وكالات – كتابات :
كشف “العجمي العتيري”، قائد عملية اعتقال “سيف الإسلام القذافي”، خلال الثورة التي شهدتها “ليبيا”؛ عام 2011، أن نجل الزعيم الليبي الراحل طلب منه عند اعتقاله: “أن يُطلق النار على رأسه”، وفق ما صرح به “العتيري” لمجلة (Jeune Afrique) الفرنسية.
في مقابلة مع المجلة، نُشرت الأحد 14 آب/أغسطس 2022، قال العقيد “العتيري”، الذي كان يقود كتيبة (أبوبكر الصديق): “في ليلة 18 إلى 19 تشرين ثان/نوفمبر 2011، أعددنا كمينًا في وادي الرمل بين منطقة وادي الشاطيء ووادي الحياة، مع مجموعة من مقاتلين من الزنتان كنت أقودهم، وواحد من قبيلة برغن وأصله من الجنوب”، وفق ما نقله موقع (روسيا اليوم).
تفاصيل اعتقال “سيف الإسلام”..
تابع “العجمي العتيري”؛ قائلاً: “قبيل الفجر، حوالي الساعة: 02 صباحًا، ظهرت سيارتا دفع رباعي مصفحتان بين الكثبان الرملية. حاولتا المقاومة والهرب. كانت هناك بعض الاشتباكات بالأسلحة النارية قبل أن يتم إيقافهما. لم يكن هناك الكثير فيهما: رجلان في السيارة الأولى و04 في السيارة الثانية”.
عن توقيت عملية القبض على “سيف الإسلام القذافي”، قال هذا القائد العسكري الميداني؛ الذي ينتمي إلى قبيلة “الزنتان”: “في الليل المظلم، لم نتمكن من رؤية الكثير. كنت أول من اقترب من موكبهم واستجواب أحدهم الذي انتهى به الأمر ليقول لي وهو يُشير إليه، إنه سيف الإسلام”.
أضاف “العجمي العتيري”، كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أراه فيها شخصيًا. كان رأسه مغطى بالرمال حتى حاجبيه، وكان يرتدي جلبابًا أبيض، مع وشاح بني حول رقبته. كنت هادئًا وكنت سعيدًا لأنني في تلك اللحظة كنت أعتقد أن اعتقال نجل القذافي الثاني سيُنهي الحرب والتمرد”.
أراد السفر إلى “النيجر” لتطبيب جروحه..
كما لفت “العجمي العتيري” إلى أنه حين: “رأيت أنه مُصاب ويده ملفوفة بضمادات، أردت على الفور معالجته، لكن لم تكن لدينا مجموعة إسعافات أولية. قُطعت 03 من أصابعه، كما أصيب بجروح في بطنه وجانبيه”.
نقل “العجمي العتيري”؛ عن “سيف الإسلام القذافي”، أنه أخبرهم بأنه نجا بأعجوبة من قصف الـ (ناتو)؛ الذي أصاب وقتل: 20 من حراسه الشخصيين قبل شهر. كما أكد لآسريه أنه لم يكن هاربًا، لكنه خطط لإجراء عملية جراحية في “النيجر”، ثم العودة بأمان إلى “ليبيا”.
طلب بنفسه تصفيته جسديًا !
بشأن مزاعم وسائل الإعلام بأن نجل “القذافي” عرض عليهم المال مقابل إطلاق سراحه، أكد قائد عملية اعتقال “سيف الإسلام”؛ أن ذلك لم يكن صحيحًا تمامًا، بل إن: “سيف الإسلام؛ لم يُناقش معنا المال على الإطلاق. ما طلبه مني هو أن أطلق النار على رأسه. أخبرته أن مثل هذا الأمر مخالف لمبادئنا، وطلب نقله إلى الزنتان، مسقط رأسي”.
قال “العجمي العتيري” أيضًا: “أبقينا عليه طوال الليل بمقرنا في أوباري، وطلبنا إرسال طائرة مدنية لنقلنا إلى الزنتان، على بُعد: 170 كيلومترًا من طرابلس. أعددنا غرفة عمليات، وجلبنا جراحين رفيعي المستوى لإجراء العملية على يده، التي كانت في حالة سيئة للغاية. وتم إبلاغ النائب العام والشرطة العدلية”.
في اليوم التالي لوصول “سيف الإسلام معمر القذافي”؛ إلى “الزنتان”: “خضع لعملية جراحية لأكثر من 04 ساعات، كما احتاج إلى مراقبة طبية يومية لمدة شهرين تقريبًا. منذ الأيام الأولى من أسره، تحدث إلينا عن السياسة وأقسم لنا أنه لم يدفع أبدًا لمرتزقة أجانب لمساعدة والده. كما أني فهمت من حديثي معه أنه وقف مع معمر القذافي؛ لأنه لم يكن لديه خيار آخر من جهة احترام رب الأسرة”.