12 يوليو، 2025 12:34 م

أطفال العراق .. خوف ورهبة وقصص مرعبة

أطفال العراق .. خوف ورهبة وقصص مرعبة

كتبت – آية حسين علي :

بينما تمتلئ المخيمات باللاجئين العراقيين الفارين من المعارك الدائرة بمدينة الموصل شمالي العراق، بدأت الآثار النفسية السيئة للإرهاب تتجلى في وجوه وعيون الأطفال الذين عاشوا في مدن خضعت لسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.

ويعاني الأطفال العراقيون من الشعور بالخوف الشديد جراء جرائم “داعش” التي تشمل قتل واقتحام منازل وسرقة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “البايس” الإسبانية.

تعرض منزل أحد الأطفال الذي يُدعى “يوسف” ولم يتعد عمره 7 سنوات، للاقتحام في الموصل من قبل عنصرين من “داعش”، بينما كان وحده مع والدته الأرملة التي تسمى “كوثر” 32 عاماً، وقاما بتفتيش الحجرات وسرقا جهاز التلفاز، ما تسبب في إصابة الطفل بالشلل جراء الأثر النفسي لهذه التجربة المريرة.

وأوضحت كوثر أن العناصر الإرهابية تسرق أجهزة التلفاز ليستخدموها فيما بعد في عرض عملياتهم الإرهابية التي يُظهرون فيها مشاهد قتلهم للناس، لإثارة حماس الأطفال للانضمام إليهم.

اطفال مخيم حسن شام

قُتل الابن الأكبر لهذه السيدة على يد التنظيم أيضاً بينما كان يعمل في مصنع قريب من كركوك، وترك خلفه أرملة تبلغ من العمر 17 عاماً وتؤأماً، ويعيشون حالياً مع كوثر ويوسف، في مخيم “حسن شام”، الذي أقامته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على بُعد 20 كلم شرق مدينة الموصل شمالي العراق، بمنطقة حررتها قوات “البيشمركة” الكردية آواخر 2014.

أكثر من 61 ألف لاجئ في مخيمي “حسن شام” و”الخازر”

استقبل مخيما “حسن شام” و”الخازر”، 61 ألفاً و603 أشخاص، منذ بداية عمليات الجيش العراقي وقوات “البيشمركة” لاستعادة مدينة الموصل في تشرين أول/أكتوبر الماضي، وفقاً لأحدث إحصائيات مؤسسة “قنديل” لتقديم المساعدات الإنسانية.

وأصبح كثير من العائلات تفضل البقاء داخل منازلها وتبني استراتيجية تجنب الاحتكاك بالعناصر الجهادية التي تسيطر على المنطقة.

على سبيل المثال، استطاعت أسرة طفل يدعى “محمد” العيش في محيط مدينة الموصل، وتجنب التعامل مع عناصر “داعش”، حتى عندما كان يذهب الأب والأم إلى العمل، وقال الطفل للصحيفة: “رأينا هؤلاء الرجال ثلاث مرات، واضطررنا إلى تغيير محل إقامتنا أكثر من مرة” لتحاشي الاحتكاك بهم.

طفل عراقي: لا نستطيع حتى التنفس عندما يمر عناصر داعش

بلغ عدد المقاتلين في الموصل 10 آلاف متشدد، عند بداية المواجهات بين “داعش” والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بينما يقدر عدد سكان الموصل حوالي مليون نسمة، حسبما أفاد التحالف.

ووصف طفل يدعى “مقتدى” يبلغ من العمر ست سنوات، ما كان يشعر به عندما يرى مقاتلي داعش، قائلاً: “هؤلاء الرجال الذين أطلقوا اللحية حتى صدورهم، ويرتدون سترات طويلة تصل إلى الركبة، عندما كانوا يمرون من منطقتنا نظل داخل المنزل، وأحياناً نبقى هكذا ليومين لدرجة أننا لا نستطيع حتى التنفس”.

وكثير من هؤلاء الأطفال لا يزالون يعانون من الشعور بالخوف الشديد لأنهم ظلوا لفترة طويلة يشاهدون جرائم داعش، وأغلبهم يجدون صعوبة في إدراك أنهم الآن في أمان في ظل حماية الأمن الداخلي الكردي “الأسياش”.

أطفال مخيم هرشم: اختلاط الواقع بالأساطير

في مخيم “هرشم”، بضواحي مدينة إربيل شمالي العراق، لكل طفل قصة يحكيها عن عناصر داعش بمزيج من الرهبة والخوف وبصوت عالٍ، ويبدو أن تجاربهم الحقيقية قد اختلطت بأساطير استثنائية كي ينتجوا حكايات مرعبة.

وأوضح الطبيب “ويليام يولي”، المتخصص في علاج الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال بعد التعرض للصدمات، أن “الأطفال الصغار لديهم إحساس بالوقت مختلف عن الكبار، فالبالغون لديهم القدرة على إدراك أن حدث ما كان في الماضي وأن المستقبل سيكون مختلفاً”.

وأضاف: “ليس غريباً أن يفسر الأطفال هذه التجارب بطريقة غير صحيحة أو مضطربة، فقد تعرضوا لصدمة كافية لتتحول إلى ذكرى كاملة إذا ما أضيف لها تعليق أو سوء تفسير للأحداث”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة