10 يناير، 2025 10:20 ص

أربعة خبراء يجيبون .. لماذا تعمقت مشاعر الكراهية لـ”إيران” في العراق ؟

أربعة خبراء يجيبون .. لماذا تعمقت مشاعر الكراهية لـ”إيران” في العراق ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في تقرير صحافي استعرض موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض آراء أربعة من خبراء الشرق الأوسط عن حجم وقوة المشاعر المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”، في “العراق”، وأسبابها..

الفساد والإفساد..

بداية؛ يرى “فنر حداد”، باحث أول في مؤسسة “الشرق الأوسط”، جامعة “سنغافورة” الوطنية، أن هناك مشاعر عميقة جدًا. ومما لا شك فيه أن مصطلح، “المشاعر المعادية لإيران”، غير دقيق نسبيًا. أتصور أن الكثير من العراقيين يعارض “الجمهورية الإيرانية”، وهذه المشاعر تشبه الحقد إلى حد كبير عن العداء الإيديولوجي الذي هو سمة مشتركة في آراء خبراء “المحافظين الجدد” المعارضون لـ”الجمهورية الإيرانية”.

لكن الأهم هو أن المشاعر المعادية لـ”إيران”، في “العراق”، حاليًا، (كما أسلفت عميقة جدًا)، وهي بالنهاية نتاج الغضب العام إزاء النظام السياسي العراقي.

والمشاعر المعادية لـ”إيران” هي أحد الأعراض الجانبية لذلكم الغضب. والقسم الأكبر من فساد وفشل المؤسسات العامة والمتمثل في التخريب وسلب الكثير من العراقيين حقوقهم، سوف يستمر؛ سواءً في ظل وجود “إيران” بـ”العراق” أو عدمه.

مع هذا يرى الكثير من العراقيين أن “إيران” هي الضامن الرئيس للنظام السياسي. من ثم فالمشاعر المعادية لـ”إيران” هي جزء من الرفض الشعبي الواسع لأي من أنواع التدخل الأجنبي. وينصرف الجزء الأكبر من هذا الغضب والحقد على “إيران” باعتباره الأكبر نفوذًا على الساحة السياسية العراقية.

تغول النفوذ الإيراني..

بينما وضح “أولا کاظم”، باحث ما بعد الدكتوراه بجامعة “برمنغهام”، المدرس بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة “لندن”، أن التصديق بوجود مشاعر معادية لـ”إيران”، في “العراق”، لا يوضح بأي شكل القضايا (الاجتماعية-الاقتصادية) ومشكلات النظام السياسي الذي يقع في مرمى الحركات الاحتجاجية العراقية.

مع هذا؛ فلا فائدة من الإنكار ولابد من الإعتراف بعمق هذه المشاعر. فقد أغار المتظاهرين على “القنصلية الإيرانية”، في “كربلاء”، وأشعلوا النيران في صور “خامنئي”، وهذا لم يكن متصورًا قبل أسابيع.

وثمة أربعة أسباب لذلكم الإجراء الشديد، وهي؛ أولاً: بلغ النفوذ الإيراني، في الشأن الداخلي العراقي، مستوى التحذير، وتحول تعامل الإيرانيين مع “العراق”، من منظور الكثير من العراقيين، كالمتحكم في تحريك عرائس خيمة الظل. ثانيًا: تقوية التدخل الإيراني بواسطة السياسيين والميليشيات المدعومة من النظام العرقي الفاسد في “العراق”، وهو ما يتطلع المتظاهرون إلى إصلاحه. ثالثًا: تحولت الميليشيات، المدعومة من النظام الإيراني، والتي اعتبرها البعض بمثابة البطل في الحرب ضد (داعش)، إلى أدوات قمع حكومية. رابعًا: نفوذ “إيران” الثقافي ملموس، وتنتشر بكثافة بوسترات رجال الدين الإيرانيين في كل مكان بـ”العراق”، لا سيما المدن ذات الكثافة الشيعية. ويستاء الكثير من العراقيين من المحاولات الإيرانية فرض المذهب الشيعي.

رفضًا وليس عداءًا..

أما “أیمن جواد التمیمي”، باحث الدكتوراه ومؤسس موقع (islamicstatearchives.com)، فيرى أنه قد برزت المشاعر المعادية لـ”إيران”، في الدورة الأخيرة من الاحتجاجات العراقية، بشكل مختلف.

فقد شهدت هذه الاحتجاجات عنف أوضح وأكبر تجاه المصالح والأموال الإيرانية. كما أشعل المتظاهرون، في عدد من المحافظات، قواعد الميليشيات المدعومة من “إيران” مثل: (عصائب أهل الحق)، و(منظمة بدر) و(حركة الأبدال).

بل الأهم أن المتظاهرون هاجموا “القنصلية الإيرانية”، في مدينة “كربلاء”. وهذه الأحداث تؤكد أن مشاعر العداء لـ”إيران” لا تقتصر على أهل السُنة في “العراق”، وإنما هي مشاعر مشتركة بين الفرق العراقية المختلفة.

مع هذا؛ لا يجب أن نعتبر هذه المشاعر عميقة بالدرجة التي تدفع للقول بأن الاحتجاجات الحالية، (تمرد ضد إيران). في المقال الأدق أن نعتبر هذه الاحتجاجات بمثابة رفض عام للنظام الحاكم بعد 2003.

استغلال الفراغ السياسي أسوأ استغلال..

“حارث حسن”، عضو مركز “الشرق الأوسط” في مؤسسة “كارنغي”، بـ”بيروت”، يقول أن الاحتجاجات العراقية الأخيرة لا ترتبط، للوهلة الأولى، بـ”إيران” أو العداء لـ”إيران”، وإنما هي معارضة للأجواء السياسية التي تستغلها “إيران” بقوة.

فقد أضحت “الولايات المتحدة” و”إيران” الأكثر نفوذًا في “العراق”، وهذا بدوره ساهم في بلورة مجالات الوفاء السياسي طبقًا للتقسيم الطائفي. الأمر الذي كان سببًا في ضعف (الحشد الشعبي).

وقد سعى حلفاء “إيران” إلى تصوير الدور الإيراني، في مقابل مساعي “واشنطن” لحرمان الأغلبية الشيعية من دورها الرئيس في “العراق” بعد 2003، بالحيوي. لكن الواعي المتنامي بيع العراقيين كشف أن “إيران” كقوة أجنبية أساسية لا تدعم فقط التيارات الشيعية الحاكمة؛ وإنما تعمل على إضعاف الحكومة العراقية داخليًا من خلال تقوية الميليشيات العسكرية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة