10 يونيو، 2025 10:28 ص

أسرار وساطات واعتذارات اعادت قناة العراقية الى البرلمان

أسرار وساطات واعتذارات اعادت قناة العراقية الى البرلمان

في الوقت الذي اعلنت فيه قناة “العراقية” انها انتصرت في نزاعها مع رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي، حين سمح لها بتغطية جلسات البرلمان بعد منع استمر اسابيع، تكشف وثيقة حصلت عليها “المسلة” ان ما حصل ليس كما سوقته “العراقية” باعتباره بطولة وانتصاراً، بل مرده اعتذار من المدير العام لشبكة الاعلام العراقي محمد ع

غبد الجبار الشبوط على “مشاكل” اكتنف عمل القناة في تغطيتها لجلسات المجلس لاسيما ما يتعلق بقطعها البث المباشر لمؤتمر النجيفي الخاص بالرد على تهم وجهها اليه رئيس الوزراء نوري المالكي.
وتكشف الوثيقة عن شكر الشبوط للنجيفي بعد استجابته لوساطة قام بها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي. وكان الشبوط طالب الحكومة باتخاذ اجراء لإدخال كادر قناة العراقية الفضائية شبه الرسمية الى مبنى مجلس النواب على الرغم من قرار المنع الذي اصدره رئيس المجلس اسامة النجيفي، كما شنت القناة حملة اعلامية ضد النجيفي.
واعتقد مواطنون عراقيون وصحافيون ان الشبوط نجح في ضغوطه السياسية، وسياساته في استرجاع حق القناة في التغطية، ما جعلهم يصابون بخيمة الامل بعدما ادركوا ان الشبوط اعتذر، وقدم الولاء والخضوع للنجيفي. ولم يستبعد اعلاميون عراقيون، في ان سلوك الشبوط هو نفاق سياسي وسعي لاستيعاب أي متغير سياسي يمكن ان يطرأ كنتيجة لاستحقاقات انتخابات 30 نيسان/ابريل.
وبحسب المتحدث باسم مجلس النواب صباح الباوي في بيان صحافي فان “الموافقة على السماح مجدداً لقناة العراقية بمزاولة انشطتها الاعلامية داخل مجلس النواب جاءت بعد ان تعهدت القناة بتقديم رسالة اعتذار للمجلس بشأن الهفوات التي اكتنفت عملها في الفترة السابقة وبذلها المزيد من الجهد في المستقبل لتلافيها”، مشيرا الى ان “نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي نقل ذلك التعهد.
واضاف البيان ان “المجلس ليس معنياً بسحب القناة دعواها المقامة لدى محكمة النشر بقدر حرصه على ان ينساق نشاطها للمعايير التي يؤكد عليها قانونها المرقم 66 لسنة 2004، وان تتسم تغطيتها للانشطة الرسمية بالحرفية والحياد.
وتابع ان “المجلس سيظل يراقب عن كثب ويقيم مدى مهنية وموضوعية وسائل الاعلام الممولة من الدولة، والتي تنقل من تحت قبة البرلمان انشطة المجلس الى الشعب ومدى التزامها بمواثيق الشرف الاعلامي وقواعد ممارسة المهنة”.
وكان رئيس البرلمان اسامة النجيفي قد اصدر قراراً بمنع قناة الفضائية العراقية من دخول مجلس النواب بسبب قطعها البث المباشر لمؤتمره الخاص بالرد على تهم وجهها اليه رئيس الوزراء نوري المالكي. وهدد المالكي الاسبوع الماضي باستعمال القوة، لكي تتمكن قناة العراقية من تغطية اعمال مجلس النواب، قائلا “بإمكاننا ادخال قناة العراقية الى داخل مجلس النواب بالقوة ولا احد يستطيع منعنا من ذلك”.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يسعي محمد الشبوط، الى كسب ولاءات الجميع، بغض النظر عن المواقف السياسية للجهات التي يتملق لها، حتى على حساب افكاره وقناعاته، بغية الحفاظ على كرسي المنصب الذي يشغله. وطوال شغله لمنصبه الحالي، اعترت شبكة الاعلام الكثير من الهفوات والمشاكل، والنزاعات لكسل النفوذ داخل الشبكة، وكادت فضيحة “الفيديو الفضائحي” الاخيرة ان تطيح بالشبوط لولا تداركه الامر بنفس الطريقة التي تقرب فيها الى النجيفي، وهي الاعتذار والتوسل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة