“أصفهان اليوم” تكشف .. ميدان الرواية حول حادث “أصفهان” !

“أصفهان اليوم” تكشف .. ميدان الرواية حول حادث “أصفهان” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

قبل عامين وشهرين؛ وتحديدًا يوم السبت الموافق 28 شباط/فبراير2023م، حلقت في تمام الساعة 11:18 مساءً عدد (04) مُسيّرات صغيرة من ورشة مهجورة باتجاه المجمع الدفاعي، قبل إسقاطها جميعًا بواسّطة منظومات الدفاع الجوي. بحسب تقرير “سيد مهدي رضوي”؛ المنشور بصحيفة (أصفهان اليوم) الإيرانية.

وقد اندلع حادث مشّابه صبيحة أمس الأول الموافق 19 نيسان/إبريل 2024م؛ حيث تحدثت مصادر إخبارية عن سّماع دوي تفجيرات شرق “أصفهان”، فيما قدمت قيادات عُليا في الجيش بالمحافظة الحادث على النحو التالي: “سُمعت أصوات شديدة نسبيًا في شرق أصفهان، وهي صادرة عن تعامل منظومة الدفاع الجوي مع أشياء مثيرة للشك والريبة، دون وقوع خسائر على الإطلاق”.

ملابسات حادث “أصفهان”..

وقد وقع هذا الحادث بعد أيام من ادعاءات غرفة الحرب الإسرائيلية عقب علميات (الوعد الصادق) الإيرانية الناجحة. الأمر الذي أيقظ الكثير من المواطنين في “أصفهان” من نوم الخميس الهاديء، فيما علم آخرون عن الحادث في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. وتحولت هذه العملية إلى مشهد للحرب النفسية في عدد من وسائل الإعلام الأجنبية التي ادعت قصف “إسرائيل” منشأة “أصفهان” النووية، إلا أن الكثير من التقارير الميدانية لم تثبُّت فقط فشل الهجوم، وإنما كشفت النقاب عن أن العملية استهدفت شرق “أصفهان” وكانت محدودة وتمت بواسّطة مُسيّرات صغيرة موجهة انطلقت من داخل “إيران”، ونجحت منظومة الدفاع الجوي في إسقاطها جميعها.

ولست هنا بصّدد البحث والتحليل؛ لأن الكتابة عن عمل عسكري والأحداث التي نراها حاليًا يتطلب خبرة سياسية وتحليل عسكري، لكن ربما الروايات حول الحادث وردود الأفعال عليه، إنما تثُّبت انعدام تأثير مثل هذه العملية على روحية المجتمع الأصفهاني، وهو ما يروي في حد ذاته فشل الحرب النفسية التي كانت هدف وسائل الإعلام الأجنبية والصهيونية التي أطلقتها منذ مدة.

الحرب النفسية الإعلامية..

وقد تعمدت وسائل الإعلام الأميركية والصهيونية وغيرها من الوسائل الناطقة بالفارسية، تغطية تنشّيط منظومة الدفاع وتحليق عدد من المُسيّرات الصغيرة بنوع من المبالغة، في حين أن الحقيقة التي تزداد وضحًا هي فشل هذه الجهات في الميدان، وإن ما بقي هو الحرب الإعلامية فقط.

ويتضح أثر الأصفهانيون المعرفون في الغالب بالسخرية والمزاح، سواءً في الحادثة السابقة أو الحالية، في التغريدات، والتعليقات، والرسائل، والصور، والآراء المنشورة على الفضاء المجازي.

وقد شبهت ردود الأفعال الحادث: بـ”بمب الأربعاء السوري” و”الصواريخ الورقية” وغيرها، كجملة: “كان مؤثرًا”، والمأخوذة عن فيلم كوميدي. ولعل ردود فعل الأصفهانيين، والصور المتداولة للمواطنين على حافة “نهر زاينده”، واستمرار المسّار العادي للحياة في المدينة، دفع شخصية مثل “إيتمار بن غفير”؛ وزير الأمن الداخلي الصهيوني، إلى التعليق بكلمة واحدة، حيث غرد: “كان مسخرة !”.

ووفق زعيم المعارضة الإسرائيلية، فقد ألحق هذا الهجوم الضرر بمكانة “إسرائيل” الدولية، وأنه كان مدعاة للسّخرية من “طهران” وحتى “واشنطن”.

تأثيره على المجتمع الداخلي..

على كل حال بدا واضحًا أن أي عملية نفسية ضد المجتمع الأصفهاني لا يمكن أن تكون مؤثرة أو تُصيّبهم بالاضطراب، وأن روحية الأصفهانيون أقوى بمراتب مما يمكن أن تسُّببه مثل هذه الحوادث.

والأهم العلم بأن العدو الذي لا يملك حاليًا القدرة على الاستعراض في الميدان، يُريد الاستفادة من الحرب النفسية عبر تضخيم، وتكرار، واستخدام الصور والأخبار المزيفة، وغيرها من التكنيكات الإعلامية للتأثير على المخاطب. وفي غضون ذلك، يتعيّن على وسائل الإعلام المحلية نقل الرواية الواقعية في أسرع وقتٍ للمخاطب، ورفع مستواهم وأبناءهم من الوعي الإعلامي.

والحقيقة أن وسائل الإعلام المحلية؛ لا سيما في “أصفهان”، كانت قد سبقت وسائل الإعلام الأجنبية، وقدمت للمواطن في “أصفهان”؛ و”إيران” عمومًا، رد فعل صحيح على الروايات المغلوطة، وكأنما أوجدت مواطن أكثر وعيًا في التعامل مع أي خبر أو رواية، وحافظت على تفوق المسؤولين ووسائل الإعلام والشعب في الحرب النفسية التي يشُّنها العدو، وأن أي حادث لا يمكن أن يحطم أمن المجتمع النفسي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة