22 ديسمبر، 2024 9:10 ص

أدوات تجميل السعودية .. وجه أجنبي ورحلات مدفوعة من أجل السياحة !

أدوات تجميل السعودية .. وجه أجنبي ورحلات مدفوعة من أجل السياحة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

وجه أجنبي يعلوه شعر أشقر يلمع تحت أشعة الشمس وعيون ملونة، يرتدي عباءة سوداء يقف وسط الصحراء المكسوة بالرمال الناعمة ويمسك بلجام جمل عربي مزين، يوحي ذلك الوجه بالشعور بالراحة والإستمتاع، لا يخلو المشهد من صور “سيلفي” وأخرى تلتقطت بكاميرات حديثة مؤهلة للنشر على منصات التواصل الاجتماعي، والهدف تجميل صورة “المملكة العربية السعودية” وتشجيع السياحة إليها.

تسعى “السعودية” إلى تشجيع قطاع السياحة، لذا فإنها تحاول إجراء تعديلات كثيرة بشأنها، بداية من منح تأشيرات للأجانب القادمين من 50 دولة، للإقامة لمدة 90 يومًا للسياحة أو لحضور المناسبات والحفلات، وتشكل عائدات السياحة حاليًا 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تستهدف خطة 2030 أن تصل إلى 10% خلال عقد، لذا لجأت إلى تقديم رحلات مدفوعة لشخصيات مشهورة على مواقع مثل، (يوتيوب) و(إنستغرام)، مقابل أن يتلقطوا صورًا رائعة في الصحراء السعودية وينشروها على صفحاتهم التي تذخر بآلاف المتابعين، للإشارة إلى أن المملكة بها مناطق يمكن زيارتها للسياحة، بحسب صحيفة (ماغنت) المكسيكية.

السياحة من أجل النجاة..

يشير الواقع الذي تعيشه المملكة إلى حاجتها الماسة لإجراء تعديلات فيما يخص مصادر الدخل القومي أمام تراجع عائدات “النفط”، إذ انخفضت من 7.5 مليارات دولار عام 2017، إلى 1.4 مليارًا فقط في 2018، وهو المستوى الأكثر انخفضًا منذ عقد من الزمان، تقترب أكثر من إدراك حجم الأزمة عندما تعرف أن عائدات “النفط” تُشكل 87% من الناتج المحلي الإجمال للملكة، لذا فإنها تحتاج إلى دعم مجالات أخرى بعيدة عن تصدير “النفط”، وتُعتبر السياحة بديلًا مناسبًا يمكن الإعتماد عليه إذا ما نجحت برامج تجميل الصورة في رسم صورة مغايرة للمملكة.

“آغي لال” تتعرض لانتقادات..

من أبرز الشخصيات التي شاركت في تلك الحملة المدونة الأميركية، “آغي لال”، المقيمة في “لوس أنغلوس”، التي نشرت على حسابها بتطبيق (إنستغرام) 5 صور بهدف دعم عدة مناطق بالمملكة، حرصت “لال”، المعروفة بإرتداء الملابس الفاضحة، على إرتداء ملابس أكثر إحتشامًا، فاختارت عباءة سوداء طويلة، بينما يظهر إلى جوارها في أحد الصور صديقها، “مورغان أوليفر”، وهو يغطي وجهه ويكشف الجزء العلوي من جسده.

تلك الحملات الممولة، التي تدفع المملكة تكاليفها كاملة، شملت عدد من “اليوتيوبرز” و”الإنستغرامرز” المشهورين عالميًا مثل؛ “وغاب سكانو”، و”جوني سشار”، وغيرهم، قاموا بنشر صور لهم في صحراء السعودية وهم يرتدون العباءة.

لكن مشاركة “لال” تعرضت لانتقادات كثيرة من جانب المتابعين لحسابها؛ إذ اعتبرها العرب منهم إشارة غبية على تشبه “السعودية” بالغرب، بينما انتقد الغربيون عارضة الأزياء لقيامها بدعم دولة تقتل أبرياء أغلبهم أطفال في “اليمن”.

“غيت واي” أداة تجميل..

تستهدف حملة (غيت واي السعودية)، لعب دور مهم من أجل الوجه الجديد الذي تطل به المملكة وفق استراتيجية 2030، التي أطلقها ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”، ورغم أنها لا تتبع “وزارة السياحة”؛ إلا أنها تحصل على التمويل من الحكومة، وخلال الفترة الماضية وجهت المملكة دعوات لمئات الشخصيات المشهورة للقيام برحلات مدفوعة التكاليف كاملة – دون منحهم أرباحًا إضافية – إلى مناطق خلابة في الصحراء مع جمال مزينة من أجل تحسين صورة “السعودية”.

مثلت تلك الرحلات جزءًا من استراتيجية “بن سلمان”، لكنه أيضًا دفع بالكثير من الإصلاحات من بينها السماح للمرأة بقيادة السيارة وحدها، كما سمح مؤخرًا بإنتاج الأفلام، وإقامة الحفلات الغنائية على أرض المملكة، وكلها أمور كانت ممنوعة قبل تصدر “بن سلمان” المشهد برؤيته الجديدة، كل هذا من أجل تحسين الصورة أمام العالم.

الوجه القبيح للمملكة..

أمام تلك الأمور التي تظهر الوضع وكأن المملكة فعلًا في طريقها إلى التغيير إلى ما هو أفضل، يظهر وجهًا آخر قبيحًا، فالمملكة التي منحت المرأة الحق في قيادة السيارة لا تزال تمثل ضغوطًا عليها وتسلبها كثير من الحريات، وخادم الحرمين، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، الذي يؤكد ولي عهده احترامهما لحقوق الإنسان، لا يزال منخرطًا في حرب “اليمن”، والقصف الذي ينفذه ضد أعداءه يطول في أحيان كثيرة أطفال وأبرياء، وفقًا لتقارير دولية، ناهيك عن قضية مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، داخل “القنصلية السعودية” بـ”تركيا”، والتي يُعد “محمد بن سلمان” متورطًا أساسيًا فيها.

يبدو المشهد عبثيًا، لكن حينما تقرأ تعليقات المتابعين على الصور التي ينشرها أبطال تجميل صورة المملكة، تجد أن اللعبة لم تنجح، وأن الجمهور يفهم قوانينها، ومن أبرز الأمور التي لاقت رفضًا كبيرًا من جانب المتابعين، المقطع الترويجي لشركة “غيت واي السعودية” الذي أراد التدليل على الإتجاه ناحية الانفتاح، فبدأ الفيديو بموسيقى ملحمية بينما يظهر في الثواني الأول مجموعة من الرجال يؤدون الصلاة، ما أعتبره البعض إنتهاكًا لأركان مقدسة في الإسلام.

رابط الفيديو الترويجي:

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة