خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بعدما تعددت الاتهامات الخاصة بتحميل “واشنطن” مسؤولية انتشار فيروس “كورونا” كنوع من أنواع “الحرب البيولوجية”، استدعت “الخارجية الأميركية”، السفير الصيني، على خلفية اتهام “بكين”، الجيش الأميركي، بجلب فيروس “كورونا” إلى “ووهان”، وذلك حسبما أفادت فضائية (سكاى نيوز عربية).
كما حذرت “طهران” من مغبة أن تكون “الولايات المتحدة” هي من تقف وراء إنتشار الفيروس، “البحرين” أيضًا اتهمت “طهران”، بالعدوان البيولوجي، بسبب التستر على انتشار الفيروس وفق “وزارة الداخلية” البحرينية، و”روسيا” لم تكن بمنأى عن ذلك إذ وجهت “وزارة الدفاع” الروسية تحذيرًا شديدًا من مغبة إفتعال “حرب بيولوجية”، بدوره كشف العضو السابق في اللجنة الدولية الخاصة بالسلاح البيولوجي والكيماوي، “إيغور نيكولين”، عن: “وجود 25 مختبرًا أميركيًا سريًا لإنتاج الأسلحة الجرثومية تُحيط بالصين”، مؤكدًا أن فيروس كورونا “سلاح جرثومي أميركي” يستهدف دولًا بعينها.
أحد أسلحة الدمار الشامل..
وفي حال ما إذا كانت “واشنطن” وراء هذا الفيروس، قال المفكر والباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية والخبير في الإدارة، الدكتور “غالب صالح”: “يجب علينا أن نعود إلى الماضي القريب؛ هذا السلاح البيولوجي، هو أحد أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية، وشهد العالم التسابق لخلق هذا السلاح منذ الحرب العالمية الثانية، وكانت الولايات المتحدة الأميركية هي السباقة في هذا الإتجاه. بعد الضغوط ومعرفة المخاطر الكبرى لهذا السلاح؛ وقعت واشنطن في عام 1969، على إيقاف برنامجها البيولوجي الهجومي. انتشار الفيروس في أكثر من 90 دولة، خلال أقل من ثلاثة أشهر، له مؤشرات، وقد يكون أحد الأسلحة التي تسعى واشنطن لاستخدامها لمحاربة الصين والدول التي تنافسها. في الحقيقة ظهور مثل هذا الفيروس ليس أول مرة، فقد شهدنا فيروسات مماثلة خلال العقود الماضية”.
ليست واشنطن من تقف خلف انتشار الفيروس..
وأوضح “صالح” أنه: “يشك أن واشنطن خلف انتشاره الفيروس، خاصة أن الصين تتعرض لحرب اقتصادية منذ أكثر من عام، وشهدنا العقوبات التي فُرضت على الشركات الصينية وغيرها من الشركات التي ترى فيها واشنطن خطرًا عليها، كروسيا وكوريا الشمالية وغيرهما. مارأيناه خلال فترة قصيرة خسائر قد تتعدى ألف مليار على مستوى العالم وإيقاف التنقل بين الدول؛ بما فيها الحركة الجوية والبرية والبحرية بينها، ولذلك تسعى الولايات المتحدة لخدمة مصالحها وضرب اقتصادات الدول الصاعدة والمنافسة لها”.
اتهام مبطن لواشنطن ولـ”ترامب” شخصيًا..
فيما رأى الكاتب، “عبدالباري عطوان”، في موقع (رأي اليوم)؛ أن يتهم المتحدث باسم “الخارجية الصينية”، الجيش الأميركي، باحتمال إدخال فيروس الـ”كورونا” إلى مدينة “ووهان”، التي كانت الأكثر تضررًا، بتفشي المرض في تغريدة له على حسابه على (التويتر)، وباللّغة الإنكليزية، فهذا اتهام على درجةٍ كبيرةٍ من الخُطورة، واتّهامٌ مُبطّنٌ لـ”أميركا”، والرئيس “ترامب” شخصيًّا، بإرتِكاب جرائم ضِد الإنسانيّة، لأنّ الكارثة لحقت بمُعظم شُعوب العالم وبورصاته وأسواقه الماليّة، وزاد عدد القتلى عن 3000 شخص حتى الآن، ونحنُ ما زِلنا في البداية.
ويلفت “عطوان” إلى أن الأسئلة التي وجّهها المتحدّث الصيني إلى “الولايات المتحدة” تبدو مشروعةً وتحتاج إلى الكثير من التأمّل، خاصّةً الأسئلة التي تقول: “متى ظهر هذا المرض في الولايات المتحدة ؟.. وكم عدد الناس الذين أُصيبوا ؟.. وما هي أسماء المُستشفيات التي يتعالج فيها المُصابون ؟
مضيفًا أن العالم كله ينتظر إجابات عن هذه الأسئلة، فـ”الولايات المتحدة”، التي يزيد تعداد سكانها عن 300 مليون، هي الأقل تضررًا، والرئيس “ترامب” يرى في “الصين” عدوًا رئيسًا، وأعلن حربًا تجارية ضدها لتدمير اقتصادها، وأجداده نشروا مرض الطاعون بالطّريقة نفسها، وأبادوا عشَرات الملايين من الهُنود الحُمر.
واستطرد قائلًا: الاقتصاد الصيني سيحتل المرتبة الأولى عالميًّا ويُطيح بـ”الولايات المتحدة” عن عَرشِها الذي تربّعت عليه مُنذ الحرب العالميّة الثانية، وتُخطِّط القيادة الصينيّة حاليًّا لخنق “الولايات المتحدة” بـ”طريقِ الحرير”، وإقامة نظام مالي بديل يُنهِي هيمنة “الدولار” في غُضون خمسة أعوام، وهذه كلّها عوامل قد تدفع رئيسًا مُتهوِّرًا مِثل “ترامب”، للإقدام على جريمة الحرب هذه؛ إذا صحّت الاتّهامات الصينيّة.
أثبتت أنها قوة عظمى..
“عطوان” أوضح أن “الصين” أثبتت أنها قوة عالمية عظمى فعلًا، فقد استطاعت أن تتغلب على هذا الفيروس “المؤامرة” في غضون أسابيع قليلة، وتُقَلِّص الخسائر إلى حوالي 3169 حالة وفاة، وعالجت بنجاح 80 ألف حالة شفيت تمامًا، وأعلنت مدينة “ووهان” خالية كليًا من المرض.
هذا النجاح اللافت في التعاطي مع هذا الوباء ومحاصرته؛ بصمت ودون أي إدعاءات، يؤكد أن “الصين” تملك أسراره ولا يُمكِن أن تُطلق هذه الاتهامات دون أدلة.
وطالب بتحقيق دولي سريع وتشكيل لجنة تقصي الحقائق لفحص هذه الاتهامات الصينية، وإعلان النتائج بكل شفافية أمام العالم بأسره، ويجب على “أوروبا” و”روسيا” أن تؤيد هذا التوجه وتدعمه بكل الطرق والوسائل.
ويؤكد أن “أميركا” هي الوحيدة في تاريخ البشرية التي استخدمت القنابل النووية في “اليابان”، ومن غير المستبعد أن تكون الأولى عالميًا التي تستخدم “قنبلة كورونا”، والأسلحة البيولوجية، فهي تقف خلف جميع الحروب.
مؤامرة فيروس كورونا..
أما “د. حسين مجدوبي”، فيرى في موقع (القدس العربي)؛ أن فيروس “كورونا” ما هو إلا مؤامرة، حيث أنه مباشرة بعد بدء الفيروس، تداولت شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام صفحات من رواية (في عيون الظلام-The Eyes Of Darknees)، التي ألفها الكاتب الأميركي الشهير، “دين كونتز”، سنة 1981، وتتحدث عن ظهور تعديل الجيش الصيني لفيروس خطير في مدينة “ووهان” الصينية، سنة 2020، أي 39 سنة قبل ظهور الفيروس، وانتشاره في العالم. ويبقى المُثير أن أولى المعطيات حول فرضية المؤامرة صُدرت عن الجانب الأميركي؛ عندما اتهم السيناتور الجمهوري، “توم كيتون”، عن ولاية “أركنساس”، في تصريح لقناة (فوكس نيوز)، يوم 17 شباط/فبراير الماضي، بأن الجيش الصيني وراء الفيروس كسلاح للحرب البيولوجية.
في الوقت ذاته؛ بدأت حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي مثل: (فيس بوك) و(تويتر)؛ توجه اتهامات إلى “الولايات المتحدة”. وحذّرت الاستخبارات الأميركية من خطورة هذه الحسابات واتهمت، “روسيا”، بالوقوف وراءها، وكذلك جهات في “الولايات المتحدة”، واضطر (تويتر) إلى حذف مئات الحسابات، ومنها الحساب الشهير (ZeroHedge)؛ الذي لديه ملايين المتابعين، وهو حساب أميركي يؤكد فرضية المؤامرة، وأشتهر بأنه كان وراء فضح بنك “غولدمان ساكس” بالتلاعب بتقنيات رياضية دقيقة عبر روبوتات بمنتوجات شركات في بورصة “ووال ستريت”، سنة 2009.
واتهم “فيليب ريكر”، مساعد وزير الخارجية المكلف بالشؤون الأوروبية والأوروآسيوية، يوم 20 شباط/فبراير الماضي، “روسيا”، بالترويج لفرضية المؤامرة للإساءة إلى صورة “واشنطن” في العالم.
استغلال الألعاب العسكرية العالمية..
وأضاف أن الكثير من الجرائد الصينية والروسية تتهم مباشرة، “الولايات المتحدة”، بالوقوف وراء نشر الفيروس. والرواية الرائجة حتى الآن هي استغلال الألعاب العسكرية العالمية في “ووهان”، خلال تشرين أول/أكتوبر الماضي، حيث قام ضابط ضمن الأميركيين بنشر الفيروس بطريقة صامتة؛ لأن أولى الحالات جرى تسجيلها، يوم 17 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، أسبوعين بعد إنتهاء الألعاب، وهي مدة إختمار الفيروس في الجسم وبدء ظهور أعراضه.
تفسير علمي وآخر جيوسياسي..
ويبقى الاتهام الخطير هو الصادر بطريقة غير مباشرة عن الحكومة الصينية. ولا تُروج “بكين” للمزاعم السوريالية، ولكنها ترغب في توظيف العلم في تفسير مؤامرة ظهور “كورونا” في محاولة إقناع الرأي العام الدولي، وهو ما شدد عليه الناطق باسم “وزارة الخارجية”، يوم الجمعة، بقوله هناك آراء والعلم هو الذي سيجيب. في هذا الصدد، ترتكز الأطروحة الصينية على شقين، العلمي والجيوسياسي. وعليه علاقة بالعلمي :
في المقام الأول، تاريخيًا، الصينيون يأكلون مختلف الحيوانات، ولم يسبق تسجيل فيروس من هذا النوع، ولماذا الآن في وقت ارتفعت فيه إجراءات الحماية. ثم لماذا يتأخر الفيروس أسبوعين للظهور، علمًا بأن جميع الفيروسات المتعلقة بالتنفس، ومنها فيروسات من عائلة “سارس”، الذي ينتمي إليه “كورونا”، فيروسات تظهر في خمسة أيام ؟.. ولهذا يعتقد بعض العلماء في قيام مختبر ما بإدخال تعديلات على فيروس من عائلة “سارس” وتحويله إلى قاتل صامت.
في المقام الثاني؛ يؤكد “تشونغ نان شان”، الرئيس السابق لـ”الهيئة الطبية” في “الصين”؛ والعالم الذي كان وراء اكتشاف فيروس “سارس”، سنة 2003، الشبيه بـ”كورونا”، قال منذ أيام: “كورونا فيروس جرى رصده في الصين بالفعل، ولكن لا توجد أدلة على أنه صيني المصدر”، وهو بهذا يؤكد على وصول الفيروس من الخارج. ويُعد هذا العالم مرجعًا في عالم الفيروسات المتعلقة بالتنفس، وهو ما جعل نظرية المؤامرة أو التخطيط السري تأخذ أهمية كبيرة. وبدوره، طالب العالم الروسي، “إيغور نيكولين”، العضو السابق في لجنة “الأمم المتحدة” الخاصة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية، بضرورة فتح “الولايات المتحدة” مختبراتها للتفتيش الدولي لمعرفة هل كانت مصدر “كورونا” فيروس.
وعلاقة بالشق الجيوسياسي، يعتقد الصينيون في فرضية وجود مخطط جهات معينة ترغب في ضرب “العولمة” بعدما تبين استفادة “الصين” منها؛ والنتيجة تحولها إلى مصنع العالم. وعليه، فالفيروس، يقضي على حركة تنقل الأشخاص ونقل البضائع جوًا والآن بحرًا؛ بعدما قررت الإدارة الأميركية إغلاق موانئها في وجه البحرية الدولية لمدة شهر كامل قابل للتمديد. وسيحمل معه الوضع العالمي المتميز بالإستنفار والطواريء حاليًا تراجعًا حقيقيًا لـ”طريق الحرير”، وهو الطريق الجيوسياسي الذي ترغب من وراءه “الصين” التحول إلى أكبر قوة اقتصادية في تاريخ البشرية خلال عقد واحد. وهذه النقطة هي التي تُنعش المؤامرة.
تنفذه تيارات داخل الدولة العميقة..
في غضون ذلك؛ لا تُشرف الحكومات الرسمية على تنفيذ المؤامرات، بل في الكثير من الأحيان تكون تيارات داخل الدولة العميقة بكل تشعباتها العسكرية والاقتصادية والدينية، هي المسؤولة عن المخططات السرية. ويبقى المعطى الرئيس هو، بينما العالم مفزوع من “كورونا” فيروس والصحافة تتابع عن كثب، هناك فرق من استخبارات لدول كبرى، ومنها “الصين” و”إيطاليا” تتقصى هل “كورونا” فيروس مؤامرة أم لا ؟