29 مارس، 2024 12:59 ص
Search
Close this search box.

أزمة “كورونا” .. تدخل ساحة الحروب السياسية في الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

باتت أزمة فيروس “كورونا” أداة سياسة جديدة تستخدمها دول لتسيء بها لدول أخرى بإلقاء الاتهامات عليها، بمبرر أو بدون. ويمكن القول إن فيروس “كورونا” أصبح ساحة إعلان حروب سياسية من الجيل الرابع، التي تتخذ من الإعلام وسيلة، ومن الإشاعات والمعلومات المغلوطة أداة لتحريك الرأي العام. وهي الحروب التي أصبحت الأكثر شيوعًا بين الدول الآن، خصوصًا مع التطورات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يُعرف بـ”الحرب النفسية” التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار والتشكيك في قيادات الدول التي تُشن الحروب عليها.

وتطورت أزمة فيروس “كورونا” وتداعيات انتشاره لتشيكل معالم العلاقات الدولية، في سياسة لا تعترف بمنطق إنساني لا مباديء أخلاقية، فلم يُعد هذا الفيروس مهددًا للبشرية، فحسب بعدما تفاقم عدد المصابين وتجاوز المليون شخص، بل أصبح أيضًا سلاحًا مؤثرًا في المعارك السياسية بين دول العالم.

وبعد مُرور ما يقارب الأربعة أشهر، منذ ظهور المرض للمرة الأولى في مدينة “ووهان” الصينية، نجد أن  تجاذبات سياسية بدأت بين “الولايات المتحدة” و”الصين” واتهامات متبادلة بتخليق الفيروس، ومع وصف “دونالد ترامب” المستمر للفيروس بأنه: “الفيروس الصيني”.

ساحة للصراع في الشرق الأوسط..

وفي منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد توترات سياسية وعسكرية عدة، منذ ما يقارب العشر سنوات، مع انطلاق ثورات “الربيع العربي”. لم تكن دول المنطقة في مأمن من هذا النوع من المعارك، حيث استخدمت دول التجاذبات السياسية، فيروس “كورونا”، كساحة جديدة، خاصة من قِبل “تركيا” و”السعودية”، وبين “مصر” و”قطر”.

وزير الداخلية التركي قال أن “السعودية” أخفت معلومات انتشار الفيروس بين المعتمرين الأتراك؛ وهو ما يُعد نموذجٌا جديدًا للتوتر في العلاقات “السعودية-التركية”، التي تميزت بالتعقيد الشديد، وشهدت خلال العقد الأخير سلسلة من المد والجزر بعد صعود “حزب العدالة والتنمية” لسدة الحكم في “أنقرة”، 2011، بل اتسمت بالتوتر الشديد إثر تداعيات قضية مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”.

ومن جهة أخرى تتهم وسائل إعلام قطرية، “مصر”، بالتعتيم على الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس، وفشل الحكومة المصرية في معالجة الأزمة، ونفس السلاح بنفس الاتهامات أيضًا يوجهها إعلاميون مصريون لـ”قطر”.

الإنهيار الاقتصادي للدول قد يدفع لمزيد من الحروب..

ومع تفاوت طرق التعامل مع الوباء، واختلاف تداعياته بين الدول؛ من المتوقع أن ينعكس ذلكً على الأوضاع الاقتصادية، وإستراتيجيات الدول وسياساتها، بل وربما تؤدي ضائقة ما بعد “كورونا” إلى توترات أكبر إذا استمر نمط سياسات “ترمب”، بما فيها من ضغوط وعقوبات شملت الأصدقاء والأعداء، أو إلى حروب قد يكون بعضها للهروب من المشكلات الداخلية للدول الكبرى، لكن لا يتوقع أن تخرج عن النمط السائد للحروب بالوكالة.

وهناك تشابهًا بين دول إقليمية ثلاث، هي: “إيران وإسرائيل وتركيا”، في كونها خشيت أن تجبرها أزمة الوباء، ولو لأسباب إنسانية، على التخلي عن أساليب سياساتها المتبعة.

تركيا والسعودية..

وفي حالة “تركيا”؛ فإنها لم تتعامل مع أزمة “كورونا” كفرصة لتهدئة الشحن السياسي ضد “السعودية”، بل ذهبت إلى مزيد من التصعيد؛ و”السعودية” و”تركيا” دولتان إقليميتان كبريان، ومن الطبيعي أن تكون بينهما منافسة. خاصة وأن كلتيهما إتخذتا من تيار الإسلام السياسي وسيلة للتدخل والاختراق في عموم الدول العربية، وذلك بواسطة استخدام “تركيا” للتيار الإخواني؛ و”السعودية” للتيار السلفي.

وعلى الرغم من أن “تركيا” سجلت أول إصابة بفيروس “كورونا”، في 11 آّذار/مارس الماضي، بحسب تصريحات وزير صحتها، “فخرالدين فوجا”، الذي أكد على أن الحالة المصابة قادمة من دولة أوروبية، وفي 13 من الشهر ذاته أعلن الوزير إصابة شخص آخر بالمرض مخالط للشخص الأول، وقال بحسب وكالة (الأناضول) التركية: “إن الفحوصات أظهرت إصابة شخص آخر بكورونا من محيط المصاب الأول”، لافتًا إلى أن المصاب الجديد: “كان قيد المراقبة الطبية”، إلا أن وزير الداخلية التركي، “سليمان صويلو”، زعم في خبر نشرته وكالة الأنباء التركية، في 26 آذار/مارس: “أن السعودية لم تُبلّغ بلاده والعالم بأي إصابة بفيروس كورونا بين المعتمرين”. متناسيًا أن الحالات الأولى للفيروس في بلاده لم يكن المعتمرون مصدرًا لها.

وأضاف “صويلو”، أنه عندما ظهرت أول حالة إصابة بفيروس “كورونا” بين العائدين من العمرة، إتخذ وزير الصحة التركي التدابير اللازمة على الفور، في حين أن “السعودية” أعلنت، في 27 شباط/فبراير الماضي، عن تعليق مؤقت لدخول الأفراد الراغبين في أداء مناسك العمرة في “مكة” أو زيارة المسجد النبوي بـ”المدينة المنورة”، وكذلك السياح؛ كما تم توسيع الأمر ليشمل الزوار المسافرين من الدول التي يُمثل فيها “كورونا” خطرًا.

ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، “صباح الخزاعي”، في تصريحات صحافية أن: “إدعاء الوزير التركي، بأن السعودية أخفت وجود لفيروس كورونا في مكة غير مبرر، لا سيما أن السلطات السعودية أوقفت تأشيرات العمرة منذ ما يزيد على شهر، إضافة إلى أن السعودية أعلنت تعليق العمرة نهائيًا حتى على مواطنيها والمقيمين على أراضيها منذ 4 آذار/مارس الماضي”.

واعتبر “الخزاعي” ما يُصدر عن الساسة الأتراك؛ ما هو إلا تمادٍ في الخصومة مع “السعودية”، إذ رأى هؤلاء في “كورونا” ساحة أخرى للنيل من سمعة “الرياض” بعد فشلهم في تدويل قضية مقتل “جمال خاشقجي”، واستخدامها كسلاح ضدها.

علاوة على قيام بعض المواطنين الأتراك بهتافات ورفع شعارات سياسية في “مكة”، خلال شهر شباط/فبراير الماضي، بما لا يتناسب مع الجانب الديني الذي جاءوا من أجله.

السعودية وإيران..

ويتهم سعوديون، “إيران”، بأنها كانت المصدر الأول للفيروس نحو “السعودية”، ولم يكن هناك وجود للفيروس في “السعودية”، فوباء “كورونا” وصلها متأخرًا، عن طريق مواطنين سعوديين ذهبوا إلى “إيران”، وكان أول ظهور له بالمنطقة الشرقية، في الثاني من آذار/مارس، كما أن “السعودية” إتخذت إجراءات إحترازية مسبقة لوصول الفيروس إليها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب