أستاذ بجامعة “أنقرة” : تركيا تعمل على تعديل سياساتها تجاه سوريا !

أستاذ بجامعة “أنقرة” : تركيا تعمل على تعديل سياساتها تجاه سوريا !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

عزلة “تركيا” والصراعات الإقليمية، أجبرت “أنقرة” على تحسين علاقاتها مع: “السعودية” و”الإمارات” و”مصر”. صحيح أن “تركيا” تتأنى في مسألة ترميم علاقاتها مع “الرياض”، لكن هناك محاولات سياسية مع “القاهرة” و”أبوظبي”.

ورغم الخلافات العميقة بين “أنقرة” و”القاهرة”؛ إلا أن لقاء الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، نظيره المصري، على هامش الاجتماعات الخاصة بالأزمة الليبية في “ألمانيا”، العام الماضي، كان بمثابة ضوء أخضر تركي لاستئناف العلاقات بين البلدين. بحسب وكالة أنباء (مهر) الإيرانية.

بينما تختلف طبيعة العلاقات التركية مع “السعودية” و”الإمارات” قليلًا، حيث توترت العلاقات مع “الإمارات” مدة طويلة بسبب “قطر” و”ليبيا”.

من جهة أخرى، لم تكن “تركيا” تتطلع، كما “الإمارات”؛ إلى تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”، لكن الخلاف الإيديولوجي الأعمق بين الجانبين سببه، “الإخوان المسلمين” والأزمات المصرية والقطرية. ولم تكن تشترك “تركيا” مع “الإمارات” في السياسات الإستراتيجية الإقليمية، ولكن حاليًا وفي إطار مساعي تحسين العلاقات؛ نشهد مباحثات ثنائية بين الرئيس التركي، و”محمد بن زايد آل نهيان”، ولي عهد “أبوظبي”.

ولم تقتصر التحركات التركية الأخيرة على صعيد السياسات الخارجية عند هذا الحد، ولكن هناك مؤشرات إيجابية تتعلق بـ”أرمينيا” بواسطة سويدية.

وللحديث عن أهداف السياسات الخارجية التركية؛ أجرى مراسل وكالة أنباء (مهر)؛ الحوار التالي مع: “سنجر ايمر”، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “أفق”، بالعاصمة “أنقرة”..

تصحيح لسياسات مغلوطة..

وكالة أنباء “مهر” : هل المحاولات التركية بشأن ترميم العلاقات مع مصر والإمارات تهدف إلى الخروج من حالة العزلة في شرقي البحر الأبيض المتوسط، أم للأزمات الإقليمية دور في التحول التركي ؟

“سنجر ايمر” : تبنت “تركيا” سياسات مغلوطة في المنطقة، فلقد كان موقف الحكومة التركية من أزمة “الإخوان المسلمين” مثلًا؛ خاطيء تمامًا، لأن أزمة هذه الجماعة تتعلق بالشأن الداخلي المصري.

وفي رأيي تُمثل “طهران” و”أنقرة” و”القاهرة” أهم محاور الاستقرار في المنطقة، لذلك لابد من التعاون بين الأطراف الثلاثة. والواقع أن الأجواء الإماراتية أفضل بسبب مصادر الطاقة، لكنها لا تستطيع المنافسة مع “إيران” و”تركيا” بسبب محدودية الكتلة السكانية.

ويمكن تعريف السياسات الإماراتية عبر المواقف السعودية. وتعتبر “القضية الفلسطينية” أحد أهم محاور توتر العلاقات “التركية-الإماراتية”، لاسيما بعد تعاون الأخيرة مع “الكيان الصهيوني”، بالإضافة إلى أزمة “شرقي البحر الأبيض المتوسط” والوجود الأميركي في الجزر اليونانية.

من ثم تحتاج “تركيا” إلى تطوير علاقاتها مع دول المنطقة، وفي هذا الإطار كانت اللقاءات التركية مع: “الإمارات والسعودية ومصر”.

ضرورة تعديل السياسات التركية تجاه سوريا..

وكالة أنباء “مهر” : أما حان الوقت لاتخاذ خطوات جادة بشأن ترميم العلاقات “التركية-السورية” ؟

“سنجر ايمر” : بالفعل، حان الوقت. علمًا أن “الولايات المتحدة” هي الدولة الوحيدة التي تحول دون السلام بين الحكومات التركية والسورية.

وللحقيقة؛ فسوف تتحول “الصين”، خلال بضعة سنوات؛ إلى قوة عالمية بسبب ارتفاع العوائد المحلية الصينية بشكل سريع. وللحيلولة دون ذلك تقوم “الولايات المتحدة” ببعض الخطوات في المنطقة؛ أبرزها فرض حالة من التوتر داخل “سوريا”؛ ومن ثم خلق أزمة لاجئين.

والموقف التركي تجاه “سوريا” كان خطأً منذ البداية؛ ومتأثر بالدول الأوروبية الذي يهدف إلى زرع العناصر الإرهابية داخل “سوريا” وإشعال فتيل الحرب الأهلية. وهذه السياسة حالت دون إقرار سلام مجتمعي في “سوريا”، وفرضت على “تركيا” استقبال موجات من اللاجئين.

ورغم تنفيذ “تركيا” عدد من الحملات ضد “حزب العمال الكُردستاني” على الأراضي السورية، لكن يتعين العمل على توحيد الحكومة في “دمشق”؛ لأن استقرار الأوضاع في هذا البلد سوف ينعكس على حل أزمة اللاجئين. ولذلك يجب على “تركيا” المضي قدمًا في مسار تعديل سياساتها تجاه “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة