خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
يحصل حوالي: 60% من المتقاعدين على معاشات من هيئة التأمينات الاجتماعية؛ في “إيران”، ويتقاضى: 8% منهم رواتب أقل من الحد الأدنى (!).. وتعقيبًا على هذه المسألة، يقول “علي دهقاني كيا”؛ رئيس جمعية العمال المتقاعدين في “طهران”: “رغم الحملة الإعلامية عن رفع الحكومة مرتبات المقاعدين بنسبة: 75%، لكن الحقيقة أن مجموع ما يحصل عليه المتقاعد لا يتجاوز: 5.5 مليون طومان في الشهر”.
والقفزة في التكاليف المعيشية دفع الكثير من المتفاعدين للعودة إلى سوق العمل؛ بحسب صحيفة (شرق) الإيرانية الإصلاحية.
وحاليًا يقول اتحاد قائدي مركبات التاكسي في العاصمة: “يُشكل المتقاعدون أكثر من نصف سائقي التاكسي في طهران، ويزداد إقبال هؤلاء على التوصيل بالدراجات النارية”.
يحصل 60% من المتقاعدين على الحد الأدنى..
تكفي نظرة على إعلانات التوظيف على المواقع الإلكترونية في الكشف عن أوضاع المتقاعدين المؤلمة؛ بداية من العمل في محلات المواد الغذائية وحتى شركات النظافة والأمن. وهي من جملة الوظائف التي تطلب توظيف متقاعدين. ويحصلون في الغالب على رواتب شهرية تتراوح بين: 03 – 05 مليون طومان.
والأسوأ أن عمر هذه الإعلانات لا يتجاوز الأسبوع، ويتنافس المتقاعدون على هذه الأعمال رغم قصر المدة وانخفاض الراتب.

يضيف “علي دهقاني كيا”؛ في حوار إلى صحيفة (شرق) الإصلاحية: “حدد خبراء الحكومة بنهاية العام الماضي؛ متوسط إنفاق الأسرة بمبلغ: 09 مليون طومان، في حين يقدمون للمتقاعدين راتب شهري بقيمة: 02 مليون و650 ألف طومان، فكيف يتغلب المتقاعدون على هذه الفجوة الكبيرة ؟!.. من الطبيعي أنهم مجبرون على العودة إلى سوق العمل. ولدنيا: 02 مليون و400 ألف؛ من أصل: 04 مليون متقاعد، يحصلون على الحد الأدنى، بينما يحصل: 700 ألف آخرين على راتب أقل من الحد الأدنى”.
60 % من سائقي التاكسي متقاعدون..
عودة المتقاعدون إلى سوق العمل يُعانون مشكلات خاصة. ووفق تعليق؛ “حسن ݒور ناظري”، عضو جميعة سائق تاكسي طهران، يُشكل المتقاعدون حوالي: 50 – 60% من سائقي التاكسي (!).. ويحصل معظم المتقاعدين في القطاعات المختلفة على الحد الأدنى؛ حيث لا تسبب هذه الأعمال إلا الضرر فقط.
قد ارتفعت تسعيرة التاكسي بنسبة: 25%، لكن التكاليف إزدادت بنسبة: 100% وحالة سيارات التاكسي معروفة.
وحتى لو تشتري سيارة جديدة؛ فإنها تحتاج إلى صيانة بعد: 06 أشهر فقط. وإنطلاقًا من سيارات المتقاعدين تكون متهالكة في الغالب؛ بينما لا يمتلكون القدرة على تحديث هذه السيارات، فإن مشكلات هذه الفئة ليست واحدة أو إثنتين.
المتقاعدون والتوصيل بالدراجات النارية..
بعض المتقاعدين يعملون على دراجات نارية. يقول “داود محمدي”؛ رئيس اتحاد النقل الخفيف والدراجات النارية بـ”طهران”: “يزداد إقبال المتقاعدون على التوصيل بالدراجات النارية. والحقيقة يُشكل المتقاعدون نسبة: 10% من العاملين في هذا الحقل، وهم مجبرون على ذلك في سبيل توفير متطلبات الحياة”.
مع هذا؛ فإن أوضاع هؤلاء ليست جيدة. يضيف “محمدي”: “منذ بروز فيروس (كورونا)؛ إنهار حوالي: 40% من أعضاء النقابة؛ لأن العمل في هذا القطاع يفتقر إلى التوجيه الاقتصادي، ناهيك عن مشكلات البنزين والتكاليف المعيشية ومشروع المرور وعشرات المشكلات الأخرى”.
مرتبات بقيمة 05 مليون طومان..
بعد تأخير حوالي ثلاثة أشهر أعلنت التأمينات الاجتماعية رواتب المتقاعدين للعام الفارسي الجاري. حيث أعلنت الحكومة زيادة الحد الأدنى للمتقاعدين بزيادة: 57.4%.
هذا الرقم يبدو كبيرًا، لكن حين يُضاف إلى رواتب الحد الأدنى والذي يبلغ: 02 مليون و650 ألف طومان، يكون المبلغ حوالي: 05 مليون و580 ألف طومان، وهو مبلغ أقل بكثير من سلة السلع الغذائية للعام الجاري.
يقول “يوسف مرتضايي”؛ عضو مجلس تنسيق نقابات المتقاعدين: “لا توجد إحصائيات معيشية للمتقاعدين على وجه الدقة. والحقيقة لا يمكن في إيران الحصول على الإحصائيات بسهولة. ولو حاولنا إعداد إحصائيات فسوف نواجه مشاكل خاصة لأننا بحاجة إلى الميزانية والبحوث، لكن الواضح هو اختفاء الطبقة المتوسطة بين فئات المتقاعدين كما بقية الفئات بالأخرى بالضبط”.