20 نوفمبر، 2024 8:41 ص
Search
Close this search box.

أزمة الطائرة الأوكرانية .. تُخرج إحتدام الصراع بين روحاني والحرس الثوري إلى العلن !

أزمة الطائرة الأوكرانية .. تُخرج إحتدام الصراع بين روحاني والحرس الثوري إلى العلن !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

بدت المواقف الرسمية الإيرانية متضاربة، عقب مقتل “قاسم سليماني”؛ وإسقاط الطائرة الأوكرانية، وبدأت أنباء عن صراع بين الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، و”الحرس الثوري”؛ تخرج للعلن في شكل مواقف متضاربة، وبالرغم من وجود صراع قديم إلا أنه وبمرور الأيام يتصاعد التضارب في التصريحات بين أركان السلطة في “إيران”.

ووفق مراقبين؛ فإن حدة التلاسن وتبادل الاتهامات، بين “روحاني” وقادة “الحرس الثوري”، تُنذر بأن الصراع الذي كان مقتصرًا على الغرف المغلقة، بات يظهر إلى العلن في أوج أزمة غير مسبوقة تواجهها البلاد، بما في ذلك احتجاجات وسخط شعبي واسع ضد السياسات الاقتصادية والأمنية للحكومة منذ عدة شهور.

ظريف” يخالف المسؤولين..

وبدا وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، وكأنه يغرد خارج السرب، حيث زعم أن بلاده لم تطلب طرد القوات الأميركية من “العراق”. على عكس ما نادى به عدة مسؤولين إيرانيين، خلال الأيام الماضية، التي تلت مقتل قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، وتهديداتهم المتواصلة بالثأر عبر طرد القوات الأميركية؛ ليس من “العراق” فقط بل من المنطقة بأثرها، في حين شدد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، في كلمة نقلها التليفزيون الرسمي، أمس الأربعاء، على وجوب رحيل القوات الأميركية، قائلاً: “يجب أن تغادر القوات الأجنبية الشرق الأوسط…”.

توتر بين “روحاني” والحرس الثوري !

ونشرت (ديلي تلغراف) عدة موضوعات عن الوضع في “إيران”؛ منها تقرير بعنوان: “التوتر بين الرئيس روحاني والحرس الثوري الإيراني يخرج إلى العلن”.

ويستدل التقرير على ذلك بالانتقادات التي وجهها مكتب الرئيس، “حسن روحاني”، لـ”الحرس الثوري”؛ واتهامه بخداعهم بخصوص إسقاط الطائرة الأوكرانية.

ويضيف التقرير أنه: “مع اليوم الثالث من المظاهرات في مختلف المدن الإيرانية، بدا واضحًا أن روحاني يوجّه الغضب الشعبي بإتجاه أكثر أعدائه تشددًا في الحرس الثوري”.

ويقول التقرير إنه: “في الوقت نفسه كُشف عن تسجيل مُسرب لأحد قادة الحرس الثوري يشكو من أن حكومة روحاني تركتهم عرضة للغضب الشعبي بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية”.

ويوضح تقرير (ديلي تلغراف)؛ أن التسجيل نشره موقع تابع للمعارضة، ويظهر فيه قائد بارز في “الحرس الثوري” يتحدث في غرفة مليئة بالضباط؛ مطالبًا إياهم بامتصاص الغضبة السياسية.

ويكشف التسجيل أن القائد قال إن الحكومة كان من الممكن أن تنتظر شهرين أو 3؛ قبل أن تعلن الحقيقة لتسمح لـ”الحرس الثوري” بالحصول على دعم وتعاطف شعبي أكبر على خلفية اغتيال قائد (فيلق القدس) السابق، “قاسم سليماني”، وما تلاه من قصف لقاعدتين في “العراق”، مضيفًا أن حكومة “روحاني” لم تُظهر أي نوع من التقدير لـ”الحرس الثوري”، الذي قمع مظاهرات معادية لها، قبل أسابيع.

المتحدث باسم الحكومة يتهم “الحرس الثوري” بالتضليل..

وجاء إسقاط الطائرة، التي كانت متوجهة إلى “كييف”، بعد ساعات على إطلاق “طهران” سلسلة صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في “العراق” يتمركز فيهما جنود أميركيون، ردًا على قتل “واشنطن” قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، الجنرال “قاسم سليماني”، في “بغداد”.

ونفت السلطات الإيرانية، في البداية، الاتهامات الغربية التي استندت إلى معلومات استخباراتية؛ بأن صاروخًا أصاب طائرة الركاب، قبل أن تُقر بالأمر، السبت الماضي.

واتهم الناطق باسم الحكومة الإيرانية، “علي ربيعي”، في مؤتمر صحافي، “الحرس الثوري”، بتضليلهم بالمعلومات حول الطائرة التي يزعمون أنها أسقطت بالخطأ، ومؤكدًا أن رئيس الحكومة، “حسن روحاني”، لم يعلم بحقيقة ما حصل سوى، ظهر الجمعة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من ضرب الطائرة.

ورد ناشطون إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي؛ على هذه التصريحات مشيرين إلى أنها: “وقاحة” من الحكومة أن تتنصل من المسؤولية.

وفي الوقت الذي وجهت إدارة “روحاني” الأنظار إلى “الحرس الثوري”، ظهر تسجيل مُسرب لقائد في “الحرس الثوري” يشكو من إدارة الحكومة لملف الطائرة الأوكرانية؛ وكيف أن “الحرس الثوري” تُرك وحيدًا يواجه عواقب ما حدث، وفق تقرير نشرته صحيفة (تيلغراف).

الصحف البريطانية : أزمة طهران الداخلية تخدم أميركا..

من جانبها؛ نشرت صحيفة (ذا غارديان)، مقالاً تحليليًا لـ”جوليان بورغر”، بعنوان: “أزمة إيران ربما تُشكل فرصة للولايات المتحدة”.

ويقول “بورغر” إن الرئيس ترمب “إمتدح الصور التي جاءت من إيران وتوضح رفض الطلاب الإيرانيين السير فوق العلم الأميركي؛ واعتبرها تقدمًا كبيرًا، لكن رغم ذلك يبدو أن إدارته ليست مستعدة لتقديم أي شيء للإيرانيين أكثر من الكلمات التشجيعية”.

ويعتبر “بورغر” أن تجنب الطلاب المشي على العلم الأميركي المرسوم على الأرض بحجم كبير في مقر جامعة “شهيد بهشتي”، في “طهران”، يمكن اعتباره مجرد رغبة في تحدي النظام الإيراني.

ويقول إن الإعلان عن أن النظام الإيراني مسؤول عن إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية، وعلى متنها 176 راكبًا، ومحاولته الكذب على العالم أجمع والتملص من الجريمة تسبب في: “أزمة كبيرة في شرعية النظام بأكمله”.

ويضيف أن هذه الأزمة تُضاف إلى الغضب الشعبي الواسع الموجود مسبقًا، بسبب الأزمة الاقتصادية الموجودة منذ أكثر من شهرين؛ ويعبر عن نفسه بمظاهرات في مختلف أنحاء البلاد.

ويخلص “بورغر” إلى أن هذه الأزمة تُشكل فرصة لـ”الولايات المتحدة” تمكنها من إحداث التغيير المطلوب في “إيران”.

خلاف قديم داخل السلطة..

وبحسب تقرير (التليغراف) ذاته؛ فإن التوترات بين الحكومة المعتدلة نسبيًا بقيادة، “روحاني”، و”الحرس الثوري”، الأكثر تشددًا؛ تعود إلى سنوات عدة، إذ يدافع “روحاني” عن التعامل الدبلوماسي والعلاقات مع الغرب، بينما ينادي قادة “الحرس الثوري” باستمرار عزلة البلاد.

وهدد “جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني، بالاستقالة، العام الماضي، بعدما حلّ “سليماني” مكانه في اجتماع مع “بشار الأسد”. مضيفة الصحيفة: “أن مواجهة الغضب الشعبي المتزايد، بسبب الطائرة الأوكرانية المنكوبة، وإقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة، في فبراير (شباط) المقبل، صعد الخلاف بين الجانبين”.

ويقول “مايكل هورويتز”، رئيس وحدة الاستخبارات في شركة “لو بيك” للاستشارات الجيوسياسية: “إنه بالنسبة لروحاني، فإنها فرصة فريدة كي يتغلب على الحرس الثوري، وهي الفرصة الأولى له منذ انسحاب الرئيس الأميركية، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي الإيراني، الأمر الذي أضعف موقف روحاني وإستراتيجيته القائمة على التفاوض مع الغرب”. معتبرًا: “أن الحرس الثوري كان يكتسب نفوذًا متزايدًا منذ الانسحاب الأميركي، ولا أعتقد أن روحاني قد يفوت تلك الفرصة للنيل من الحرس الثوري وإضعاف مصداقيته ونفوذه لدى الشعب الإيراني”.

ووفق دراسة حديثة لمركز (كارنيغي) الأميركي: “فإن تنامي سيطرة الحرس الثوري على مفاصل الدولة بشكل كبير، منذ عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، يمثل أحد مواطن الخلاف مع روحاني، الساعي جاهدًا لمعالجة الأزمة الاقتصادية، التي كان يأمل أن تُنفرج بعد توقيع الاتفاق النووي مع قوى الغرب في 2015، وهو ما لم يحدث”. واعتبرت: “أن هذه الأزمة قد تُشكل فرصة لروحاني لإحداث التغيير المطلوب في إيران، لكن عوائق استغلالها قد لا تسمح بذلك”.

آلية ضغط أوروبية.. لإلزام إيران بتعهداتها النووية..

إلى ذلك؛ تطرق “ظريف”، في كلمة ألقاها في “نيودلهي”، حيث يحضر مؤتمرًا أمنيًا، وبثها التليفزيون الرسمي الإيراني، الأربعاء، إلى “الاتفاق النووي”، معتبرًا أن مستقبله يتوقف على “أوروبا”، كما اعتبر أن الاتفاق الذي أبرمته “طهران” مع قوى عالمية، في 2015؛ “من أفضل الاتفاقات” في رأيه.

يأتي هذا بعد أن دعا رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس غونسون”، الثلاثاء، الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، إلى أن يبدل “الاتفاق النووي” باتفاقه الخاص لضمان ألا تحصل “إيران” على سلاح نووي.

وفجر الأربعاء، كتب “ترمب” على (تويتر)، أنه يتفق مع “غونسون” على ضرورة إلغاء “الاتفاق النووي” واستبداله بـ”اتفاق ترمب”.

يُذكر أن “بريطانيا وفرنسا وألمانيا”، الدول الأوروبية الثلاث؛ الأطراف في “الاتفاق النووي”، كانت أطلقت، الثلاثاء، عملية دبلوماسية صعبة لإلزام “طهران” بالعودة إلى احترام تعهداتها النووية من دون فرض عقوبات جديدة عليها.

والآلية التي فعّلتها “الترويكا الأوروبية”؛ هي آلية لفض النزاعات ينص عليها الاتفاق في حال إنتهاك بنوده.

وتعليقًا على ذلك؛ قال وزراء الخارجية الفرنسي، “جان إيف لودريان”، والألماني “هايكو ماس”، والبريطاني “دومينيك راب”، في بيان مشترك: “ليس لدينا خيار آخر، نظرًا للتدابير المتخذة من جانب إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة