وكالات – كتابات :
ضمن رؤيته للمشهد العراقي الحالي؛ اعتبر تقرير أميركي أن: “بغداد تحت الحصار مجددًا”، اليوم، لكنه ليس من تنظيم (داعش) الإرهابي، هذه المرة؛ و”إنما من نفس المقاتلين الذين حاربوا الإرهابيين، ما يُشكل تهديدًا لوجود العراق”.
“العراق” محتجز كرهينة !
تقول صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، اليوم السبت، في تقرير تحليلي لها؛ إنه: “قبل خمسة شهور من الانتخابات لاختيار قادة العراق الجدد، قامت الميليشيات الموالية لإيران؛ بمحاصرة المنطقة الخضراء، الجزء الدبلوماسي المحصن من بغداد، مطالبين بإطلاق سراح أحد قادتهم الذين اعتقل بتهم الإرهاب”.
ورأى تحليل الصحيفة الأميركية؛ أن: “رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، يتعرض لضغوط هائلة من أجل الاستجابة لمطالبهم، وسط تظاهرات شعبية ضد الحصانة القائمة للميليشيات”، مبينة أن ذلك: “مؤشر واضح على أن العراق محتجز كرهينة لشبكة من الجهاديين الشيعية العابرين للوطن، بقيادة وسيطرة من إيران”.
وتابع أن: “التفكك شبه الكامل للعراق، كدولة فاعلة، واضح منذ سنوات، لكنه أصبح أكثر وضوحًا منذ أن أطلق المتظاهرون حركة احتجاجية، في العام 2019، وتجددت مرة أخرى في الأيام الماضية، بعد سنوات من الفساد والحكم الكارثي والخضوع للمصالح الخارجية، سيما من إيران والولايات المتحدة”.
هل يصمد “الكاظمي” أمام الميليشيات ؟
وبعدما أشارت الـ (واشنطن بوست)؛ إلى أن: “(كتائب حزب الله)، المصنفة كمنظمة إرهابية من جانب أميركا، متورطة في عشرات من محاولات القتل والاغتيالات السياسية”، ذكّرت الصحيفة الأميركية: “بجريمة إطلاق النار على الصحافي، أحمد حسن، في الديوانية، في 10 أيار/مايو الجاري، والذي كان ينتقد الميليشيات”، كما لفتت إلى: “اغتيال إيهاب الوزني، في كربلاء، والذي كان ينظم تظاهرات 2019، واتهمت عائلته، قاسم مصلح، القيادي في (الحشد الشعبي)، وهو ما أدى إلى اعتقال، مصلح، بأوامر من السلطة الاتحادية، التي أرادت أن تؤكد إنها تستجيب لمطالب المحتجين لإنهاء حصانة الميليشيات”.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن: “مصلح؛ قد يُطلق سراحه سريعًا، بعدما حاصر مسلحو (الحشد الشعبي)، المنطقة الخضراء، مطالبين بالإفراج عنه، وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة”.
وأضافت أن: “الكاظمي؛ أظهر مرة أخرى، أنه لا يمكنه إخضاع هذه الميليشيات للسيطرة مثلما لم يتمكن من جلب قتلة صديقه الخبير بشؤون الإرهاب، هشام الهاشمي، إلى العدالة قبل عام”.
وتابعت أنه، في حادثة مشابهة، حيث اعتقل رجال ميليشيات، في العام الماضي، فإن أحد القضاة المؤيد لـ (الحشد الشعبي)، أمر بإطلاق سراحهم بسبب: “الافتقار إلى الأدلة”، ولم يتمكن “الكاظمي” من منع ذلك.
قلب الشبكة الإيرانية العابرة للحدود..
ورأى التقرير الأميركي؛ أن: “القوى الموالية لإيران، في العراق، هم في قلب شبكتها العابرة للحدود، التي تمتد من طهران عبر بغداد ودمشق وصولاً إلى بيروت”، مضيفًا أن: “أنشطتهم تتضمن الإتجار بالجنس والأسلحة في السوق السوداء والمخدرات، والتي تتسرب عبر حدود العراق الحافلة بالثغرات مع إيران مع صلات بتجار المخدرات في أفغانستان”.
ونوه التقرير إلى: “عجز السلطات في بغداد” عن منع النشاط الإجرامي واستمرار الميليشيات بقصف القواعد الأميركية، مضيفًا أنهم بمثابة نموذج عن: “الذين لا يتم المساس بهم”، لكنهم بدل أن يكونوا إلى جانب تطبيق القانون، فإنهم عملاء للفوضى والعنف وطموحات إيران بأن تصبح القوة المهيمنة الإقليمية البارزة”.
الوعد الأميركي..
واعتبر أن: “الولايات المتحدة والمجتمع الدولي؛ مدينون للشعب العراقي بتحقيق الإلتزام بالوعد الذي أعطوهم إياه قبل: “الغزو المشؤوم”، الذي قام به، جورج بوش، العام 2003″، مذكرًا بأن العراقيين تلقوا وعدًا بالديمقراطية، وفي المقابل، فإن أحد العراقيين، الذين ساعدوا الأميركيين على إسقاط تمثال، “صدام حسين”، في “بغداد”، العام 2003، يقول الآن إن العراقيين عليهم التعامل الآن: مع “ألف صدام”.
وبعدما أشار تقرير (واشنطن بوست)؛ إلى أن “واشنطن” تُعتبر بمثابة: “مهندس البؤس” للعراقيين، ذكر التقرير أن “الولايات المتحدة” ستكون مقصرة في واجبها الأخلاقي، إن تراجعت إلى الخلف، وهي تشاهد العراقيين يكافحون من أجل الديمقراطية، ويُقتلون بلا رحمة على يد المتطرفين الشيعة، المدعومين من “إيران”، التي لا تزال تعتبر واحدة من أكبر الدول الراعية للإرهاب من قِبل “وزارة الخارجية” الأميركية.
وفي الختام؛ تساءل تقرير (واشنطن بوست)؛ عما إذا كانت “الولايات المتحدة” ستفي بمسؤوليتها التاريخية ؟.. ثم أضاف أنه: “أمر مشكوك فيه، لكن من الجيد أن نحلم”.