أسست “حزب الخير” .. هل تهز “المرأة الحديدية” عرش أردوغان ؟

أسست “حزب الخير” .. هل تهز “المرأة الحديدية” عرش أردوغان ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

“المرأة الحديدية”.. كما تلقبها وسائل الإعلام الإنكليزية، امرأة أتخذت قرار الوقوف في وجه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، فأعلنت النائبة السابقة عن حزب الحركة القومية اليميني، “ميرال أكشينار”، وإحدى مؤسسات “حزب العدالة والتنمية” الحاكم سابقاً، عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم ”حزب الخير”.

تغيير المناخ السياسي..

قالت “أكشينار”، التي تلقب بـ”المرأة الحديدية”، إن تركيا ستكون بخير في ظل حزبها، مضيفة: “إن تركيا وشعبها تعبا. والدولة تآكلت وانعدم النظام ولا حل سوى بتغيير كل المناخ السياسي”.

“أكشينار” أسست الحزب الجديد؛ بعد أن باءت مساعيها بالفشل في عقد مؤتمر لحزب “الحركة القومية” وانتخاب زعيم جديد له بدلاً من الزعيم الحالي الطاعن في السن “دولت بهتشلي”.

وتسبب تأييد “بهتشلي”، لتحويل النظام السياسي في تركيا إلى النظام الرئاسي والوقوف إلى جانب “رجب طيب أردوغان”، في نشوب خلاف بين “أكشينار” و”بهتشلي”.

خط يمين الوسط القومي..

رغم أن أغلب الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد لهم تاريخ طويل في “حزب الحركة القومية”؛ إلا أن الحزب يطمح إلى أن يمثل خط يمين الوسط القومي ونيل أصوات القوميين والديمقراطيين.

ولم يتمكن الحزب من استئجار فندق في العاصمة أنقرة مخافة أن ينظر إلى ذلك وكأنه تأييد لموقف الحزب من قبل أصحاب الفندق.

وقد اضطر مؤسسيه إلى عقد مؤتمر الإعلان عن تأسيس الحزب في مركز “ناظم حكمت” الثقافي التابع لحزب “الشعب الجمهوري” المعارض.

وبعكس زعيم حزب الشعب الجمهوري، “كمال كليغدار أوغلو”، الذي فشل في الوصول إلى فئات الناخبين من خارج دائرة النخب المتعلمة في المدن، فإن “أكشينار” قادرة على اختراق القاعدة الشعبية لـ”أردوغان”.

السيرة الذاتية..

تولت “أكشينار” منصب وزير الداخلية عام 1996، وشاركت في تأسيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إلا أنها تركت الحزب، وقالت حينها إنّه مجرد امتداد لحزب “الرفاه الإسلامي” بزعامة “نجم الدين أربكان”.

وانضمت إلى حزب “الحركة القومية” لاحقاً، قبل أن يتم طردها منه العام الماضي بسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب في تأييد “أردوغان”.

ولدت “أكشينار” في 8 تموز/يوليو 1956، بمحافظة كوغالي التركية، وهي من أصول بلقانية من جهة أبيها وأمها معًا.

ودرست “أكشينار” التاريخ بجامعة إسطنبول، وأكملت دراساتها العليا بمعهد العلوم الاجتماعية بجامعة “مرمرة”، حيث حصلت على درجة الدكتوراة في التاريخ، وعملت كأستاذ محاضر بجامعات “يلدز وكوغالي ومرمرة” قبل أن تدخل معترك السياسة.

أنتُخبت “أكشينار” عام 1995، نائبة بالبرلمان التركي كعضو في حزب “الطريق القويم” وممثلة عن محافظة إسطنبول، وعُينت وزير للداخلية في الفترة بين تشرين ثان/نوفمبر 1996 وحزيران/يونيو 1997، قبل أن تُقال من منصبها إثر انقلاب عسكري عام 1997.

وفازت “أكشينار” بعضوية البرلمان التركي مرة أخرى في انتخابات 2007 و2011 كعضو عن حزب “الحركة القومية” وممثلة عن محافظة إسطنبول، حيث انتُخبت نائبًا لرئيس البرلمان.

سيادة القانون..

وقفت “أكشينار” ضد تدخل الجيش في الحياة السياسية؛ وتحدت أحد الجنرالات الذي هددها بأن يصلبها على السياج الحديدي الواقع أمام مجلس الوزراء.

وتؤكد على أهمية سيادة القانون وصيانة المؤسسات واتباع الأصول والإجراءات القانونية. وأوضحت أن “أردوغان” يرى العالم بلونين فقط هما إما أبيض أو أسود، “أما أنا فلا أنظر إلى سيادة القانون بمنظار الخطأ أو الصواب، أنا أؤمن بسيادته”.

مواقف سابقة من سياسة “أردوغان”..

انتقدت موقف “أردوغان” من المرأة، وقالت إنه يريد “أن نبقى داخل المنزل”.

وعارضت “أكشينار” مفاوضات السلام، التي أجرتها الحكومة مع “حزب العمال الكردستاني” قبل سنوات قليلة، وقالت إن القانون التركي فيه ما يكفي من ضمانات لصيانة حقوق الأقليات في البلاد وحاجاتها.

لكنها انتقدت اعتقال النواب الأكراد وزجهم في السجن؛ ووصفت ذلك بأنها محاولة من قبل “أردوغان” لترهيب الأكراد ولذلك “زج بالنواب الأكراد في السجون قبل الاستفتاء على النظام الرئاسي”، حسبما قالت.

حملة مناهضمة من إعلام “أردوغان”..

تعرضت هي نفسها لحملة شرسة من قبل الإعلام الموالي لـ”أردوغان”، تناولت حياتها الشخصية منذ نيسان/إبريل من العام الماضي، كما تلقت تهديدات بالقتل، ووصفت ذلك بأنها محاولة لإرهابها. وقالت: “إن هذه الحملة المنسقة منذ نيسان/إبريل 2016 تهدف إلى إرغامي على التراجع لكنهم فشلوا في ذلك”.

تمثل تحدي لـ”أردوغان”..

المراقبون يرون أن “أكشينار” تمثل تحدياً جدياً لـ”أردوغان”، لأنها تستمد شعبيتها من نفس قاعدته الشعبية، وهي فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.

وكانت مجلة “التايمز” البريطانية قد أفسحت المجال على صفحاتها إلى “ميرال أكشينار”، حيث ذكرت المجلة الشهيرة أن من وصفتها بـ”المرأة الحديدية” التركية “ميرال أكشنار” تستعد لتحدي “أردوغان”.

سيطيح بنظام “أردوغان”..

خلال مشاركتها على قناة “فوكس” التركية، صرحت “أكشنار” أن الحزب الجديد سيطيح بنظام “أردوغان”، وأنها مستعدة للموت من أجل تحقيق هذا، مضيفة أن الشعب التركي بدأ يكسر جدار الخوف من النظام الحالي.

لافتة إلى أنها ليس لها أية علاقة مع “حركة الخدمة”، مشددة على أن من يتهمونها بالانتساب إلى هذه الحركة هم من عناصر تلك الحركة في الحقيقة.

ترشحها للرئاسة يتوقف على رغبة الشعب..

في إجابتها عن سؤال بشأن ما إن كانت ستترشح للانتخابات الرئاسية التركية في عام 2019، ذكرت “أكشنار” أن رفقاءها يطالبونها بذلك؛ غير أن الأمر يتوقف على ما يرغب فيه الشعب، مفيدة أنهم سينظرون إلى هذا الأمر بعد تأسيس الحزب وبدئه العمل.

وفي معرض ردها أيضاً على سؤال بشأن ما إن كانت واثقة من هزيمة “أردوغان”، أكدت “أكشنار” أنها واثقة من أنها ستهزم “أردوغان” في الانتخابات القادمة.

ستفوز على “أردوغان”..

من جانبه، أعلن “كوراي أيضن”، الذي استقال من حزب “الحركة القومية” وأعلن انضمامه إلى الحزب الجديد لـ”المرأة الحديدية”، أن استطلاعات الرأي التي أجريت بشأن الانتخابات، التي سيشهدها عام 2019، كشفت حصول الحزب على أكثر من 20 في المئة من أصوات الناخبين، مؤكداً على أنه في حال ما أسفرت الانتخابات الرئاسية عن مرحلة ثانية فإن “أردوغان” سينافس “أكشنار” باعتبارهما المرشحين الحاصدين على أعلى نسبة في الأصوات وستنتهي الجولة بفوز “أكشنار”.

سياسة “أردوغان” تحتاج لمعارض قوي..

الكاتب الصحافي التركي “إسحاق إنجي”، رئيس تحرير صحيفة (الزمان) التركية، أرجع سبب تأسيس “حزب الخير” التركي المعارض الذي أسسته المعارضة التركية “ميرال أكشينار”، إلى ضرورة التوافق مع احتياجات ومتطلبات الشعب التركي وتلبيتها في ظل سياسة التسلط التي يمارسها “أردوغان” وحزبه، لافتًا إلى أن سياسة “أردوغان” تحتاج إلى معارض قوى.

الانتخابات المقبلة لن تكون نزيهة..

موضحاً “إنجي”، أن تركيا منذ 4 سنوات ابتعدت عن الشفافية والديمقراطية كثيراً، متوقعًا ألا تتسم الانتخابات المقبلة بالنزاهة، وبالتالي “أردوغان” سيستمر في النظام إلى أن يشعر الشعب بتدهور اقتصادي.

مضيفًا أن سياسة الحظر التي تمارسها أميركا بشكل متكرر على إيران قد تدفع بمحاكمة “أردوغان” وحزبه، وبالتالي ستقطع إيران علاقاتها بتركيا؛ وفي هذه الحالة يتعرض اقتصاد تركيا للانهيار ولن يبقى سوى “حزب الخير” هو البديل عن “أردوغان” وحزبه.

لإرساء قاعدة له قبل انطلاق الانتخابات..

ذكرت الدكتورة “جيلان جبر”، المحللة السياسية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن تأسيس “حزب الخير” المعارض لحزب الرئيس التركي “رجب أردوغان”، بقيادة “ميرال أكشينار”، جاء بهدف إرساء قاعدة له قبل انطلاق الانتخابات البرلمانية في 2019، والتمهيد للتغيير برلمانياً قبل رئاسياً، لافتة إلى أن اختيار هذا الوقت جاء بدلالات مهمة وخطيرة.

توجد قوة رافضة للسياسات التمددية لـ”أردوغان”..

أوضحت “جبر” أن تأسيس هذا الحزب مؤشر على حدوث اختلال في قوى التوازن البرلماني؛ ومن ثم يركز على أن هناك قوة رافضة للسياسات التمددية لـ”أردوغان” في الحكم، منوهة إلى أن ظهور هذا الحزب في هذا التوقيت مهد الطريق له تدهور العلاقات التركية مع أميركا والاتحاد الأوروبي وتذبدبها شداً وجذباً مع دول الخليج وكبيئة خصبة تسمح لتنامي وجوده.

ليس بالسهل هز عرش “أردوغان”..

لافتة المحللة السياسية، إلى أن هز عرش “أردوغان” ليس بالسهل؛ نتيجة كثرة المؤيدين له من أصحاب المصالح والاستثمارات في الداخل، الذين يشكلون قوة اقتصادية كبرى.

مشيرة “جبر” إلى أنه في حال تمدد السياسات التعسفية لـ”أردوغان” ستحدث تغييراً كبيراً في ميزان التصويت البرلماني لصالح “حزب الخير” المعارض الجديد.

أهداف الحزب..

تضمنت أهداف الحزب إدراج تركيا ضمن الدول الأربعين الأولى عالمياً في مؤشر الرفاهية، والعودة إلى النظام البرلماني، ورفع الدخل القومي للفرد في غضون 5 سنوات إلى 14 ألف و500 دولار، ورفع نسبة معرفة القراءة والكتابة بين النساء إلى 100 في المئة، وتشجير مساحة 150 ألف هكتار.

وجاءت أهداف الحزب على النحو التالي:

النظام السياسي:

– إصدار قانون ديمقراطي للأحزاب السياسية خلال العام الأول.

– العودة إلى النظام البرلماني بالدستور الجديد خلال العام الأول.

– التطبيق الفوري لمعايير الاتحاد الأوروبي الخاصة بحرية الصحافة.

في مجال الاقتصاد:

– إدراج تركيا ضمن أقوى 10 اقتصاديات في العالم.

– رفع الدخل القومي للفرد في ختام السنوات الخمس الأولى إلى 14 ألف دولار.

– خفض معدلات البطالة خلال سنوات الخمس الأولى إلى ما دون 7 في المئة.

– تحقيق ثورة الصناعة 4.0 في التكنولوجيا.

في مجال الرفاهية:

إدراج تركيا ضمن الدول الأربعين الأولى عالمياً في مؤشر الرفاهية.

في مجال التعليم:

– إدراج تركيا ضمن الدول العشرين الأولى عالمياً في تصنيف برنامج تقييم الطلاب الدوليين.

– رفع نسبة معرفة القراءة والكتابة بين النساء، دون سن الأربعين، إلى 100 في المئة في غضون 5 سنوات.

– رفع متوسط فترة التعليم إلى 11 عاماً (بحسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2016، تبلغ هذه النسبة حالياً في تركيا 7.9 سنة)

في مجال السياحة:

– استقبال 50 مليون سائح بمتوسط إنفاق سنوي ألف دولار.

الحياة الاجتماعية:

– استشعار الطاقة الإيجابية للشباب والنساء في مجالات الحياه كافة.

– إكساب جواز السفر التركي المكانة التي يستحقها.

البيئة:

– تشجير مساحة 150 ألف هكتار خلال عام واحد والسيطرة على التآكل.

هذا وتتألف الهيئة التأسيسية للحزب الجديد من 200 شخص، ويشارك حالياً في البرلمان بـ5 مقاعد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة