27 أبريل، 2024 2:29 ص
Search
Close this search box.

أرض الفيروز والكنوز .. سيناء تبحث عن إدارة تجيد إستثمار خيراتها

Facebook
Twitter
LinkedIn

محاولات مصرية تسارع الزمن لاستغلال كل مواردها الطبيعية وما في باطن أرضها من كنوز تجلب العملة الخضراء التي يفتقدها احتياطيها النقدي الذي بلغ 26 مليار دولار في شباط/فبراير 2017، لتخرج من مؤشر الخطورة الاقتصادي في ظل طلب مستمر من المستوردين على الدولار.

المؤسسة العسكرية تتدخل

أخذت الحكومة المصرية.. ولنكن أكثر دقة فإن المؤسسة العسكرية في مصر وبدعم من الرئيس “عبد الفتاح السيسي” قررت أخيراً الإنصات لكبار رجال الأعمال في سيناء، وتحديداً من لهم نفوذ في منطقة وسط سيناء، الذين طالما طالبوا باستخراج الرخام الأكثر طلباً في العالم من جبال وسط سيناء.

أكبر مدينة صناعية للرخام

رخام جبال سيناء

وبالفعل بدأ العمل على المشروع في عام 2016 بشراكة بين شركة “مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار” والتي يديرها عدد من رجال المال من أبناء سيناء – على صلة بالجهات النافذة بالدولة، لاعتبارات الأمن القومي -، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش المصري، وأعلن وقتها أنه يجري العمل على إنشاء أكبر مدينة صناعية في العالم للرخام بوسط سيناء على بعد نحو 10 كيلو مترات من 4 جبال مليئة بأهم أنواع الرخام المطلوبة عالمياً وهي “جبال سحابة، يلق، المغارة والخاتمية”.

2 مليار دولار سنوياً من جبل واحد

المعلومات الواردة من سيناء تؤكد على أن مصر تتوقع 2 مليار دولار سنوياً من المرحلة الأولى للإنتاج من “جبل سحابة” وحده في نهاية عام 2017 وربما قبل ذلك، وتحضر القاهرة لافتتاح المرحلة الأولى من أول مدينة لصناعة الرخام في مصر تنطلق من جبال وسط سيناء لإنتاج أجود الأنواع على مستوى العالم في 2017.

بدائل للدخل

استشعرت مصر أن الوقت قد حان لاستخدام مورد طبيعي مهم لرفع الضغوط والأزمات الاقتصادية التي تلاحقها وتؤثر بالسلب على العيش الكريم لأبنائها، خاصة وأن صندق النقد الدولي اشترط عليها رفع الدعم عن المحروقات بشكل مستمر، وبالتالي إن لم تجد القاهرة بدائل للدخل وإنعاش خزينة الدولة قد تتفاقم الأمور وتلاحق السيسي الذي يسعى لولاية ثانية من حكم مصر في 2018 أزمات وربما انتفاضة “جوع وأجور”.

وداعاً للتفجيرات

بدائل تصنيعية للتفجير

المدينة الصناعية المتكاملة للرخام في سيناء تعتمد على استخدام المعدات الحديثة في قطع الرخام من الجبال وعدم استخدام أسلوب التفجير الذي طالما تسبب في إهدار كميات كبيرة، فالمرحلة الأولى – التي بدأ العمل فيها نهاية 2015 – تضم 4 مجمعات بكل من مناطق “الجفجافة والحسنة والختمية والمغارة”، إذ أثبتت الدراسات ان منطقة جبل سحابة تضم احتياطيات تقدر بنحو 3 مليارات متر مكعب من اجود انواع الرخام تنتج نحو25 مليار متر مربع “مسطح” رخام.

لقد تفتأ ذهن المصريين إلى حجم الخسائر والمكاسب التي يحققها الرخام إذا أحسن استغلاله، فبدلاً من تصديره كقطع كبيرة الحجم بعائدات أقل، لماذا لا يصدر مصنع جاهز؟

غياب الرؤية

الرخام السيناوي أحد أجود الأنواع العالمية.. اعتاد المصريون تصديره كـ”بلوكات” خام للصين المستحوذ الأول على صادرات مصر منه، ثم تحتكر الصين تصديره للعالم بمبالغ ضخمه تحت شعار “صنع في الصين”.

لم تكن قيمة الخام التي تصدرها مصر للصين تزيد على مليار دولار فيما كانت القاهرة تعود لتستورد الألواح الجاهزة بنحو 3 مليارات دولارسنوياً، إذ أن غياب الرؤية يتسبب في خسائر اقتصادية ليس لها أي مبرر!

إن دولة كمصر عليها أن تجيد استخدام مواردها لتحقق عائدات ضخمة تؤمن لها مستقبل اقتصادي وسياسي، وهي على موعد مع اكتشافات ضخمة من الحجر الفاخر “الرخام”، إذ أن حجم تصدير المجمع الأول وحده من بين أربعة مجمعات 2 مليار دولار في بداية الإنتاج، ثم تبدأ باقى المجمعات إنتاجها تباعاً وتكتمل قبيل نهاية العام 2017.

توازنات مالية

وهنا لن تربح مصر فقط قيمة ما تصدره، بل إن هذا الكنز من الرخام الأبيض والـ”بيج” بدرجاته سيؤدي إلى وقف استيراد بـ3 مليار دولار، ويضاعف التصدير بأرقام “مفتوحة” بسبب وجود طلب عالمي متزايد على الرخام المميز.

لقد تدخلت الدولة أخيراً وقررت إيقاف مهازل تصدير الرخام كخام، بعد أن أثبتت الدراسات العلمية أن 75% من الخام المستخرج في مصر سنوياً يتم إهداره ولا تتم الاستفادة سوي من 25% فقط، نتيجة عمليات الاستخراج بالتفجير.

الصينيون يخترقون الرخام المصري

ويكفي أن نعلم أن الصينيين يتهافتون علي الرخام المصري، وعاماً بعد آخر يتزايد تسللهم إلي مصر من أجل الرخام وهم يحققون من وراء ذلك أرباحاً طائلة، وتشجع الحكومة الصينية الصينيين علي العمل بالمحاجر المصرية وغيرها من المحاجر في العالم لأنها بذلك تحقق 4 فوائد دفعة واحدة أهمها إنعاش سوق معدات التشغيل وخطوط الإنتاج وتوفير فرص عمل للصينيين بالخارج ودعم خطوط التصنيع، فضلاً عن جعل الصين محطة مهمة فى تجارة الرخام دون أن يدرك كثير من المستوردين من أين يأتي أفضل رخام في العالم.

10 مصانع

إدراك مصر لأهمية الرخام المتنامي في أراض سيناء جعلها تبني 10 مصانع رخام أخرى بنهاية 2017، وتسارع للتعاقد مع شركات إيطالية مهمة لتوريد خطوط إنتاج تلك المصانع، كما تبين الحكومة أن المصانع من شأنها توفير فرص عمل ثابتة لنحو 3 آلاف إلى 5 آلاف عامل، وغير مباشرة لنحو 10 آلاف عامل، وهى إلى جانب رخام جبل سحابة تشمل إنتاج الرخام من جبل المغارة وجبل الخاتمية وجبل يلق.

أنواع عالمية

وهناك 31 نوعاً من افضل انواع الرخام في العالم بثلاث مناطق بسيناء اهمها المكتشف بجبل سحابة ويتم حالياً استخراجها من خلال معدات ايطالية تم استيرادها لتقطيع الرخام من الجبال دون إهدار، فضلاً عن اكتشاف نوعين جديدين من الرخام في جبل سحابة ولا يوجد لهما مثيل في العالم، ووفق مركز معلومات الحكومة في سيناء فإن أرض الفيروز تتوافر بها العديد من الثروات والخامات التعدينية مثل الرخام بأنواعه المتميزة “فلتو الحسنة – التريستا – سيناروز – أبيض سينا – البوتشينو – البريشيا – الامبرادور – جولدن المغارة – سربجندا”، والتى تضاهي أجود أنواع الرخام الإيطالية والعالمية ويقدر الاحتياطى من تلك الخامات لمناطق الدراسة بنحو 9.5 مليون م3 ويتواجد بمنطقة جبل يلق والمغارة.

كنوز سيناء

وتعمل القاهرة على تصدير الرخام إلى العديد من دول العالم مثل الصين وإيطاليا ونحو 28 دولة أخرى، واستخراج كنوز سيناء من باطن أراضيها كالرمال التي تستخدم في تصنيع أرقى أنواع الزجاج والبلور والسيراميك,, فهل تجيد مصر إدارة واستغلال كنوز سيناء.. أم تتعرض موارد أرض الفيروز للاستغلال والفساد بعيداً عن عين الدولة في العاصمة القاهرة.. وهل يكفي الرخام المستخرج لإنعاش الاقتصاد المصري ويبرهن على أن مصر دولة قادرة على الإنتاج والتصنيع والتصدير؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب