أراء امريكية : اقالة العبيدي تفتت الموقف السني وتضع تحرير الموصل بخطر

أراء امريكية : اقالة العبيدي تفتت الموقف السني وتضع تحرير الموصل بخطر

كتبت لميس السيد : قال مركز الدراسات الإستراتيجي الأمريكيستراتفور ان اقالة وزير الدفاع العراقي جاء في وقت حرج للغاية، حيث صوت  أغلبية نواب البرلمان العراقي على إقالة الوزير خالد العبيدي لاتهامه بتهم فساد.
وجاء التصويت من قبل 142 نائبا لصالح إقالة العبيدي من أصل 262 حضروا جلسة التصويت، وأشار إلى أن 102 نائب عارضوا قرار الإقالة، بينما امتنع 18 عضوا عن التصويت.
واشار المركز إلى أن البرلمان العراقي فتح التحقيقات مرتين بشأن تهم فساد حول العبيدي تخص عقود التسليح، ولكن الوزير المقال رد على الاتهامات الموجهة له في التحقيق الثاني بتوجيهه الإتهام إلى عددا من نواب البرلمان ورئيس البرلمان سليم الجبوري بمحاولة إبتزازه لتأمين حقوقهم في عقود تسليح أخرى. وبمراجعة القضية بين الجبوري والعبيدي، رد مجلس القاضء الأعلى للعراق الطعن المقدم من الجبوري ضد رئيس البرلمان على خلفية اتهامه بقضاء فساد لـعدم كفاية الادلة .
 
من جانبها، إتخذت الولايات المتحدة الجانب الرسمي بأن النزاع شأن داخلي تقرره العراق وحدها دون تدخل اي أطراف. أشر الموقع إلى تقارير غير رسمية تقول ان “واشنطن حاولت اقناع المسؤولين العراقيين بإبقاء العبيدي في منصبه  بحجة الوقت الحرج الذي تواجه فيه القوات العراقية معركة الموصل”.
اوضح المركز أن هناك عدة اسباب كان يجب أخذها في الإعتبار عند اقالة العبيدي منها أن إيجاد بديل له سيكون عملية  تستغرق الوقت إلى جانب الخلافات السياسية الناشبة من وراء إقالته والمناورات التي ستحدث حول المنصب الشاغر بعد مغادرته. اضاف الموقع أن العبيدي كان رمزا للسنة وسط حكومة شيعية وقد يعتبر البعض اقالته أحد اوجه اقصاء السنة في العراق.
واشار الى انه لم تكن اقالة العبيدي في ذلك التوقيت مفاجأة حيث عجلتها الصراعات بين أحزاب السنة في العراق أكثر مما كان يتوقع البعض بأن الإطاحة به نتيجة صراع السنة والشيعة.
 
حلفاء المالكي يستغلون تفتت السنة في البرلمان
وفي تقرير تحليلي حول النتائج المتوقعة بعد اقالة العبيدي، قال موقع بيزنس انسايدر الأمريكي أن جبهة الإصلاح تحت قيادة نوري المالكي في البرلمان العراقي كانت القوة الدافعة وراء التصويت على اقالة العبيديـ، ذي المرجعية السنية.
واوضح الموقع الأمريكي أن كتلة السنة في البرلمان لا تزال عرضة لتقتت جديد من قبل التحالف بين جبهة الإصلاح والمالكي خاصة في ظل  استغلال الصراعات الداخلية بين قوى السنة.
وتعتبر كتلة الإتحاد السنية داخل البرلمان العراقي -التي ينتمي لها رئيس البرلمان الجبوري- غير متحدة على الإطلاق وفي خصومة دائمة مع الحزب العراقي -الذي ينتمي اليه العبيدي- “متحدون”.
واكد الموقع ان المالكي يسعى لاستعادة وضعه داخل العراق من خلال استهداف العبيدي، الذراع اليمنى لرئيس الوزراء حيدر العبادي واضعاف كتلة الاتحاد داخل البرلمان.
من جانب أخر، رأى الموقع ان الإطاحة بالعبيدي سيعتبر احد العقبات امام التصالح بين السنة والشيعة الذي تسعى اليه العراق خاصة بعد استعادة الموصل بشكل نهائي من تنظيم داعش في الأيام القليلة المقبلة.
وفي ظل شغور منصب وزير الدفاع العراقي ووزير الداخلية أيضا، اصبحت القوات العراقية منقسمة فيما بينها مع اقتراب معركة الموصل.
 
نجاح معركة الموصل يقع في منطقة الخطر
إعتبرت جميع الأطراف المعارضة لقرار اقالة الوزير أن خطوة اقالته في التوقيت الحالي تشكل تحديا في وجه معركة استرداد الموصل من داعش وتعرقل التنسيق الأمريكي مع العراق لإتمام العملية. غير أن اختيار بديل مناسب للعبيدي في الوقت الحالي سيؤخر من خطة بداية المعركة بالرغم من الضغوط الأمريكية لإبقاء العبيدي، “مما يوضح أن امريكا اصبحت ضعيفة النفوذ في الداخل العراقي”، بحسب رأي الموقع.
واوضح التقرير ان عدم توافق البدائل المقترحة للعبيدي مع السياسة الأمريكية سيفشل خطط أمريكا للعمليات العسكرية ضد الإرهاب في العراق.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة