، منذ نصف قرن، وتهدف إلى الحصول على الموارد تحت ستار السلام والديمقراطية. وقال: “هذه محاولة للوصول إلى موارد هذه الدول واستغلالها مجانًا، هم يريدون فعل ذلك دون مقابل على غرار، أدولف هتلر، الذي هرع إلى نفط باكو خلال الحرب الوطنية العظمى، وبهذه الطريقة بالذات يسعى، ترامب، للوصول إلى النفط السوري”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب