18 أبريل، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

أسباب التجاذب .. الدوافع التركية الجديدة لتنمية العلاقات مع إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

رغم تذبذب العلاقات الإيرانية التركية خلال العام الماضي، وتصريحات المسؤولين الأتراك المستمرة الموجهة ضد إيران واتهامها بالنزعة التوسعية والطائفية في الشرق الأوسط، وأنها السبب الرئيس في اضطراب النظام الجيوسياسي للمنطقة، لكن شهدت العلاقات الإيرانية – التركية انفتاحاً خلال الأسابيع الأخيرة، شملت زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إلى تركيا وكذا الزيارة المرتقبة للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إلى طهران، والتي من شأنها توطيد العلاقات الثنائية.

مما دفع بالخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، “فرزاد رمضاني بونش”، أن يبحث في الدوافع التركية الحديثة وراء توطيد العلاقات مع إيران، والذي نشر حديثاً على موقع “المركز الدولي لدراسات السلام”.

المتغير الاقتصادي..

تركيا وإيران بصدد رفع مستوى التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار رغم الخلافات السياسية بين البلدين بشأن الأزمة السورية. لكن زيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى طهران، وتشكيل “المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي التركي – الإيراني” من شأنه تنشيط العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وفي هذا الصدد كان المحور الرئيس في مباحثات رئيسا تركيا وإيران سابقاً، هو تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حتى أن الرئيس “حسن روحاني” وصف علاقات بلاده الاقتصادية مع تركيا بـ”الأفضل”. والحقيقة أن المتغير الاقتصادي يلعب دوراً مهماً في العلاقات الإيرانية التركية لأسباب مختلفة، منها على سبيل المثال “الجوار والاتصال والجيوسياسية والاحتياجات المتبادلة”.

ورغم اختلاف البلدين على خلفية بعض القضايا الإقليمية والدولية ومسألة العقوبات على إيران، يبلغ حجم التبادل التجاري الاقتصادي بين البلدين رقماً كبيراً. لأن الأترك يعلمون جيداً أن استمرار العلاقات الغازية مع إيران يمنحها مكانة مؤثرة حيال باكو وموسكو، ويزيد من قدارتها على المساومة الغازية.

المتغيرات الدولية..

تشكيل “حزب العدالة والتنمية” في تركيا ودمج خطاب الإسلام السياسي مع خطاب القومية والنشاط الداخلي خلال العام المنصرم (مع مراعاة شكل الرؤية السياسية والثقافية والأمنية للحزب الحاكم)، ضاعف بشكل عملي من انتقادات وتحديات العلاقات الأوروبية والأميركية مع تركيا. أضف إلى ذلك علاقات “الناتو” مع تركيا والتغاضي عن نشر منظومة الدرع المضاد للصواريخ لصالح منظومة (إس-400) الروسية، وتشكيل تكتل ضد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والعقوبات الأميركية ضد بعض المسؤولين السياسيين والاقتصاديين السابقين في تركيا، على خلفية التعاون مع إيران، والزيادة المطردة في مواقف الدول الأوروبية المتباينة والشديدة أحياناً، حيال الحكومة والشأن التركي الداخلي، مثل الاستفتاء التركي، كل هذا أثار استياء تركيا في النهاية وفرض شكل التعاون، في إطار الاتفاقيات مع الولايات المتحدة الأميركية، على تركيا تبني رؤية جديدة حيال تفعيل العلاقات مع الأطراف الأخرى في آسيا والمنطقة.

وفي هذا الصدد يمكن فهم توجه الرئيس “رجب طيب أرودغان”، في أول زيارة خارجية له بعد الاستفتاء إلى الهند، ناهيك عن ميل تركيا مؤخراً إلى روسيا وإيران.

المتغيرات الإقليمية..

على المستوى الإقليمي دفعت الأزمة السورية المسؤولين الأتراك إلى الاعتقاد في اتباع الإدارة الأميركية، أحياناً، لسياسات قد تهدد وحدة الأراضي التركية.

في المقابل بمقدور أنقرة مراجعة استراتيجيتها حيال وحدة البلاد والأمن القومي والتعاون مع دول الجوار مثل إيران. وهنا تجدر الاشارة إلى مخاوف تركيا وإيران الحالية حيال الأهداف العامة للسياسات الأميركية في سوريا. لذا تقارب أنقرة مع طهران هو نابع نوعاً من مخاوف المسؤولين الأتراك بشأن دفع الخطر الكردي والقوات الكردية في الشمال السوري.

والحقيقة أن تركيا تسعى برئاسة “أردوغان”، إلى اتخاذ خطوات مشتركة مع إيران وفتح فصل جديد من العلاقات العسكرية الأمنية بين الجانبين. علاوة على ذلك قد تكون الأزمة القطرية، والمشاورات مع طهران بشأن مكافحة الأنظمة الإقلمية بقيادة المملكة العربية السعودية، أحد أسباب التقارب التركي مع إيران. والحقيقة أن تركيا تعارض وكذلك إيران موقف الرياض ضد الدوحة، وتسعى الآن إلى زيادة التبادل التجاري عبر إيران.

مستقبل العلاقات الإيرانية – التركية..

في الحقيقة إن حجم وموقف التناغم التركي الإيراني حيال القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وتوجه قيادات البلدين للمراجعة المحتملة للخلافات الثنائية، ورؤية سائر الأطراف للأحداث الإقليمية، واستمرار التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية للجانبين، المتغيرات الإقلمية مثل الأحداث في سوريا والعراق والخليج العربي، ورد الفعل السلبي للإدارة الأميركية وحلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي من تركيا، قد يؤثر على مستقبل التقارب التركي الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب