11 أبريل، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

أحرجت “البنتاغون” .. مدمرات “زوموالت”: حينما يفشل الطموح العسكري الأميركي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

“نموذج للسفينة الفاشلة”؛ هكذا أصبحت توصف: “أكبر مدمرة في العالم”، بعد أن وضعت (البنتاغون) في موقف محرج، حيث كلفته: 4.4 مليار دولار، ولكنها أخفقت في مهمتها الأساسية، فما أسباب فشل هذه المدمرة الباهظة التكاليف، وهل تستطيع “البحرية الأميركية” تدارك خطئها الجسيم ؟

وتُعتبر (يو. إس. إس. زوموالت) السفينة الرئيسة بين ثلاث مدمرات من فئة (زوموالت)، نموذجًا للمشروعات باهظة التكاليف التي استندت لمقاربات غير واقعية، والآن تُحاول “البحرية الأميركية” إيجاد وظيفة لهذه الفئة من السفن، حسبما ورد في تقرير لموقع (بيزنس إنسيدر-Business Insider) الأميركي.

ما الهدف من صنع أكبر مدمرة في العالم بهذه التكلفة الباهظة ؟

وسُمِّيت (يو. إس. إس. زوموالت)؛ بهذا الاسم تيمنًا بالأدميرال “إلمو زوموالت”، أصغر قائد عمليات بحرية في تاريخ “الولايات المتحدة”. والسفينة عبارةٌ عن مدمرة صواريخ مُوجّهة، مما يعني أن غرضها الرئيس هو توفير الدعم المضاد للطائرات لأسطول “البحرية الأميركية”.

وبدأ بناء السفينة في تشرين أول/أكتوبر عام 2008. ثم أُطلِقَت في تشرين أول/أكتوبر عام 2013، وبدأت “البحرية الأميركية” في استخدامها؛ شهر تشرين أول/أكتوبر عام 2016.

وتمتلك “البحرية الأميركية” مدمرتين آخريين من فئة مدمرات (زوموالت)، (يو. إس. إس. مايكل منصور) و(يو. إس. إس. ليندون جونسون).

وبلغت تكلفة (يو. إس. إس. زوموالت)، أول مدمرة بُنِيَت من المدمرات الثلاثة، نحو: 4.4 مليار دولار. مما جعلها أغلى مدمرةٍ في تاريخ البحرية آنذاك.

مصدر الصورة: رويترز

وتساوي تكلفة أكبر مدمرة في العالم ضعف تكلفة أقوى سفن البحرية، مثل المدمرات من فئة (أرلي بيرك)، وفقًا لوكالة (آسوشيتيد برس) الأميركية.

بينما بلغت تكلفة المدمرات الثلاثة معًا على مستوى الأبحاث والتطوير نحو: 22.4 مليار دولار، وفقًا لوكالة (بلومبيرغ) الأميركية.

وليست (يو. إس. إس. زوموالت) فقط أكبر مدمرة في العالم، بل هي واحدةً من أكبر السفن السطحية الموجودة حاليًا.

وبلغ من ضخامة السفينة أن شركة (General Dynamics) الأميركية، مالكة حوض بناء السفن (Bath Iron Works)، الذي تكفّل ببناء المدمرة، قررت تشييد منشأةٍ بتكلفة: 40 مليون دولار لمجرد استيعاب عملية بناء السفن الضخمة.

قادرة على الصمود أمام البحار الهائجة وقوتها تُعادل حاملة طائرات..

ويُقال إن قوس السفينة: “الشبيه بالسكين”، يزيد ثباتها في البحار المائجة، مقارنةً بغيرها من السفن السطحية، مثل المدمرات والطرادات، وفقًا لموقع (Defense News) الأميركي.

وتستطيع المدمرة؛ التي يبلغ طولها: 182 مترًا، استيعاب طاقمٍ يصل إلى: 158 شخصًا على متنها، وفقًا لموقع (Naval Technology) الأميركي. وتصل سرعتها إلى: 30 عقدة، مع إزاحةٍ تصل إلى: 16 ألف طن.

وتعمل السفينة بعنفات غازية من طراز (رولز رويس-MT30) ومولدات توربينية من طراز (رولز رويس-RR4500)، وفقًا لموقع (AeroWeb) الفرنسي.

وتُنتج (زوموالت) طاقةً تُقدّر: بـ 78 ميغاواطًا، أي ما يُعادل الطاقة التي تولدها حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، بحسب القيادة الأميركية في المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”.

وتضم مستشعرات أكبر مدمرة في العالم أيضًا رادارًا متعدد الوظائف بحسب موقع (Naval News) البريطاني. وتحتوي كذلك على: 80 وحدة إطلاق عمودي لأنواع معينة من الصواريخ.

مصدر الصورة: رويترز

لماذا فشلت في تأدية دورها المفترَض ؟

لكن مدمرات (زوموالت) واجهت العديد من المشكلات في المعدات، على الرغم من ارتفاع تكلفتها. حيث تعطّلت (يو. إس. إس. زوموالت) في “قناة بنما”؛ بعد وقتٍ وجيز من دخولها الخدمة عام 2016. فيما فشلت السفينة الثانية من هذه الفئة، (يو. إس. إس. مايكل منصور)، أثناء التجارب البحرية في العام التالي.

وأشار تقريرٌ من مجلة (Military Watch Magazine) البريطانية إلى أن مدمرات (زوموالت): “عانت من سوء وظائف الأسلحة، وتعطُّل المحركات، وضعف أداء قدرات التخفي، وغيرها من أوجه القصور”.

وأردفت المجلة: “يمكن القول إنها فشلت بالكامل تقريبًا في تحقيق الدور الأصلي المطلوب من سفينةٍ حربية مدمرة متعددة الأغراض. بينما يُثير تجاوزها للتكلفة تساؤلاتٍ حول جدوى البرنامج من الأساس، حتى لو تمكنت المدمرات من تأدية الغرض المطلوب منها”.

إذ تفتقر هذه المدمرات إلى العديد من الخصائص الضرورية؛ مثل الصواريخ المضادة للسفن، والطوربيدات المضادة للغواصات، وصواريخ الدفاع الجوي بعيدة المدى، وفقًا لما كتبه الخبير العسكري؛ “سيباستيان روبلين”، في مقاله لمجلة (National Interest) الأميركية؛ عام 2021.

سلاحها الفتاك الباهظ الثمن لم يعد يُصّنع !

وصف “روبلين” تلك المدمرات بأنها تُمثل: “مفهومًا طموحًا وفاشلاً في الوقت ذاته”.

وأشار “روبلين” إلى أن أسلحة المدمرات لم تكن رخيصة. إذ تبلغ تكلفة القذيفة المدفعية الموجهة للهجوم الأرضي بعيد المدى نحو: 800 ألف دولار، أي بنفس سعر صاروخ (كروز) الجوال، لكن إنتاج تلك الذخائر توقف بنهاية المطاف لاعتبارها باهظة الثمن بدرجةٍ لا تستحق الإنتاج.

وأوضح “روبلين” أن المدمرة (زوموالت) أُنتِجَت بناءً على تقديرات: “غير واقعية” اعتمدت على الحد الأدنى للتكاليف، لكنها تجاوزت الميزانية: بـ 50% في نهاية المطاف.

اقتراح بتحويلها إلى سفينة صواريخ نووية..

ودفع الأداء المخيب للآمال؛ “البحرية الأميركية”، إلى دراسة العديد من الاحتمالات المتاحة لمدمرات (زوموالت)، ومن بينها إعادة تجهيزها: كـ”سفن مطاردة متخصصة”. وأوضحت (Military Watch Magazine)؛ في عام 2018، أن هذه الفكرة كانت ستعني: “التضحية بالقدرات المعقدة المضادة للطائرات والغواصات، مقابل دورٍ متخصص بعيد المدى لمواجهة السفن”.

ودرست “البحرية الأميركية”؛ عام 2018، إعادة توظيف مدمرات فئة (زوموالت) لتُصبح سفنًا حربية نووية، حيث طرح قائد القيادة الإستراتيجية الأميركية، الجنرال “جون هايتن”، فكرة إعادة تجهيز المدمرات بصواريخ جوالة نووية في العام نفسه.

هل تُنقذ الصواريخ فرط صوتية أكبر مدمرة في العالم ؟

لكن “البحرية الأميركية” قررت؛ مطلع العام الجاري، تجهيز السفن بصواريخ فرط صوتية؛ بحلول 2025، وفقًا لتقرير موقع (USNI News) الأميركي. ومن المقرر أن تُدمج شركة (Lockheed Martin) تلك الصواريخ في السفينة، بحسب مجلة (Military & Aerospace Electronics) الأميركية.

مصدر الصورة: رويترز

في حين أفاد قائد عمليات البحرية، الأدميرال “مايك غيلداي”، لموقع (Breaking Defense) الأميركي؛ في شباط/فبراير 2021، بأن السفن من فئة (زوموالت) ستكون أول مختبرٍ للتقنية فرط الصوتية.

وقال: “يتركز اهتمامنا الآن على إضافة النظام إلى مدمرات (زوموالت)، حتى نُثبت فاعليته وننشره سريعًا، قبل توسيع نطاقه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب