كتبت – بوسي محمد :
تخطط مجموعة من أطباء السرطان البارزين خططاً جديدة للتغلب على تكاليف الأدوية باهظة الثمن، التي باتت تؤلم المرضى المصابين بالسرطان أكثر من المرض نفسه، وذلك باستخدام التجارب السريرية لإظهار أن العديد من أدوية الأورام يمكن أن تؤخذ بجرعات أقل أو لفترات أقصر من دون الإضرار بفاعليتها.
تخفيف جرعات بعض العلاجات..
اشار الأطباء في دراساتهم التجريبية إلى أنه يمكن خفض جرعة الدواء، على سبيل المثال عقار “زيتيجا” المستخدم في علاج سرطان البروستاتا، بنسبة ثلاثة أرباع وذلك إذا تم تناوله مع وجبة الإفطار قليلة الدهون بدلاً من تناوله على معدة فارغة، حسبما أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
يقول “راسيل سمولويتز”، أستاذ الأورام بجامعة شيكاغو، على هامش مؤتمر طبي عقد في وقت سابق من هذا العام: “إنه ليس فعالاً، بل ومهدراً، إذا تم تناول عقار “زيتيجا” أثناء الصيام أو على معدة فارغة”. لافتاً إلى أن أهمية خفض جرعة الدواء لن تكمن في خفض التكاليف بشكل حاد حتى بالنسبة للمرضى المؤمن عليهم جيداً فحسب، وإنما يقلل من الآثار الجانبية المحتملة من كثرة تناول العقاقير المستخدمة في علاج الأمراض السرطانية.
واكدت الصحيفة البريطانية، على أن أستاذ الاورام “راسيل سمولويتز”، وغيره من الأطباء والباحثين البارزين، يجرون اختبارات لمعرفة ما إذا كان مفعول جرعات أدوية الأورام سوف يتأثر إذ لم يتم تناولها على معدة فارغة. كما أنهم يخططون لاستكشاف ما إذا كان يمكن اختصار مدة بعض الوصفات الطبية، وما إذا كان يمكن استبدال بعض الأدوية غير السرطانية الرخيصة بدواء السرطان المُكلف.
“السمية المالية”..
تأتي هذه المبادرة رداً على تزايد المخاوف بشأن “السمية المالية”، وهو الدمار الاقتصادي الذي يمكن أن ينجم عن ارتفاع تكاليف رعاية مرضى السرطان.
وقال “ليونارد سالتز” من مركز “ميموريال سلون كيترينغ” للسرطان في نيويورك، الذي ساعد في تنظيم هذه المجموعة الجديدة، إن علاجات الأورام الجديدة تكلف أكثر من 100 ألف دولار سنوياً، مضيفاً: “الكثير من الناس يشعرون بالقلق إزاء تطوير الأدوية وأرتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه والتي لا يستطيع الناس الحصول عليها”.
وقال رئيس الائتلاف “الين ليشتر”، الرئيس السابق للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري: “تقليل الجرعات هي الطريقة الأكثر واقعية والمتاحة لدينا الآن لتقليل تكلفة العلاج بالسرطان وزيادة القيمة”.
واستطرد حديثه قائلاً: “لا نطلب من الكونغرس أن يفعل أي شئ أو المنظمين للموافقة على الواردات، فنحن نجري دراسة سريرية متأنية حول تقليل الجرعات بشكل لا يضر بصحة المريض لأن مصلحتنا الأولي والأخيرة هي صحة المرضى”.
يُشار إلى أن “ليشتر” وآخرون قدّموا فكرتهم لعشرات من الزملاء في اجتماع مغلق عقد في نهاية الأسبوع الماضي في مؤتمر “أسكو” السنوي في شيكاغو.
وقال “مارك راتين”، وهو عالم صيدلي يدير مركز “شيكاغو للعلاج الطبيعي”، انه متفائل بانه يمكن للمجموعة جمع الاموال من المحسنين وشركات التأمين وحتى بعض الانظمة الصحية الحكومية مثل بريطانيا، لمرضى السرطان، وقد جاءت منحة أولية قدرها مليون دولار من مؤسسة “لورا وجون أرنولد” في هيوستن.
