خاص : كتبت – هانم التمساح :
انتخب ما يسمى بـ”شورى” ميليشيا (الحشد الشعبي) بـ”العراق”، “أبي علي البصري”، نائبًا لرئيس الحشد؛ خلفًا لـ”أبومهدي المهندس”، الذي لقي مصرعه في غارة أميركية استهدفت الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”، في “بغداد”.. ويتباهى الحشديون بـ”البصري”؛ معتبرينه قاهر “البعث” و”القاعدة”، برغم كل ما يحيط به من تهم فساد ودموية، ربما أحدها هي تهريب متهمون بتنظيم (القاعدة) من السجون مقابل رشوة مالية.
علاقته بقوات “بدر”..
و”أبوعلي البصري”؛ هو أول قائد تولى قوات (بدر)، العميلة لـ”إيران”، قبل أن يعتزل من القيادة، عام 1998، ليخلفه “أبومهدي المهندس”، والذي بدوره أعتزل القيادة، عام 2000، ليكون “هادي العامري”؛ هو القائد لقوات (بدر) حتى الآن.
وتولى “البصري”، بعد عام 2003، منصب وكيل وزارة التربية وبعدها وكيلًا لوزير العمل. وبعد دخول (داعش)؛ إنضم إلى صفوف (الحشد الشعبي) وأستلم منصب قائد عمليات الحشد. شارك في الحرب ضد (داعش) مع أبنائه، والذي أصيب أحدهما في المعارك وبُترت ساقه.
من هو “أبوعلي البصري” ؟
و”أبوعلي البصري”؛ هو “عبدالكريم عبدفاضل حسين”، المتورط بتهريب سجناء “البصرة”؛ والمسؤول عن اعتقال المئات من شباب “العامرية واليرموك والحارثية”.
وهو مدير الأمن والمعلومات في مكتب “المالكي”.. من أهالي “التنومة”، في “البصرة”، هرب في عهد النظام السابق إلى “إيران”، وعن طريق بعض الأصدقاء تمكن من الوصول إلى “ستوكهولم” والحصول على جنسية سويدية، وهو يُلقب في “مجلس الوزراء”؛ بـ”أبوعلي البصري السويدي” !
ويُعد “أبوعلي البصري”؛ أخطر العناصر التي تعمل في “السافاك الإيراني”، ويقوم بتحريك اللاعبين من خلف الكواليس، وضابط التحقيق المسؤول عن السجن الذي هرب منه قادة بتنظيم (القاعدة)، عام 2011، (قبل ظهور داعش). والذي يقوم بعمليات تعذيب للسجناء من “الموصل”؛ والسجناء المعتقلين بشكل سري من “بغداد” والمحافظات في سجن “سور نينوى”، واسمه ملازم أول “عمار الفريجي”، وهو الذراع الأيمن لـ”أبوعلي البصري”، بحيث يظن الكثيرون أنه ابن أخت “أبوعلي البصري”؛ لكونه فتاهُ المدلل ويملك صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس الوزراء بالدخول إلى السجون !
قتل وخطف ورشوة وسرقة محلات !
ومن الجرائم المخزية التي قام بها، “أبوعلي البصري”، وربيبه العقيد “علي فاضل عمران”، ذلك حسب مصادر عراقية، هي القتل والخطف وتسليب محلات في “الحارثية والمنصور”، ولديه بيوت دعارة في عدة مناطق، وأيضًا قام بغلق الجسر، الذي كان يُشيد في “اليرموك” وطلب حصة من المقاول حتى يعطيه موافقة بحجة أن الجسر مخالف للشروط الأساسية للبناء.
وتروي المصادر؛ أنه كان يقوم بحملات اعتقالات عشوائية للشباب من مناطق “العامرية واليرموك والحارثية”؛ وآخذ فدية مقابل كل سجين بما لايقل عن 10 دفاتر. وإذا لم يتم دفع المبالغ تُلفق تُهمًا لهم بالإرهاب، ويأتي بمخبر سري ليشهد عليهم، ليتم بعدها سجنهم وتعذيبهم واغتصابهم وقتلهم.. فالممارسات التي حدثت داخل السجن كانت إجرامية بشكل لا يوصف.
وتضيف المصادر العراقية: “من صولات رجل المالكي الأول، أبوعلي البصري، السيطرة على سيارات التجار المحملة بالمواد المستوردة من سوريا أو الأردن وعدم تركها تمرّ والحجز عليها بحجة إحتواءها على متفجرات الـ (سي. فور). مع أنه وزمرة من الإيرانيين الذين تمّ زرعهم يتنقلون بتلك المادة بمباركهتم ودعمهم.. وفي هذه الحالة لا يمكن استرجاع السيارات إلا بإرسال الهدايا إلى، أبوعلي البصري، لكي يعطي الأمر، للعقيد علي فاضل عمران، والذي ذكرنا سابقًا أنه يتقاضى راتب رائد، بعد أن أعطي هذه الرتب بشكل غير قانوني، وتسلم إمرة اللواء بعد طرد اللواء المخلص، عبدالأمير يارالله اللامي، قائد الفرقة السادسة الذي تصدى لكل جرائم العقيد علي؛ فقام أبوعلي البصري، بنقله إلى محافظة أخرى وقام فورًا بترقية العقيد، علي، ليجعله أمر للواء ثم نصبوا المدعو، عبدالكريم الشويلي، وهو عبارة عن لعبة تُحرك بالخيوط ليجعله قائدًا للفرقة السادسة”.
بيع النفط في السوق السوداء..
ملفات جرائم من أفسدو الحياة السياسية بـ”العراق”، منذ 2003، حتى الآن؛ ومن خرجت ضدهم تظاهرات الشباب، تُحكى في مجلدات ويبقى ما خفي كان أعظم.. ودائمًا يستبدل فاسد بآخر حتى وصل وضع “العراق” لحالة مؤسفة.. فقد قام “عبدالكريم الشويلي”، بحسب المصدر، بسرقة البنزين والنفط الذي توفره الحكومة للفرقة وبيعه كسوق سوداء، فقاموا بنقله لأنه ليس محميًا من قِبل شخص كـ”أبوعلي البصري”؛ ولا يستطيع أحد أن يقف بوجهه.
الطائفية وتعذيب السجناء..
ويُعد “البصري” رجل “المالكي” المُقرب، والذي أعتمد على إثارة الحقد الطائفي في نفوس أهل الجنوب؛ ليقول لهم “إذا ذهبت أنا فإن السُنة سيقتلونكم، فلولاي ما كانت هناك حياة”.. ! وبهذه الحجة كان يتم تعذيب السجناء السُنة وتلفيق تهم الإرهاب لهم.
جدير بالذكر؛ أن من اشترك في التعذيب هم: المقدم “صادق”، وهو من ضباط الدمج، حيث كان يمارس عمليات التعذيب، والرائد “هيثم”؛ من أهالي “الأعظمية”، وهذا أيضًا كان يمارس عمليات التعذيب، والضابط “عمار الفريجي”، هو الذراع الأيمن لـ”أبوعلي البصري”، وهو حلقة الوصل بين مجلس الوزراء وبين هذه السجون، يعني يتنقل بين “لواء بغداد” وبين السجون السرية، أما “صادق” و”هيثم” فهما مقيمان هناك في “سور نينوى”.. أما العقيد “فلاح”؛ فهو كان فعلًا حليفًا لـ”أبوعلي البصري”، ولـ”الواء الحاتم”، ولكن اختلف معهم فقاموا بطرده من “المنطقة الخضراء”، وقد قام بفضح بعض أعمالهم فخافوا منه وأعيد إلى منصبه.
تهريب إرهابيين مقابل رشوة !
لا يجد من يرفع شعارات طائفية يخلق بها لنفسه مكانًا باعتباره حامي حمى الشيعة؛ غضاضة في تلقي رشاوى من متطرفين مقابل تهريبهم من السجون، كما حدث في 2011 أن بعض من قيادات هؤلاء المعتقلين التابعين لـ (القاعدة) قد استطاعت الوصول إلى المسؤولين عن الملف الأمني والاستخباري بمكتب “نوري المالكي”، وعن طريق بعض أعضاء “مجلس النواب”؛ التابعين لـ”حزب الدعوة/المقر العام”، ومن خلالهم استطاعوا الوصول وبتوصية شخصية وسرية تامة إلى المدعو، “عبدالكريم عبدفاضل”، والمتسمي بالاسم الحركي، “أبوعلي البصري/حزب الدعوة المقر العام”، والمسؤول المباشر لمكتب الأمن والمتابعة لمكتب “نوري المالكي”، ورئيس اللجنة الأمنية في رئاسة “مجلس الوزراء”، والمشرف الأمني العام كذلك على كل من “خطة عمليات بغداد” و”جهاز مكافحة الإرهاب” و”اللجنة الأمنية الخاصة” و(لواء 56)، والمعروف أيضًا، باسم (لواء بغداد)، وبمساعدة شقيقه كذلك، “أبوعمار البصري”. تم الاتفاق بعد ذلك، وبصورة سرية، على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين وتأمين سلامة هروبهم لخارج “العراق”، وذلك بعد أن أستلم منهم المدعو، “أبوعلي البصري”، نقدًا مبلغ (3) ثلاث ملايين دولار أميركي، إضافة إلى صك ملكية عقارية عبارة عن تمليك بستان في “بغداد” تُقدر مساحته بحوالي عشرة دونمات.
كيف تمت عملية الهروب الجماعية ؟
وبتاريخ 14 أو 15 كانون ثان/يناير 2011؛ تم تهريبهم بصورة رسمية وأخذهم بسيارات خاصة مضللة، تابعة للجهاز الأمني لمكتب “نوري المالكي”، بحجة نقلهم إلى “بغداد” والتحقيق معهم هناك، وذلك من مقر معتقل خلية الاستخبارات الأمنية المشتركة والمرتبطة بصورة مباشرة بالمكتب الأمني لـ”نوري المالكي”، في “المنطقة الخضراء”، والمعتقل يقع ضمن مجمع القصور الرئاسية في منطقة “البراضعية”، القريبة من مركز مدينة “البصرة”.
وقام “عبدالكريم عبدفاضل”؛ والمتسمى بالاسم الحركي والملقب، بـ”أبوعلي البصري”، قد قدم استقالته قبل تشكيل اللجنة التحقيقية الخاصة بهذا الموضوع، والمتكونة من أعضاء بـ”مجلس النواب”، بشأن هروب هؤلاء المعتقلين، وفعلًا تمكن من الهروب بعدها، وقد هرب “البصري” بدوره إلى “السويد”، حيث كان “البصري” يعيش في “السويد”، منذ عام 1996، بصفة لاجيء مثل بقية العراقيين، ولغاية غزو واحتلال “العراق”، عام 2003، حيث عاد بعدها لغرض إستلام غنيمته وبحثه عن المنصب الذي يحقق له الإستحواذ على الأموال الطائلة بكل الأوجه غير المشروعة؛ لأنه كان يعتبرها فرصة ذهبية لا تعوض مرة أخرى. وبالإضافة إلى أنه يرتبط بعلاقة وثيقة الصلة ومقرب جدًا من المدعو، “أبومهدي المهندس”، وكذلك يُعتبر من المحسوبين على زمرة مدير مكتب “المالكي” السابق المدعو، “طارق نجم عبدالله”.
بعد تسلم “نوري المالكي” رئاسة الوزراء؛ تم استدعائه من قِبل الزمرة المحسوب عليهم، وأوكلت له مهمة أمن رئاسة مجلس الوزراء مع أخيه وبمساعدته وإشرافهم المباشر على جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية التابعة للمكتب الأمني والمتابعة الخاص بـ”المالكي”.
صراعات على غنائم الشعب..
بعد تأمين هروب هؤلاء المعتقلين إلى خارج “العراق”؛ والذي تم بسرية تامة، ولكن تم تسريب هذه المعلومات للصحافة والإعلام عن طريق المدعو، “كاطع شرهان الركابي”، وذلك للانتقام منه ولأسباب خلافات مادية وتجارية سابقة بينهما، أي بين “البصري” و”الركابي”، وكذلك الخلاف للسيطرة على رئاسة مجلس الوزراء ومكاتبها، وخصوصًا جميع مكاتب “المالكي” السياسية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية؛ لأنها تُدر ذهبًا عليهم من خلال الإستحواذ على الصفقات والمناقصات التجارية والعمرانية، حيث دخل الإثنين في صراعات، وعملية تسقيط أخلاقية وتشويه سمعة الآخر، بالإضافة إلى الصراع الذي نشب من جهة أخرى بين الحرس العائلي لـ”المالكي” والحرس الحزبي لـ”الدعوة”، للسيطرة على جميع مكاتب “رئاسة مجلس الوزراء”.
“البصري”؛ في حينها سارع بدوره إلى تقديم البستان هدية إلى، “عزت الشاهبندر”، وتم تحويل ملكيته إليه، ولغرض طمس الموضوع والتأثير على، “نوري المالكي”، واستخدام نفوذه الحزبي للتأثير بعدها على اللجنة التحقيقية المشكلة لهذا الغرض، فسارع “الشاهبندر” بتقديم المساعدة لهؤلاء المعتقلين بالهروب الآمن خارج “العراق”، وفعلًا قام بدوره على أكمل وجه وأجرى اتصالاته بسرعة، وحيث أجر طائرة سياحية خاصة من شركة طيران تركية، وقد وصلت الطائرة إلى “مطار المثنى”، في “بغداد”، وأقلعت منه في نفس اليوم مع المعتقلين و”البصري”؛ ثم تم تهريبهم إلى “سوريا” ومن هناك عرف أنها قد توجهت إلى “إيران”، أما “أبوعلي البصري”؛ فقد استقل طائرته من “سوريا” إلى “السويد”.
ويتابع المصدر: “المهم أن المدعو، أبوعلي البصري، قد قدم استقالته من جميع مناصبه الأمنية والاستخبارية للمالكي، بعد تأمين هروب المعتقلين، وقد قبلها، المالكي، فورًا منعًا للفضيحة.. الشيء الآخر والمتمثل بلجنة التحقيق النيابة المشكلة وقتها، فهي كانت لا تتعدى كونها زوبعة في فنجان، وحالها سوف يبقى كحال عشرات ومئات لجان التحقيق المشكلة سابقًا ولاحقًا؛ والتي ذهبت إدراج المكاتب السرية، وتم إتلافها فيما بعد بصورة متعمدة، لأن هذه اللجان المُشكلة كان هدفها الأول سياسي ومعركة لتشويه السمعة وكسب مزيد من النقاط على خصوم الآخر لا أكثر ولا أقل”.
وهذه الزمرة الفاسدة تسافر غالبًا عن طريق الجوازات الدبلوماسية الرسمية المزورة للمعلومات، وموجودة لدى جميع النواب والوزراء والمسؤولين في هيئة الرئاسات الثلاث، وحتى المدراء العامين والسفراء، والذين ينهبون المال العام، وذلك لسهولة الإفلات من التبعات القانونية بعد هروبهم نتيجة الفساد، ولأنهم يحملون جنسيات بلدان غربية أخرى وبغير أسمائهم الحقيقية ووظائفهم وهو ما معمول به حاليًا.