خاص : ترجمة – محمد بناية :
وصل رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، العاصمة الإيرانية، “طهران”، على رأس وفد وزاري كبير، يصاحبه عدد من رجال الأعمال العراقيين، في أول زيارة له إلى هذا البلد؛ وثاني زيارة رسمية له خارج “العراق”، منذ توليه رئاسة الوزراء العراقية في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وكان وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في استقباله بمطار “مهر آباد”، في حين استقبله الرئيس، “حسن روحاني” بقصر “سعدآباد”.
ليست زيارة شكلية أو شرفية..
وبالنظر للأوضاع الإقليمية والدولية، لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار زيارة السيد، “عادل عبدالمهدي”، رئيس وزراء العراق، إلى “إيران”، زيارة شرفية أو شكلية. بحسب “عماد آبشناس”؛ مراسل وكالة أنباء (أسپوتنیک) الروسية.
تأتي هذه الزيارة؛ بعد زيارة الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إلى “العراق”، قبيل أسابيع، ومن قبله وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”. وقد إزدادت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين والعراقيين مؤخرًا بشكل ملفت للنظر، بينما يسعى الأميركيون إلى تقييد العلاقات السياسية والاقتصادية “الإيرانية-العراقية”، من خلال تشديد الضغوط على “العراق”.
زيارة “ترامب” ليلًا و”روحاني” يأتي في وضح النهار !
وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد زار، (دون مقابلة المسؤولين العراقيين)، “العراق” ليلاً، وفي المقابل زار الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، “العراق”، في وضح النهار؛ ولم يلتقي فقط المسؤولين السياسيين وإنما الاقتصاديين والدينيين العراقيين؛ حتى يثبت مدى متانة العلاقات “الإيرانية-العراقية”، وأنها أكبر من أن يستطيع الأميركيون الإخلال بهذه العلاقات.
ولعل تصريحات السيد، “عادل عبدالمهدي”، بشأن تشابه الأوضاع الجغرافية والسياسية الإيرانية والعراقية، يؤشر إلى إدراك العراقيون الجيد لمسألة أن جميع دول المنطقة تقف في قارب واحد، وأن الجميع معرض للغرق والهلاك إن حدث ثقب بهذه القارب.
وحدة المصير..
وصرح، في المؤتمر الصحافي الذي جمعه والرئيس الإيراني، “حسن روحاني”: “عندما ألحق الجفاف الأضرار بالجمهورية الإيرانية، كان العراق أيضًا يعاني من الجفاف، وبينما تصارع إيران حاليًا ضد السيول يواجه العراق أيضًا مخاطر الفيضانات”.
من ثم لو يحظى “العراق” بالاستقرار والأمن؛ فسوف تحظى “إيران” كذلك بالأمن والاستقرار، و”أميركا”، التي تبعد فقط 15 ألف كيلومتر، سوف تستغل الموقف لصالحها؛ ولن تقع تحت وطأة أي حدث يقع بالمنطقة.
لقد خاضا “إيران” و”العراق”، 8 سنوات من الحرب الكارثية، لكن كلا الطرفين إنتبه مؤخرًا لأهمية التعاون بينهما كسبيل وحيد للبقاء.
وربما أمكن القول: إن أهم ما ورد في خطاب “عبدالمهدي” هو التأكيد على أن “العراق” لن يسمح، بموجب الدستور، لأي طرف باستخدام أراضيه في تنفيذ أعمال عدائية ضد دول الجوار.
والواقع أن المقصود بهذه التصريحات هو الرئيس الأميركي، الذي كان قد أعلن عن قراره بشأن استخدام القواعد الأميركية في “العراق” ضد “إيران”.
ولا يخفى على أحد نفور العراقيين، كما الإيرانيين، وربما أكبر، من الأميركيين. وكما تتسبب السياسات الأميركية ضد “إيران” المشاكل للإيرانيين، فلقد أسفر الهجوم الأميركي على “العراق” عن مصرع مئات الآلاف من العراقيين وأضحى كل عراقي يواجه الاضطرابات ومشكلة الإرهاب والانقسام.
ومن البديهي ألا يميل العراقيون للتعامل مع الأميركيين إذا كانت “إيران” لا تفعل، بل إن الكثير من العراقيين يتطلع إلى إعادة الأميركيين إلى بلادهم في توابيت. والأمر ينطبق كذلك؛ على شعوب دول المنطقة.
ومن المقرر أن تشمل جولة رئيس الوزراء العراقي عددًا من دول المنطقة، ولا يبدو سيئًا أن يلفت إنتباه قيادات المنطقة إلى أهمية تعاون وتعاطف الجيران باعتباره السبيل الوحيد لإقرار السلام والاستقرار في المنطقة. وكان “عبدالمهدي” قد أعلن، في بداية هذه الزيارة الرسمية التي تستغرق يومين، أن بلاده تتطلع لتوطيد وتطوير العلاقات مع كل دول المنطقة.